التسامح.. المعنى والمغزى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التسامح.. المعنى والمغزى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-15, 07:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
drid
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










Hourse حيـاة العذاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كيف حالكم؟؟اتمنى أن تكونوا في أحسن حال..
ـــ

بالنسبة لإسم القصة..احترت في البداية ماذا سأسميها..إلا أنني قررت أن يكون حيـاة العذاب..لا أعلم لمَ..لكنني أراه مناسباً ولو بالقليل..
سترون أن الأحداث تمر بسرعة..وخاصة في البارت الأول..حيث ستتضمن القصة أحداثاً أخرى ذات أهمية وواقعية..وما أزال أفكر بما سأكتب من أحداث أخرى في قصة واحدة..!
سأترككم مع البارت الأول...إنه قصير نوعاً ما..!!
____________
سارت فتاة بشعرها الأسود وعينيها السوداوتين في ذلك الزقاق المعتم وهي تلف جسمها بوشاح أسود خفيف..باحثة عن مأوى يضمها ويرعاها..
مشت ومشت حتى انهارت جاثية على الأرض وهي تبكي بألم وصمت..ملأ الجو نسيم بارد حرك خصلات شعرها الأسود ببطء..
أسندت ظهرها إلى الحائط..وأرخت رأسها إلى الخلف وأخذت تردد بحزن وألم يعتصرها: لمَ يحدث معي كل هذا ؟؟لماذا؟؟كـ..كيف سأعود ؟؟ساعدني يا إلهي..!
غطت وجهها بيديها الباردتين وأخدت تجهش بالبكاء الذي لا سبيل لإيقافه..
ّّّّّّ~ ~ ~
أشرقت شمس دافئة ذهبية اللون صافية لتضفي إلى الجو روحاً باحثة إلى الحياة من جديد..!!
تخللت بعضاً من أشعة الشمس الستار لتخترق عيون تالين التي قامت بدعكهما وقالت بضيق :آآه عيني..!!
فتحت عينيها ببطء..نظرت إلى السقف الأزرق الفاتح..ثم انتفضت من السرير قاعدة قائلة بخوف: أين انا ؟!
جالت بعينيها في أنحاء الغرفة- غرفة كبيرة واسعة يكسو جدرانها اللون الأزرق الفاتح، وخزانة خشبية كبيرة باللون ذاته، ورفان مثبتان على زاوية أمام السرير تملؤهما الدبب القطنية بألوانها المختلفة الجميلة ومرآة كبيرة على الحائط الموازي لجهة اليمين للسرير بلون أزرق، لكي تتناسب وجدران الغرفة وسقفها، وخزانة صغيرة إلى جانب السرير لتصبح الغرفة متناسقة ليبدو على صاحبها أنه ذو ذوق رفيع.-
فتحت فاهها باندهاش وهي تنظر إلى تلك الأشياء التي حولها فقالت بعد ذلك بيأس: لكن..أين أنا؟؟؟
سمع صوت الباب تلاه دخول شاب يبدو في العشرون من عمره ذو ملامح جميلة-شعر أشقر وعينين زرقاوتين بصفاء السماء وبشرة بيضاء- نظرت تالين إلى الشاب وأبعدت ذاك الغطاء الأبيض الممزوج بلون أزرق من على جسمها ونهضت بسرعة لتقف بجانب النافذة قائلة بخوف:من أنت؟؟وأين أنا؟؟
ابتسم المعنى وقال بابتسامة هادئة جميلة: لا تخافي، أنتِ بأمانٍ..!!
تالين باستغراب: بأمان؟؟
ثم أردفت بحدة: وكيف سأتأكد أنني بخير وأمان؟؟ أريد أن أذهب والآن.!!
نظر إليها باستغراب وقال في نفسه: تبدو كالملاك بشعرها الأسود وعينيها السوداوتين وهي نائمة، أما الآن فتبدو..
ضحك ضحكة هادئة أثارت استغراب تالين
ثم ابتسم ابتسامة هادئة وقال: كما تريدين يا آنسة، لكن كما أرى أنك لا تملكين حذاء وتحتاجين إلى واحد، صحيح؟؟
نظرت إلى قدميها ثم عادت بذاكرتها إلى ما حدث معها ليلة أمس ثم قالت بحزن: صحيح..!!!
