الربيع العربي والخريف الإسرائيلي أم العكس
2011-06-07
نتنياهو اعلنها مدوية من واشنطن لا عودة لحدود عام 67 ولا لاتفاق المصالحة بين فتح وحماس، لان ذلك سيعريها ويبين درجة التفافها حول قرار تشتيت الفلسطينيين، في سباق مع الزمن وتسخر كل جهدها لبناء المستوطنات الذي تزداد وتيرته يوما بعد يوم، والقدس تهود علنا ويرحل سكانها وضح النهار بطرق غير مباشرة، حيث يحظر عليهم البناء وتفرض عليهم بلدية القدس الضرائب الباهضة في حي الشيخ جراح الملاصق للقدس العتيقة بلغ سكان الحي بان الحكومة الاسرائيلية بصدد بناء مئات الوحدات السكانية على انقاض بيوتهم.
اما في الجهة الاخرى من العالم العربي فتنتفض الشعوب العربية لكي تعيد برمجة نظام حكمها من اجل ان تنعم بالرفاة والاستقرار ورغد العيش، فلكل شيء ثمن وثمن التخلص من الاستبداد وبطش الحكام هو عبر بوابة الدم والقتل والاعتقال، فبواسطة الدم الذي سال ويسيل في بعض عواصم الدول العربية بدأنا نشاهد الربيع بعدما اضمحل الخريف وغابت شمسه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل اضفى الربيع العربي خضراوية على روابي وجبال وسهول فلسطين؟
من الملاحظ ان خيرات الربيع العربي لم تصل لفلسطين بعد وما زالت ترقد في مهدها، دليل ذلك زيارة نتنياهو لواشنطن وموقف اوباما من القضية الفلسطينية، لقد تعلمنا ان فلسفة الثورات اذا لم تجن كل الثمار فانها ستبقى ناقصة، مثلا في مصر هنالك بعض التغيير في نمط السياسة المصرية تجاه الفلسطينيين وخصوصا التسهيلات التي قدمتها الحكومة المصرية على معبر رفح واحتضانها ابرام المصالحة بين حماس وفتح.
حتى اللحظة الوضع مطمئن بعض الشيء فالشعب الفلسطيني يطمع في اكثر من ذلك تحرير فلسطين برمتــها يقع على عاتق الامة جمعاء كيف لا ومصر هي من كبرى الدول الــــعربية.
الثورة التونسية احدثت تغييرا طفيفا على صعيد تونس حيث لم يخترق هذا التغيير جدار الهم الفلسطيني. في ليبيا الثورة ما فتئت تراوح مكانها.
وفي سورية ايضا الحمد لله حتى اللحظة الربيع العربي لم يتحول لخريف، وعلى جميع الاحوال المستفيد الوحيد هو اسرائيل التي ما زالت صاحبة الكلمة الفصل. لقد لاحظنا خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية في الكونغرس الامريكي ومدى الفرحة التي كانت تغمــر اعضاءه حيث صفق الحضور كثيرا دلالة على اعجابهم بكلمات نتنــــياهو واخلاصـــة للمشروع الصهيوني، فلو حكمنا عقولنا جيدا سنجد ان اوباما كغيره من حكام امريكا لا يملك في بلاده الا الكرسي الذي يجلس عليه وحدائق خضراء مليئة بالورود وبعض برك السباحة، خلاصــــة القـــول اننا ما زلنا نعيش ايام الخريـــف واسرائيل غارقة في نعيم الربيع حتى اذنيها.
فتحي احمد