في رثاء القيروان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

في رثاء القيروان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-27, 15:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سلطان العلماء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي في رثاء القيروان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصيدة في رثاء القيروان قرأتها من ديوان ابن رشيق القيرواني فأعجبتني
وكأنها تحكي حال الأمة الاسلامية جمعاء




كَمْ كانَ فيها منْ كِرامٍ سادةٍ ... بِيضِ الْوُجوهِ شَوامِخِ الإِيمانِ
مُتَعاوِنينَ على الدِّيانة ِ والتُّقى ... لله في الإِسْرارِ والإِعْلانِ
وَمُهَذَّبٍ جَمِّ الفَضائِلِ باذِلٍ ... لِنَوَالِهِ وَلِعرْضِهَ صَوَّانِ
وَأَئِمَّةٍ جَمَعُوا العُلومَ وَهَذَّبُوا ... سُنَنَ الحَديثِ وَمُشكِلَ القُرآنِ
عُلَماءَ إِنْ سَاءَلْتَهُمْ كشَفُوا الْعَمَى ... بِفَقاهةٍ وَفَصاحَةٍ وَبَيانِ
وَإِذا الأمُورُ اسْتَبْهَمَتْ وَاسْتَغْلَقَتْ ... أَبْوابُها وَتَنازَعَ الْخَصْمانِ
حَلُّوا غَوامضَ كُلَّ أَمرٍ مُشكِلٍ ... بِدليلِ حَقٍّ واضِحِ البُرْهانِ
هَجَروا المَضاجِعَ قانِتينَ لِرَبِّهِمْ ... طَلباً لِخَيْرِ مُعَرَّسٍ وَمغانِ
وَإذا دَجا اللَّيْل البَهيمُ رَأَيتَهُمْ ... مُتَبَتِّلينَ تَبَتُّلَ الرُّهبانِ
في جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَكْرَمِ مَنْزِلٍ ... بَيْنَ الْحِسانِ الْحُورِ وَالْغِلْمانِ
تَجِرُوا بِها الفِردوسَ مِنْ أَرباحِهم ... نِعْمَ التِّجارَة ُ طاعَة ُ الرَّحْمَانِ
المُتَّقينَ الله حَقَّ تُقاتِهِ ... وَالعارِفينَ مَكايدَ الشَّيطانِ
وَتَرى جَبابِرَة َ المُلوكِ لَدَيْهِمُ ... خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأَذْقانِ
لا يَستَطيعُونَ الكلام مَهابَة ً ... إلاَّ إِشارَة َ أَعيُنٍ وَبَنانِ
خافُوا الإِلهَ فَخافَهُمْ كُلُّ الْوَرَى ... حَتَّى ضِراءُ الأُسْدِ في الْغِيلانِ
تُنْسيكَ هَيْبَتُهُمْ شَماخَة َ كُلِّ ذي ... مُلْكِ وَهَيْبَة َ كُلِّ ذي سُلْطانِ
أَحْلامُهُمْ تَزِنُ الْجِبالَ وَفَضْلُهُمْ ... كالشَّمْسِ لا تَخْفى بِكُلِّ مَكانِ
كانَتْ تُعَدُّ القَيرَوانُ بِهِمْ إذا ... عدَّ المَنابِرُ زَهرَة َ البُلدانِ
وَزَهتْ على مِصْرٍ وَحقَّ لَها كَما ... تَزْهُو بِهِمْ وَغَدَتْ على بَغدانِ
حَسُنَتْ فَلما أَنْ تَكامَلَ حُسْنُها ... وَسَما إِليْها كُلُّ طَرفٍ رانِ
وَتَجَمَّعَتْ فيها الفضائلُ كُلُّها ... وَغَدَتْ مَحَلَّ الأَمْنِ والإِيمانِ
نَظَرتْ لها الأَيَّامُ نَظْرَة َ كاشِحٍ ... تَرْنُو بِنَظْرَةِ كاشِجٍ مِعْيانِ
حَتَّى إِذا الأَقدارُ حُمَّ وُقُوعُها ... وَدَنا القَضاءُ لِمُدَّةٍ وَأوَانِ
أَهْدَتْ لَها فِتَناً كَلَيْلٍ مُظْلِمٍ ... وَأَرادَها كالنَّاطِحِ العِيدانِ
بِمَصائِبٍ مِنْ فادعٍ وأَشائِبٍ ... ممَّنْ تَجَمَّعَ مِنْ بَني دَهْمانِ
فَتَكوا بأمَّة ِ أَحْمَدٍ أتُراهُمُ ... أَمنُوا عِقابَ اللهِ في رَمَضانِ
نَقَضُوا العُهُودَ المُبْرَماتِ وَأَخْفَرُوا ... ذِممَ الإلهِ وَلَم يَفُوا بِضَمانِ