رفعت رأسها بسرعة لتتطاير بعض الخصلات السوداء على جبينها وقالت بعفوية:هل تعيرني واحداً؟؟
أومأ رأسه وقال بابتسامة: أجل، انتظريني قليلاً!
نظرت إليه بشرود وبعد خروجه من الغرفة قالت بصوت خافت: لكن..!! كيف سأذهب؟؟
حولت نظرها إلى خارج النافذة التي بجانبها وأخذت تنظر إلى تلك الحديقة الخضراء الكبيرة الممتلئة بأنواع الزهور الجميلة وقالت : رائعة.!
مشت حتى السرير ثم جلست على طرفه وأغمضت عينيها وتذكرت ما حدث معها فنزلت دمعة حزينة حارة حارقة على وجنتها، مسحتها فور سماعها صوت الباب قد فتح..التفتت إليه واذا به بنفس الشاب..ثم تقدم نحوها ووقف أمامها ووضع الحذاء المراد عند قدميها وقال بهدوئه وابتسامته: تفضلي.!
نظرت إليه بعمق ثم قالت: أشكرك..سأرده إليه بعد عودتي إلى البيت..!
تكلم الشاب قائلاً: لا بأس..فليبقى كذكرى لكِ..بالمناسبة ما اسمك؟؟
ردت عليه قائلة: اسمي..اسـمي.. تالين .
ابتسم لها وقال: اسم جميل..أما أنا فإسمي وسيم.
ارتدت الحذاء وأمسكت بوشاحها الأسود الذي كان على آخر السرير ثم توجهت نحو الباب وقالت بهدوء بعدما توقفت لحظات: شكرا لك..على استضافتي..!!
أومأ رأسه ايجاباً مع أنها لم تره لأنه كانت تعطيه ظهره وقال: لا بأس.. انتظري سأوصلك حتى الباب..
مشى بجانبها بهدوء حتى وصلا إلى الباب ثم قالت: وداعاً..
وقف وسيم وهو يمسك يد الباب ثم قال بهدوء: إلى اللقاء..
وسرعان ما أغلق الباب وعاد إلى الداخل..!!
وقفت عند الباب الخارجي لهذا القصر وقالت باستغراب: لا يوجد أحد بالمنزل غيره..أيعقل أنه يعيش وحده؟؟
ّّّّّّ~ ~ ~
مشت في الشوارع، ضائعة..متشردة..تائهة..بكت وبكت حتى جفت دموعها على وجنتيها..
ركضت حتى وصلت إلى بيت متوسط الكبر نسبياً..وقفت أمام بابه وقدماها ترجفان وقلبها ينبض بسرعة غير طبيعية..احمرّ وجهها أكثر بسبب حر الطقس الذي امتزج مع خوفها..ضمت قبضتها ومدتها لتطرق الباب بهدوء وخوف..كانت نبضات قلبها تتزايد أكثر فأكثر مع كل طرقة..
فتح الباب شخص يبدو في التاسعة عشر من عمره ذو شعر ذهبي وعينين سوادوتين..نظر نحوها بقلق ولم يتفوه ببنة شفة..
نظرت إلى الداخل وقالت بخوف: أين أمي وأبي وأخي؟؟
رد عليها ريان قائلاً: في الداخل..ادخلي..!!
أومأت رأسها، بلعت ريقها بصوت يبدو مسموعاً، ومشت بجانب أخاها إلى أن وصلا إلى غرفة المعيشة التي يجلس كلٌ من أفراد العائلة فيها..!!
وقف كل من تالين وريان بجاب بعضهم البعض بينما أنزلت تلك الأخيرة رأسها بخوف إلى الأرض وقال ريان بصوت خافت قلق: لقد عادت..!!
نظرت إليها أمها وقالت بحنان ممزوج بالحزن وقطرات دموعها المتزاحمة على وجنتيها: بـُنـيتي..!!
ثم نهضت واتجهت نحو ابنتها بخطىً سريعة واحتضنتها بقوة تحت استغراب تالين المتفاجئة من ردة فعل أمها..
بعد ثوانٍِ ابتعدت هبة -أم تالين-عن ابنتها..بينما تقدم والدها وقال بحدة وصراخ: أين كنتِ؟ ..ثم صفعها صفعة على خدها أوقعتها أرضاً..
صرخت هبة مذعورة: لااااااا تالين..
وضعت يدها على مكان الصفعة بألم وبكت بصمت في حين أردف والدها قائلاً: كيف لفتاة صغيرة في مثل عمرك أن تنام خارج البيت دون علمنا؟؟ كيف؟؟
وقفت تالين عن الأرض بصعوبة وقالت بصوت مبحوح: لم يكن بإرادتي يا أبي..!!
