![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() ذم موالاة الكفار قال عمر -رضي اللّه عنه- لأبي موسى وأمره أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد وكان له كاتب نصرانيّ، فرفع إليه ذلك فعجب عمر، وقال: إنّ هذا لحفيظ، هل أنت قارئ لنا كتاباً في المسجد جاء من الشّام؟ فقال: إنّه لا يستطيع. فقال عمر: أجنب هو؟ قال: لا، بل نصرانيّ. قال: فانتهرني وضرب فخذي ثمّ قال: أخرجوه، ثمّ قرأ: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ)[المائدة:51]. - قال عبد اللّه بن عتبة- رضي اللّه عنه: ليتّق أحدكم أن يكون يهوديّا أو نصرانيّا، وهو لا يشعر. قال ابن سيرين: فظننّاه يريد هذه الآية: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ)[المائدة:51]. - قال ابن جرير -رحمه اللّه تعالى- عند قوله -تعالى-:(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ): «هذا نهي من اللّه -عزّ وجلّ- إلى المؤمنين أن يتّخذوا الكفّار أعوانا وأنصاراً وظهورا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلّونهم على عوراتهم؛ فإنّه من يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء، يعني بذلك، فقد برئ من اللّه -تعالى- وبرأ اللّه منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر: (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) يعني إلّا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل». - قال القاضي ابن عطيّة -رحمه اللّه تعالى- في معنى قوله -تعالى-:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ)[المائدة:51]: «نهى اللّه -تعالى- المؤمنين بهذه الآية عن اتّخاذ اليهود والنّصارى أولياء في النّصرة والخلطة المؤدّية إلى الامتزاج والمعاضدة، وكلّ من هذين الصّنفين له حظّه من هذا المقت الّذي تضمّنه قوله -تعالى- فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وأمّا معاملة اليهود والنّصارى في غير مخالطة ولا ملابسة فلا تدخل في النّهي». - قال القرطبيّ -رحمه اللّه- عند قوله -تعالى-:(بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ)[النساء:138-139]: «يقول اللّه -تعالى- لنبيّه محمّد -عزّ وجلّ- يا محمّد، بشّر المنافقين الّذين يتّخذون أهل الكفر بي والإلحاد في ديني أولياء، يعنى أنصارا وأخلّاء من دون المؤمنين تاركين موالاة المؤمنين معرضين عنها، يطلبون عند هؤلاء الكفّار المنعة والقوّة والنّفوذ، وما علم أولئك السّفهاء البلهاء أنّ العزّة للّه جميعا». قال ابن قدامة المقدسيّ -رحمه اللّه تعالى-: «الأفضل لمن أكره على كلمة الكفر أو على موالاة الكفّار والموافقة على دينهم أن يصبر ولا يمتثل حتّى ولو أتى على نفسه». - قال ابن تيميّة -رحمه اللّه تعالى-: «إنّ تحقيق شهادة أن لا إله إلّا اللّه يقتضي أن لا يحبّ إلّا للّه، ولا يبغض إلّا للّه ولا يوالي إلّا للّه، ولا يعادي إلّا للّه، وأن يحبّ ما أحبّه اللّه، ويبغض ما أبغضه اللّه». - قال ابن كثير -رحمه اللّه تعالى- في معنى قوله -تعالى-:(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)[آل عمران:28]: «نهى اللّه -تبارك وتعالى- عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتّخذوهم أولياء يسرّون إليهم بالمودّة من دون المؤمنين ثمّ توعّد على ذلك فقال: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) أي ومن يرتكب نهي اللّه في هذا فقد برئ من اللّه». - وقال أيضا عند قوله -تعالى-:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ)[المائدة:57]: «هذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابيّين والمشركين الّذين يتّخذون أفضل ما يعمله العاملون، وهي شرائع الإسلام المطهّرة المشتملة على كلّ خير دنيويّ وأخرويّ، يتّخذونها هزوا يستهزئون بها ولعبا يعتقدون أنّها نوع من اللّعب في نظرهم الفاسد». - قال الشّيخ عبد اللّطيف بن عبد الرّحمن بن حسن -رحمه اللّه-: «إنّ الموالاة تنقسم إلى قسمين: موالاة مطلقة عامّة وهذه كفر صريح، وهي بهذه الصّفة مرادفة لمعنى التّولّي، وعلى ذلك تحمل الأدلّة في النّهي الشّديد عن موالاة الكفّار، وأنّ من والاهم فقد كفر. موالاة خاصّة وهي موالاة الكفّار لغرض دنيويّ مع سلامة الاعتقاد وعدم إضمار نيّة الكفر والرّدّة كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة في إفشاء سرّ رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلّم- في غزو مكّة كما هو مذكور في سبب نزول سورة الممتحنة». وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
موالاة, الكفار |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc