هناك جلست ... هناك بِقُرْبِهِ ..
أنظُرُ إلى وجهُهُ المليءُ بالبراءةِ..
أنظرُ إليه وكأنها أول مره وآخر مره ..
احدق اكثر لأرى تفاصيل وجهه ..
ارى عينيه الذابله كالنعاس ..
اقتربت اكثر منه ..
اقتربت اكثر ... احدق اكثر ..
ارتفعت يدي إلى خديه لأتحسسها .. كأم تتحسس خدي طفلها الناعمتين ..
نظرت وقلت : اتراني كما أراك ..
اخفض راسه لكي لا أرى عينيه..
همست في أذنهِ انظر من أنا ؟ ..
رفعت راسه..
فوجدت عينيه غارقه في الدمع وكأن كل دمعة تقول : أنتِ روحي ..
فاستدار لكي لا أراها ثانيه ..
فأخذتُ ذراعي واحتضنته ..
عندها ولأول مره يبعدها عن خصريه ..
نظرت إليه بدهشه لا لا بتعجب شديد ..
وكأنني أقول لماذا ؟ أنا روحك ..
وكأنه سمعني واستدار وقالها بتلعثم ودموعه ملئت خديه ..
لأنني خُنتُكِ ..سامحيني ..
قلت له : ماذا تقول ؟
سكت ..وليته ماسكت فبسكوته اعاد ماقاله ..
لا أعلم اهو صوته ام صوت كبريائي ..
لاأعرف ماذا أفعلً ..
أأبكي أم أصرخ أم أضرب ..
اكتفيت بالذهول والصمت ..
وهو يهزني لاأعلم اهو يهزني ام قوة الصدمة تهزني ..
كيف خنت؟
ولماذا خنت؟
ابسببي خنت؟
مع من خنت؟
اين انا عندما خنت؟
اسئلة ترددت بذهني لحظة الذهول ..
هزني .. نظرت إليه ولكن ليست كنظرتي السابقة ..
بل كأني لا أراه أمامي وكأنه اختفى ..
هزني مره أخرى ..
أخذتُ أمشي لا أعلم إلى أين ..وهو ممسك بي إلى أين ؟..
واستمريت ومشيت ..
وهو ارجوك سامحيني ..
ومشيت إلى أن تحسست زاوية الغرفة ..فجلست ..
فقال : ارجوك انا لا استحق ان تفعلي ذلك من أجلي ..
اسمع صوته ولكن لا أراه ..
انا اعلم أنك لن تسامحيني اريدك فقط تجاوبينني ..
اتريني .. اتريني..
مددت يدي لأتحسس ماأمامي ..
بعدها سمعت نواحاً وبكاءً لا لا لا لا ..أنا السبب .. أنا السبب ..
أنت لا تريني .. أنت لا تريني ..
رأيتك حبيباً وزوجاً وصديقاً ..
فقدت بصري لكي لاأراك خائناً ..