رسمية التدريب..

[هشام منصوري]

لا أختلف البتة مع من يرى أن عملية التكوين وجب أن تكون سلسة,ممتعة و جذابة تدخل فيها جملة من أدوات الترفيه المتنوعة بقدر يجعل المتلق مرتاحا في استقبال مختلف المعارف المتعلقة بمحور التدريب فترى المدرب يبذل جهدا معتبرا في ايصال ما في جعبته من مهارات و معلومات متخذا كل السبل الحديثة المعاكسة لنظرية التلقين العتيقة محافظا بجدية على شخصية المكون الرصينة و المتوازنة بعيدا عن بعض ما قد نلاحظه من "تسريك" يبلغ أحيانا دائرة التهريج و اللهو المبالغ فيه تضيع في خلاله أصالة ما يهدف إليه المدرب.
لا أدري ربما أكون مغاليا في ضرورة الجدية و الرسمية أثناء عملية التكوين مع اعطاء نسبة من الترفيه و في وقتها حتى تؤتي هاته الأخيرة ثمرها لكن أن تشوب ساحات التدريب نفس ما يجري في مخيم صيفي ترفيهي بحت في منأى عن الرسمية و أجوائها فهذا في تقديري مستهجن و غريب.
مع كل الوقار و التقدير لكل القادة الأفاضل الذين يعمدون طريقة او اخرى في فنون التدريب لكنني أومن بشدة برسميته و دقة تنظيمه مع وجوب فرض جو من الإنضباط خلاله لكن أن يغدو بعضنا ملقنا يسعى للتخلص من كم المعارف الذي جلبها (ربما حضرها!!) أو مهرجا أو متقمصا يهتف له الدارسين في كل مرة بالحياة بطريقة هزلية ساخرة ينفجر خلالها الجميع بقهقهات هستيرية.
أريد أن تبدو الدورة التدريبية مهيبة بمضمونها و روحها لا بشكلياتها و بهرجتها المتفنن فيها ..يكون فيها الدارس(بكل تواضع) في مكانه و المكون في مقامه فتسير العملية بشكل مقبول يرضي تطلعات الجميع.
و الله أعلم .. و هو من وراء القصد.