ثم أردفت بكلمات تخرج من بين شهقاتها: سأصارحك بالحقيقة..!!
صرخ منير قائلاً: لا تصارحيني بالحقيقة..لقد علمت بكل شيء..!!
جثت على الأرض بالقرب من قدميه وقالت : سامحني..سامحني أرجوك يا أبي..!!لم أكـ
قاطع كلامها بأن أمسكها من شعرها وجرها إلى داخل الغرفة ورماها على الأرض بقوة وأخذ يركلها بقدميه وأخذ يردد: جلبت العار لنا.! جلبت العار لنا.!
فتقدم كل من هبة وريان بسرعة نحوه وأمسكاه محاولين منعه من عدم فعل ذلك..إلا أن محاولة الأم ودموعها الحزينة باءت بالفشل..فأبعد ريان والده عن تالين بصعوبة التي تتألم بصمت قائلا بصراخ موجهه نحو أبيه منير : وما ذنبها..قالت أنه لم يكن بإرادتها..!؟
ساعدها ريان على الوقوف ومسح على شعرها بحنان ثم نظر نحو أبيه الذي رد عليه صارخاً: وما أدراك أنها لا تكذب؟؟ ثم إن المصدر موثوقاً وأنت تعلم أكثر مني ومن الجميع؟؟
ريان: أجل، أعلم ذلك..لذلك علينا أن نتأكد أولاً قبل البدء بهذه التصرفات الهمجية..!
نظر والده نحوه بحدة وقال: تتهمني بالهمجية..يا لك من شاب قليل التهذيب..! ثم ليس لك الحق بالتدخل..فلتبتعد أفضل لك..!..
نظر ريان إلى أباه دون أن يتفوه بكلمة ثم أردف والده قائلاً: اترك تالين يا ريان، وإلا سيكون مصيرك نفس مصيرها..!!
حد ريان من عينيه وقال بثقة: فليكن..!!
نظرت تالين نحو أخاها وقالت وهي تبكي: اتركني أرجوك..لا أريد أن أورطك معي يا أخي..أرجوك..!!سأذهب له بإرادتي..
ثم ابتعدت عنه وتوجهت نحو أباها قائلة بحزن: فلتفعل ما تريد يا أبي..!
نظر نحوها باستغراب ثم سرعان ما أمسك يدها وسحبها بقوة تحت صراخ الأم الحزينة بأن توقفه من فعل ذلك..
بينما وقف ريان مصدوماً غير قادرٍ على فعل شيء..بينما أتته هبة وأمسكته من ياقته وقالت بنواح: افعل شيء يا بني ..أرجوك..!
لم ترى منه رداً على كلامها لم يكن يسمع ما تقول فاتجهت نحو فتى شو شعر أسود وعينين بنيتين مائلتين إلى السواد يبدو في الخامسة عشر من عمره وقالت: إنها أختك..يا عمر افعل شيئاً..إنها أختك! على الأقل تستطيع منع والدك..
هز رأسه نفياً وقال ببرود : وما شأني بكم أنا؟؟
نظرت نحوه بحقد وقالت بصراخ: مثل أباااك..حقود وخبيث..
ثم لحقت بزوجها محاولة منعه من فعل ما يريده..صعدت السلم وراءه وهي تناديه:منير أرجوك توقف..إنها مظلومة..مظلومة..
بينما كانت تالين تناديها: أمـــــــي..أمــي..!!
أمسكت هبة منير من يده قائلة ببكاء وحزن: اتركها..أرجوك..أرجوك..لا تظلمها..
نظر منير إليها باستحقار وهز يده بعنف لتفلت من يده وتسقط عن السلم..فصرخت تالين: لاااااااااااا....أمـــــــــــي..!!
هبّ كل من ريان وعمر نحو والدتهما فور سماعهما صوت تالين المتألم لمساعدة الأم المتألمة..
* * *
فتح باب الغرفة ورماها إلى الداخل بعنف وقوة أدى إلى سقوطها إلى الأرض وما زالت تبكي متألمة بصمت..بينما قال منير: لا أريد رؤية وجهك..لن تخرجي من هذه الغرفة بغير إذني..هل فهمتِ؟؟
أومأت رأسها ودموعها الحزينة تملأ وجهها الأبيض..
ثم قام بإغلاق الباب وقال بصوت عالٍ: سافلة..
وضعت يديها على وجهها وأجهشت بالبكاء وأخذت تردد: لمَ يحدث معي كل هذا؟ لماذا؟؟ماذا فعلت يا إلهي..!!ماذا؟؟
* * *
____________