فاسْتَحْسنوا غَدْرَ الْجِوارِ وَآثَرُوا ... سَبْيَ الْحَريمِ وَكَشْفَة َ النِّسْوانِ
سامُوهُمُ سُوءَ العَذابِ وَأَظْهَروا ... مُتَعَسِّفينَ كَوَامِنَ الأّضْغانِ
وَالمُسلِمونَ مُقَسَّمونَ تَنالُهُمْ ... أَيْدِي العُصاةِ بِذِلَّةٍ وَهَوانٍ
ما بَيْنَ مُضْطَرٍّ وَبَيْنَ مُعَذَّبٍ ... وَمُقَتَّلٍ ظُلْماً وَآخَرَ عانِ
يَسْتَصْرِخُونَ فلا يُغاثُ صَريخُهُمْ ... حَتَّى إِذا سَئِمُوا مِنَ الأرْنانِ
بادوا نُفُوسَهُمُ فَلَمَّا أَنْفَذُوا ... ما جَمَّعوا مِنْ صامتٍ وَصوانِ
وَاسْتَخْلَصوا مِنْ جَوْهَرٍ وَمَلابسٍ ... وَطرائِفٍ وَذَخائِرٍ وَأَوانِ
خَرَجُوا حُفاة ً عائِذينَ بِرَبِّهِمْ ... مِنْ خَوفِهِمْ وَمَصائبِ الأَلوانِ
هَرَبُوا بِكُلِّ وَليدَةٍ وَفَطيمَةٍ ... وَبِكُلِّ أَرْمَلَةٍ وَكُلِّ حَصانِ
وَبِكُلِّ بكْرِ كالمَهاةِ عَزيزَةٍ ... تَسْبي العُقُولَ بِطَرْفِها الفَتَّانِ
خُودٍ مُبَتَّلَةِ الوِشاحِ كأَنَّها ... قَمَرٌ يَلوحُ على قَضيبِ البان
وَالمَسجِدُ المَعْمُورُ جامِعُ عُقْبَة ٍ ... خَرِبُ المعاطِنِ مُظْلِمُ الأَرْكانِ
قَفْرٌ فَما تَغْشاهُ بَعْدُ جَماعَة ٌ... لِصَلاة خَمسٍ لا ولا لأَذانِ
بَيْتٌ بِهِ عُبِدَ الإلَهُ وبُطِّلَتِْ .. بَعْدَ الغُلُوِّ عِبادَة ُ الأَوثانِ
بَيْتٌ بِوَحْي اللهِ كانَ بِناؤهُ ... نِعمَ البِنا وَالمُبْتَنى وَالباني
أَعْظِمْ بِتِلْكَ مُصيبَة ً ما تَنْجَلي ... حَسَراتُها أَوْ يَنْقَضي المَلَوانِ
لَو أَنَّ ثَهْلاناً أُصيبَ بعُشْرها ... لَتَدَكْدَكتْ مِنْها ذُرا ثَهلان
حزِنَت لها كُوَرُ العِراقِ بأَسْرِها ... وَقُرى الشآمِ وَمِصرُ والخُرسانِ
وَتَزَعْزَعَت لمصابها وَتَنَكَّدَتْ ... أَسَفاً بلادَ الهندِ والسِّندان
وَعَفا مِنَ الأَقْطارِ بَعْدَ خَلائِها ... ما بَيْنَ أَنْدَلُسٍ إلى حُلْوانِ
وَأَرى النُّجومَ طَلَعْنَ غَيْرَ زَواهِرٍ ... في أُفْقِهِنَّ وأظْلَمَ القمرانِ
وَأَرى الْجِبالَ الشُمَّ أَمْسَتْ خُشَّعا ... لِمُصابِها وَتَزَعْزَعَ الثَّقلانِ
وَالأَرضُ مِنْ وَلَع بها قَدْ أَصْبَحَتْ ... بَعْدَ القَرارِ شَديدَة َ المَيَلانِ
أَتَرى اللَّيالي بَعْدَ ما صَنَعَتْ بِنا ... تَقْضي لَنا بِتَواصُلٍ وَتَدانِ
وَتُعيدُ أَرْضَ الْقَيْرَوانِ كَعَهْدِها ... فيما مَضى مِنْ سالِفِ الأَزْمانِ
مِنْ بَعْدِ ما سَلَبَتْ نَضَائِرَ حُسْنِها الـ ... أَيَّامُ وَاخْتَلَفَتْ بها فئَتانِ
وَغَدَتْ كأَنْ لَمْ تَغْنَ قَطُّ وَلم تَكُنْ ... حَرَماً عَزيزَ النَّصْرِ غَيْرَ مُهانِ
أَمْسَتْ وَقَدْ لَعِبَ الزَّمانُ بأَهلِها ... وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ عُرا الأَقْرانِ
فَتَفَرَّقُوا أَيْدي سَبا وَتَشَتَّتُوا ... بَعْدَ اجتِماعِهِمُ على الأَوطانِ








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-06-27, 15:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك على الإختيار الموفق أخي
قصيدة جميلة , رشيقة , دقيقة , معبرة ...









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القيروان, ربال


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc