[ الْقِصــــهْ ] ...
كانت فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم مثل سائر لنساء تتعب من العمل في شؤون البيت وخدمته ولم يقدر زوجها علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه ان يحضر لها خادماً تعينها فكانت تطحن القمح ، والشعير ، وتعجن العجين وتخمره ، وتشعل التنور للخبز ، وتكنس الأرض ، وتنقل الماء على كتفها ، وتجرش النوى للفرس ، حتى مجلت ( تقرحت وتشققت يداها ) وهزل جسمها .
فجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بأسيرات ، فرغبت هي وزوجها أن يهبها خادماً منهن ، مع علمها منه ، إذ كان يقول فاطمة بضعة مني ، وكانت أحب أهل بيته إليه .
رفض النبي صلى الله عليه وسلم طلبهما وقال لهما ، كيف اعطيكما خادماً ، وأهل الصفة جياع لا أجد ما أطعمهم ولكن أدلكما على خير من ذالك ( سبحان الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وتحمدانه ثلاثاً وثلاثين وتكبرانه ثلاثاً وثلاثين فإنهن خير لكما من خادم.
( قال علي رضي الله عنه ما تركتهن منذ سمعتهن ).
[ التَعليقْ ] ..
نَحنُ عِندَماْ نَقرأُ الْقِصصْ يَجبْ أَن لآ نَقرأهَاْ هَكذاْ ونَمضِيْ بَلْ يَجِبْ عَليناْ أَنْ نَتَعَمقْ ونَعرِفْ مَعانيهْ ..
وَنجْعَلْ قُلوبناْ الّتيْ تَحجَرتْ أَنْ تَلينْ ..
ونُطَبقُهاْ فِيْ حَياتُناْ لآنَ الّرَسولْ هُوَ قُدوتُناْ فَنَجعَلْ أَعمالهِ أَمامَ أَعيُنناْ ..
بِـ الّرُغمَ أَنهاْ ابنَتهِ وأَحبُ أهل البَيتْ لَديهْ وقَدْ هَزُلَ جِسمُهَاْ وَضَعُفْ إلآ أَنهُ رَفَضْ اعْطائِهاْ خَادمهْ تُعينُهَاْ ..
هَذا هُوَ العَدلْ والْمُساواهـْ الْحَقهْ ..
سُبْحَانهْ مَنْ جَعلَهُ يَعدِلْ بَينَ ابنتِهِ وبَينَ النّاسْ الذيْ لآ يَربِط بِهِ أيْ صِفَهْ ..
ويَا لِأَخلاقِ ابنَتِهِ الّتِيْ تَقبلتْ قَرارِهـْ وأَكمَلتْ بإخلآصِ عَمَلِهاْ ..
وَيَآ لِحُسنِ أخلآقِ عَليْ بِن أبيْ طَالبْ رَضيّ الله عَنهْ .. وحِرصِهِ عَلىْ آدَاءْ عِبادةَ اللهْ ..
وَلِنَعلمْ أَنَ الّرَسولْ لَمْ يَقُلْ هَذهـِ الْكَلِماتْ إلآ وَلَهاْ أَجرُ كَبيرْ وَعَظيمْ ..
رَبِيْ اجعَلناْ نَقتَديْ بِهِمْ واجْعَلْ بِناْ صِفَةْ الّزُهدْ وَالتَواضعْ ..
لِلأَمانــهْ الْقِصَهْ مِنْ كِتابْ الْحَضارَهـْ الْعَربيهْ الإسْلآميهْ ..
وَباقيْ التَعليقْ بِـ قَلَمِيْ ..
أَرجواالإفَادهْ لِيْ وَلَكُمْ ....