وأنا بانتظار انتقاداتكم وتعليقاتكم حول البارت الأول..
سترون أخطاء نحوية كثيرة..وذلك لأنني لا أجيدها كثيراً..
وأرجوكم..أحتاج الصراحة بإبداء أرائكم بفكرة القصة والكتابة دون مجاملة.
بانتظاركم..



لكم مني سلام من فؤادي

بماء الود يسقي كل وادي

سلام فاح بالآفاق مسكا

يعطركم بأشواق الفؤادي


سلام لو رآهـ الناس يزهوو

لمدوا نحوه كل الايادي


ولكني اخص به أناسا

هم الأقمار من بين العبادي









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 21:16   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
BLIDIDZ
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية BLIDIDZ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أخي نريد باقي القصة رجاءا
والله درتلنا حجرة في السباط
وأشكرك على السرد










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 21:43   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ميمنة الجزائر
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ميمنة الجزائر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الباقي قصة جد مشوقة
كتابة رائعة










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 21:49   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
nooriman
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية nooriman
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جميلة
أين الباقي










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 22:08   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
drid
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

lمرحبا..كتبت تكملة بسيطة وصغيرة أرجو أن تحوز على إعجابكم..

ـــ
* * *
فتح باب الغرفة ورماها إلى الداخل بعنف وقوة أدى إلى سقوطها إلى الأرض وما زالت تبكي متألمة بصمت..بينما قال منير: لا أريد رؤية وجهك..لن تخرجي من هذه الغرفة بغير إذني..هل فهمتِ؟؟
أومأت رأسها ودموعها الحزينة تملأ وجهها الأبيض..
ثم قام بإغلاق الباب وقال بصوت عالٍ: سافلة..
وضعت يديها على وجهها وأجهشت بالبكاء وأخذت تردد: لمَ يحدث معي كل هذا؟ لماذا؟؟ماذا فعلت يا إلهي..!!ماذا؟؟
* * *
رن هاتف المنزل..رفع منير السماعة قائلاً بصوت غاضب: ألو..من؟؟
رد عليه المتكلم: أنا أبـي..!!
منير: ماذا هناك يا رزان؟؟
استغربت رزان فقالت بارتباك: هـ.ـل أمـي عندك؟؟
منير بغضب: لا..في غرفتها.
جفلت الفتاة وقالت: حسناً..سأحادثها لاحقاً..إلى اللقاء.
منير بحدة: انتظري..ماذا كنتِ تريدين منها؟!
رزان بسرعة: لا شيء..علي إغلاق الخط الآن..سأتصل في وقت آخر..إلى اللقاء.
أغلقت رزان الخط بينما نظر والدها إلى السماعة باستغراب..ثم وضعها مكانها.
وضع منير كفيه على رأسه وقال بصراخ: يكــاد رأسي ينفجر..!!
ّّّّّّ~ ~ ~
...:مع من كنتِ تتحدثين؟
أجابته زوجته التي تبدو في السادسة والعشرين من عمرها ذي شعر خروبي وعينين سوداوتين وبشرة بيضاء بحدة: مع أبـي..!!
تكلم شاب في الثلاثين من عمره ذي شعر أسود فاحم وعينين سوداوتين قائلاً: وماذا هناك؟؟
جلس على الكنبة بالقرب من رزان التي قالت: أردت الإطمئنان عليهم لا أكثر..!!
ثم أردفت قائلة: وأنت بحكم أنك بإجازة في هذا اليوم..أين كنت؟
نظر باسل نحوها باستغراب وقال: وما شأنك أنتِ؟ هيا أنا جائع..فلتحضري الفطور.
نهضت رزان دون أن تجيبه متجهة إلى المطبخ بأمر منه..
أمسكت بملعقة وشدت قبضتها عليها وقالت في نفسها بغضب: يا إلهي..لماذا أصغي إلى هذا المجنون؟؟ كم أكرهه..!!
ثم نظرت إلى الملعقة التي بيدها قائلة باستغراب: لمَ أحمل هذه؟؟
ثم سرعان ما رمتها في المجلى بغضب بادئة بتحضير ما طلبه زوجها وهي تكاد تختنق من غضبها.
* * *
دخل ريان غرفة المعيشة والتي يجلس بها والده ثم جلس على الكنبة بوقار وقال: أبـي..!
لم يجبه ذلك الأخير بل بقي على وضعيته فأكمل قائلاً بهدوء: أرجوك..يجب عليك ألا تتسرع بالحكم عليها.
نظر والده نحو ذات مغزى ثم قال بهدوء: ولمَِ قد أفعل ذلك..إن الأمور واضحة وضوح الشمس..ماذا سيكون هناك أكثر؟؟
ريان: أبــي..الأمر لم يتوضح كما تقول..ولكن كما قلت علينا ألا نتسرع في الأحكام..
منير: وكيف ذلك؟؟
ريان: فليكشف الطبيب عليها..وهكذا سيتوضح ما هو مجهول..!
منير بتهكم: حقا..يا لك من ذكي..!!
ثم أردف قائلاً: حسنا..دعنا نفرض أن الطبيب قد كشف عليها..واتضحت أنها بريئة..كيف لنا أن ننظر بعيون من حولنا..كيف لي أن أرفع رأس وأنا أسير كما كنت..
ثم قال بنبرة صارخة: لقد فـُضحنا..!!!
ريان بانفعال: هذا يعني أنك لست خائفاً على ابنتك .. ويعني أنك خائف على سُمعتك أكثر من ابنتك..
ما ذنبها..لم يكن بإرادتها..إنها بريئة حقا لا نريد توضيح ذلك أكثر..!!..ليست هي الوحيدة من بين البشر الذي لم يتعرض لهذا الحادث..حدث مع قبلها مثلها وربما أكثر..لقد كانوا بريئات ولكن البشر وحوش قاتلة..هناك آباء متفهمون لا يتسرعون كما تفعل أنت الآن..!!
منير بغضب: وماذا بفكرك قد فعلت..لم أفعل شيئاً حتى الآن..!!
ريان: أبداً..لم تفعل شيء..غير ضربها دون رحمة وحبسها في غرفة مظلمة وحدها..دون غطاء يحميها..في برود الليل وقسوته..!!!
منير: ريان..لطالما اعتبرتك مثل ابني وربما أكثر..أعطيتك رعايتي وأمك فعلت بالمثل في حنانها وتدلليلها الزائد..لم نعتبرك حملاً علينا أبداً..بل كنت فرداً من أفراد العائلة..والآن..سمعتك بما فيه الكفاية..سمعت رأيك وتقبلته لكنـ..
صرخ ريان قائلاً: أجل..أجل..صحيح كل ما قلته لكنك لم تتقبل رأيي كما تقول فبكلامك هذا تنفيه،إنما فلتعتبر كلامي الذي قلته لك منذ قليل من ابن يحب مصلحة والده وليس أخته فقط..بانتظار أي وقت لكي يساندك ويحمي العائلة التي اعتنت به منذ وقت طويل..ليرد ديناً لطالما كان يريد تحقيقه..أما أنت الآن..بكلامك هذا لا تتقبل أي شيء مني..ببساطة تعتبرني فرداً خارج العائلة.. لا تريده..!!
دخلت هبة إلى حيث وجودهما وقالت بحدة: توقفا..
اتجه ريان نحوها وقال بقلق: أنتِ مرهقة..يجب عليكـ..
قاطعته قائلة موجهة كلامها إليه ولمنير: تكفينا مشكلة واحدة...تريدان النهوض بأخرى..هذا يكفي..يجب أن نضع حداً لهذه المهزلة..
ثم أردفت قائلة بعدما تحولت نظرتها الغاضبة إلى أخرى أكثر حنية: فلنصطحبها إلى الطبيب..
ابتسم ريان بفرح وأومأ رأسه إيجاباً..بينما نظرت هبة إلى منير منظرة إجابة منه..إلا أنه صدمها بقوله: لن يحدث هذا..!!
قطب ريان حاجباه بضيق وقال بهمس: ماذا؟؟
في حين قالت هبة : ما بك؟؟.. ماذا تعني بقولك "لن يحدث هذا"؟؟
ارتبك منير قليلاً ثم نهض قائلاً بتردد: لا..لا..شـ..ـيء..سنـأخذهـ..ـا إلى الطبيب..لكن في الغد..
ثم خرج مسرعاً من الغرفة تاركاً ريان وهبة في حيرة من أمره..
وسرعان ما ابتسمت هبة فرحة لهذا الخبر لكن فرحتها تلاشت عندما أحست بألم في ذراعها اليسرى..فسألها ريان قلقاً: مـاذا هناك؟؟
أمسكت يدها بخفة محاولة إبعاد الألم ثم نظرت إلى ابنها قائلة: ليس هنالك شيء يا بني..
ريان : كيف؟؟ما بها ذراعك أمي.!؟
هزت رأسها نفياً ثم قالت بحزن: دعنا نخرج أختك من تلك الغرفة الكئيبة..!!
أومأ رأسه إيجاباً ثم قال: المفتاح؟؟؟
هبة: مع أبيك.
اتجه كل من هبة وريان إلى منير..الذي كان في غرفة نومه فتحدثت هبة قائلة: لقد وافقت على اخذها إلى الطبيب..لذلك لا بد أن توافق على إخراجها من تلك الغرفة الليلة..؟
نظر إليها دون أن يتفوه ببنة شفة ثم قام برمي المفتاح على الأرض..فانحنى ريان وأخذه..ثم اتجها إلى تلك الغرفة..فوضع ريان المفتاح في الباب وأخذ يديره بهدوء بينما تقف والدته بجانبه بلهفة على لقاء ابنتها الصغيرة..
دخلت هبة الغرفة بخطوات مسرعة لتجد ابنتها ممدة على الأرض دون حراك..فهبطت إلى مستواها وقالت وشبه ابتسامة مرسومة على شفتيها: تـالين..تالين..استيقظي ابنتي..
أخذت تهزها وهي تردد بإسمها لكن..لا جواب!! ثم هزتها بقوة أكبر..وريان ينظر إليها يحاول فهم ما يجري..ثم تقدم بخطوات سريعة نحوهما وانحنى إلى الأرض وأخذ يهز أخته بقوة بينما سالت دمعة على خد الأم حزناً وألماً على ابنتها..!!

ـــــــــــــــــــ

بانتظار تعليقاتكم وانتقاداتكم حول البارت..

تحياتي










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 22:17   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ميمنة الجزائر
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ميمنة الجزائر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماتكملهاش بحزن ارجوك

قصة جد مشوقة
وتعبيرك جميل جداً










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 22:38   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
drid
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لكم على المرور










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 22:47   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
drid
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

مــرحبا....كيف حالكم ؟؟

........



كان وائل -ان كنتم تذكرونه ابن عم تالين- قد هرب من قبضة الشرطة..دون أن يدري به أحد إلى أين وصل..
توجه إلى قرية صغيرة محاذية للمدينة..لا تبعد عنها الكثير فقد اختبأ بها..بالرغم من أنه خائف من أن يجده أحد خاصة أنه في مكان محتمل وجوده به لقربه من المدينة ذاتها..
لم يمض على هروبه الكثير من الوقت إلى أن أتى رجال الشرطة إلى القرية دون أن يدري..
فبحثت عنه ولم تجده..حققت مع رجال القرية ونسائها دون فائدة ترجى من ذلك.
كان طفل يبدو في الثامنة من عمره بين النساء اللواتي كان يحققن معهن..فنطق قائلاً للشرطي: رأيت رجلاً يرتدي قبعة سوداء على رأسه ويرتدي سترة طويلة سوداء أيضاً..
ثم توقف عن الحديث فجأة فقال له الشرطي: أكمل ؟
لكن سمير- اسم الطفل- بقي صامتاً..فحثته والدته على الحديث ولكنه على حاله..ما الخطب يا ترى؟ ما الذي حدث للطفل فجأة هكذا ؟؟
نطق سمير بتردد: لا..شيء.
هز الشرطي رأسه ثم ابتعد موصياً المرأة بالبقاء في مكانها ..
انحنت على مستوى طفلها فسألته: ما الخطب ؟ هل رأيت أحداً ؟
هز رأسه ايجاباً فقالت: إذن ؟؟ من هو ؟؟ هل رأيت إلى أين توجه ؟؟
هز رأسه ثانية فقالت: أخبر الشرطي بما تعرف.
سمير: ولكني خائف.
قطبت حاجباها بضيق وقالت: من ماذا ؟
سمير وعلى وجهه علامات الخوف: لقد هددني ذلك الشخص..علي أن لا أخبر أحدا بشيء.
دبَ الرعب في قلب الأم فقالت بعدما لمحت الشرطي بجانبها: حسناً..أخبر الشرطي فقط ولا تخف من شيء.
أومأ سمير الصغير برأسه ايجاباً وبدأ يقول للشرطي ما الذي كان يخبأه.
~ ~ ~
وصلت السيارة السوداء إلى ذاك المستشفى..
فنزل ثلاثتهم متجهين نحو غرفة والدهم..كانت هبة-ام تالين- ما زالت تجلس على الكرسي خارج الغرفة بيأس وحزن.
فألقوا التحية عليها..وقبلت رزان يديها برفق ..فسألت والدتها على حالها بقولها: كيف أنتِ ؟؟ أحصل شيء جديد ؟
أخفضت رزان رأسها وامتلأت عينيها بالدموع وقالـت: لقد سـُجن !!
رفعت هبة وجهها بكفيها وقالت: لا تحزني..لقد كان واجب عليكِ أن تحذريه .
أومأت رزان رأسها قائلة: لقد فعلت ..ولكن لم يصغ إلي !
لم تحدثها والدتها بشيء بعد ذلك..فقد تركتها وأرخت رأسها إلى الحائط بتعب وأغمضت عينيها.
جلست رزان بجانبها ثم سألتها: كيف حال والدي ؟؟
فتحت عينيها وتنهدت قائلة : في حالة سيئة.
ثم سألت: أين ريان ؟؟
أجابتها تالين: مع عمر.
ثم امتلأت عينا هذه الأخرى بالدموع وقالت: لمَ لم تخبرونا ؟؟ كيف حصل ذلك ؟؟
أشارت هبة بيدها إلى عمر وقالت بتعب: اسألي..اسألي..عمر..
ثم أغمي عليها..فصرخت رزان: أمـــي..!!!
ثم هرعت تالين لتنادي شقيقيها فإذا بهما قادمان من صرخة رزان..
..
وُضعت هبة بغرفة مجاورة لغرفة زوجها منير..جلست بجانبها رزان..أما تالين بجانب والدها..
بينما عمر وريان يجلسان في الممر بيأس..إلى أن قدم وسيم قائلاً: مرحبا..كيف حالك ؟؟
نهض ريان وصافحه قائلاً: كما أنا..ولكن ازداد الوضع سوءا على ما كان عليه.
قطب حاجبيه باستغراب وقال: ماذا تقصد ؟ أحصل شيء ؟
أخبره ريان بما حصل ثم جلسا يتحدثان..إلى أن رأى ثلاثتهم - ريان، وسيم، عمر- الأطباء يركضون باتجاه غرفة منير..
فمشى ريان باتجاههم ورأى تالين في الخارج فقال برعب: ماذا حصل ؟؟
ضمته تالين وهي تبكي قائلة: لقد بدأت تلك الآلة بإصدار صوت ..ثم هرع الأطباء على أبي وأخرجوني !!
عانقها ريان قائلاً بحزن: اصبري عزيزتي .
أغلقت الممرضة باب الغرفة..تاركة ريان وتالين في حالة خوف وقلق..
بينما كان يراقبهما عمر ووسيم من مسافة قريبة..ماذا بهم أن يفعلوا غير الانتظار ؟؟
...
بعد فترة خرج الطبيب من غرفة السيد منير..وهو يذرف العرق وعلامات وجهه لا تبشر بالخير أبداً..
توجه ريان إليه بسرعة وهو ينتظر منه أي خبر بحالة والده..
فهز الطبيب رأسه بتعب قائلاً: حالته تزداد سوءاً..لا يسعني أن أفعل شيء .
سأله ريان: ولكن ما الذي به ؟؟؟؟؟
أجابه قائلاً: لديه بعض الكسور في جسده..كما أن هناك كسر في جمجمته وعمليته خطيرة وغير مضمونة..
سألت تالين باستغراب وحزن: ماذا تقصد ؟؟
ابتعد الطبيب قائلاً: أتمنى أن تكون قد فهمت ما أقصده.
وقف الاثنان مصدومان..دون حراك..ماذا عساهما أن يقررا بشأن أبيهما ؟؟
لا شيء.!.سوى الانتظار، والدعاء له بالشفاء !!!
~ ~ ~

وصلت الشرطة بفضل الطفل سمير إلى مكان وائل، ولكن.........!!

ـــــــــــ
نهاية هــذا البارت ..

ما الذي سيحدث لمنير وهبة ؟؟
أستقرر العملية بشأن منير أم ماذا ؟؟
وماذا سيحل برزان بعدما سجن باسل ؟؟
وما الذي حصل لوائل ؟؟ أوجدته الشرطة حقا ؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 22:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
drid
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

مـرحبا..
أعتذر على هذا التأخير حقاً..
سأضع الجزء ما قبل الأخير..



وصلت الشرطة بفضل الطفل سمير إلى مكان وائل، ولكن.........!!
كانوا قد وصلو إلى كهف صغير ..والمشكلة في ذلك أن وائـل لم يكــن هنــاك..انتشرت أعضاء الشرطة في كل مكان بحثاً عنه..
وأخــيرا وجدوه ملقاً على الأرض..وسكينة في قلبه مغروزة..تأكد رجال الشرطة من موته..ولكن الفـاعل، مجـــهـــول !!!

~ ~ ~
ما زالت العائلة تنتظر في المستشفى ..كانت هبة- والدة تالين- قد استيقظت لتوها..وعرفت بما حصل، فلم يكن منها تلك الأخرى إلا الدعاء له بالشفاء..وغرقها ببحر أحزانها، فلا أحد يعلم ما الذي سيحصل به ؟؟
اعتذر وسيم من ريان..ونهض متجهاً نحو غرفة الطبيب المشرف على حالة منير..
طرق الباب ثم دخل إليه مصافحاً إياه..وسائلا عن صحته.
بعد ذلك جلس وسيم على الكرسي المقابل للطبيب وتحدث قائلا: أريد أن أستفسر عن صحة السيد منير إذا سمحت.
سأل الطبيب: وماذا تكن له ؟؟
ارتبك وسيم قليلا ثم قال: صديق ابنه فقط.
الطبيب: حسناً ..بصراحة، هو في حالة خطرة جداً ..إنه يقارب على الموت..وجسده لا يستجيب بشكل جيد وعملية الرأس صعبة جدا ربما لا يمكنه تحملها واحتمالية نجاحها ضعيفة جدا..ولا يوجد غير ذلك إلا الانتظار لحدوث معجزة.
لم يكن يدري وسيم ما يقول أو يفعل..فقد اكتفى بشكر الطبيب والعودة إلى ريان خائبا.
بعد عودة وسيم بعشرة دقائق..تجمع الممرضون والأطباء مرة أخرى في غرفة منير..
ولكنها ليست كالمرة الماضية، فقد كانت الآلة تعلن عن توقف دقات قلب منير.
حاول الأطباء مساعدته بكافة الطرق..ولكن الأمر لم ينجح..
بينما العائلة تنتظر خبر من الطبيب..اتصل أحدهم على هاتف ريان النقال وأخبره بوفاة وائل، لم يؤثر عليه الأمر كثيراً..فلم يكن أمره يهمه..فقد اكتفى بقوله: رحمه الله.
بعد اغلاقه هاتفه توجهت إليه نظرات مستفسرة..
نظر إليهم وقال ببرود: لقد مات وائل..
شهقت رزان معبرة عن تفاجئها لهذا الحدث، وغرقت في دموعها الصامتة الحزينة..بينما هبة وتالين وعمر فقد كان الأمر كما كان مع ريان..
همس وسيم لريان قائلا: من يكون وائل ؟؟
تنهد ريان وقال: ابن عمي.
عبر وسيم عن فهمه بهز رأسه ثم قال: رحمه الله.
ريان: شكرا لك.
..
خرج الطبيب من غرفة منير يمسح عرقه بتوتر، رمق عائلة منير بنظرات قلقة وحزينة..فتحدثت رزان قائلة: كيف حاله؟
هز الطبيب رأسه نفيا قائلا بتردد: أنــا حقـا ..أعتذر، لم..
توقف قليلا ثم أكمل: لم يكن باستطاعتي انقاذه..لقد كان الأمر صعبا للغاية !!
أنــــا آســـف..
ثم غادر حالما أنهى آخر كلمة قالها.
لقد كان منير حقودا وخبيثا إلا أنه كان طيب القلب، ولكن غروره أعماه على أن يكون حَسَن المعاملة مع الناس، لم يكن بتلك القدرة التي تجعله يبني علاقات اجتماعية جيدة ومحبة.
وضع ريان يديه على رأسه حزينا متألما..فواساه وسيم قائلا: كن قويا يا رجل !
بينما ركض عمر إلى خارج المشفى ودموعه تذرف حزنا على أبيه..في حين أن تالين كانت تبكي في حضن أختها رزان، أما هبة التي أصابتها صدمة جرّاء ما يحدث..فقد فقدت القدرة على الكلام.
~ ~
دفن السيد منير في اليوم التالي..
إنها لمأساة أن يموت شخص ذا أهمية لدى أفراد العائلة..، وأن يتحمل ريان مسؤولية الإعتناء بالعائلة التي ربته واعتنت به منذ طفولته..
لقد كان والد ريان - الحقيقي- ذو شأن له في المجتمع ولكنه بعد زوجته التي توفيت بعد ولادتها ريان..فقد أوصى منير على الاعتناء به وأن يعتبره مثل ابنه الحقيقي..، فلم يكن له ثقة في أي حد غير صديقه منير..وهذا ما فعله منير، فقد قام بتبني ريان وجعله في مثابة ابنه وربما كان أكثر،..ولكن الأقدار شاءت أن يصبح ريان هو رب الأسرة بعد منير.
....
بعد يومان من وفاة منير..دخلت هبة في غيبوبة لمدة أربعة أيام أدت إلى وفاتها نتيجة تأثرها بمرض السرطان في رأسها، التي كانت قد أصيبت به قبل سنة من اختطاف تالين وقد أخفت ذلك عن العائلة حتى لا تتوتر الأوضاع بين أبنائها، وها هي تموت بصمت دون أن تشعرهم أنها كانت تموت وتقتل ببطء، فقد كانت محافظتها على تناول الدواء تخفي أثر المرض عنها،...ذلك ما زاد بؤس وحزن العائلة على مفارقتهم لأعز أشخاص لهم في هذه الدنيا.
بعد يومين آخرين..كانت بداية الأسبوع هي بداية السنة الدراسية لتالين وعمر وقد تغيب كلاهماا عن المدرسة
وكانت تالين قد أخبرت ريان أنها لا تريد متابعة علاجها النفسي..ولم تعطه فرصة للنقاش حتى..فلم يكن منه غير الاستسلام لرغبتها واعطائها فرصة للراحة والتفكير بعد المشقة التي أصابت العائلة، فقد أقنعت تالين نفسها بأنها لن تحتاج ذلك العلاج وأنها تستطيع تدبر أمورها لوحدها وقدرتها على تخطي هذه المحنة من حياتها بمفردها، فالصبر يولد لها احساسا باستمرار الحياة، والأيام القادمة أفضل من الماضية.

~ ~ ~

لم يكمل عمر دراسته في المدرسة..فقد ترك الدراسة واهتم بشؤون المطعم وأصبح المسؤول عليه..أما ريان فقد أكمل دراستة الجامعية وسافر للخارج للعمل حتى يحصل على دخل ممتاز يصرف به على عائلته..

ــــ
في يوم من أيام الدراسة ..كانت تالين قد خرجت من المدرسة وهي كعادتها تمشي من المدرسة حتى تصل البيت..
أوقفتها سيارة رياضية..
فتح الشاب النافذة قائلاً: مرحبا ..
التفتت اليه تالين فإذا به وسيم، ابتسمت بخجل وقالت: أهلا..كيف حالك ؟؟
وسيم بابتسامته: بخير..اصعدي..
صعدت تالين دون تردد..
تحدثا كثيرا حتى وصلا إلى بيت تالين..دعته إلى منزلها ولكنه أجابها بالرفض وأنه سيأتي في وقت آخر يحمل مفاجأة معه.










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-15, 22:50   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
drid
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

إلى يوم الغد إنشاء الله










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المغني, التسامح.., والمغزى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc