مقالات وأحاديث وتقارير وتحليلات كثيرة لا تعد ولا تحصى تناولتها المواقع والكتاب الرياضيين عن بيع برشلونة للسويدي زلاتان إبراهيموفيتش للميلان قبل بداية هذا الموسم.. هل كان قراراً صائباً أم لا..؟ هل أخطأ غوارديولا..؟ هل فيا أفضل منه..؟
المعظم نسي أن هناك خطأ أكبر وهو التخلي عن الإيفواري الرائع يايا توريه, فمن منا لا يذكر كيف أنقذ البرسا في كأس اسبانيا أمام بلباو بالهدف الصاروخي الذي عادل النتيجة, ومن منا لا يذكر أداءه المميز في عندما لجأ غوارديولا إلى الاستعانة به في قلب الدفاع في الوقت الذي كان فيه بويول وأبيدال موقوفين, والعديد العديد من اللحظات والمباريات التي برز فيها نجمه وكان في بعض الأحيان الأميز في الكتيبة الكتلونية.
أليس هذا هو الخطأ الحقيقي الذي ارتكبه برشلونة..؟ أكان قرار التخلي عنه توريه صحيحاً..؟ أعتقد أن هذا هو السؤال الذي كان يتوجب علينا طرحه.
حقيقة أتساءل لماذا باعه برشلونة..! لا أعتقد أن بوسكيتش قدم للبرسا أكثر حتى الآن, ولا أتخيل أن بوسكيتس كان لينجز ما أنجزه توريه في مان سيتي.
توريه هذا الموسم ومن خلال ما قدمه مع السيتي أجاب على هذه الأسئلة وأثبت أن قرار التخلي عنه كان خطأ لا يمكن التراجع عنه, فها هو اليوم يحصد إشادات النقاد في إنجلترا وفي العالم ويشهد له عشاق النادي الإنجليزي أنه الصفقة الأميز واللاعب الأفضل من دون منازع هذا الموسم, كيف لا وهو من أهلهم إلى نهائي كأس انجلترا بتسجيل هدف الفوز على مانشستر يونايتد, وهو من قادهم أيضاً إلى التتويج بأول بطولة منذ ما يقارب الـ40 عاماً بإحراز الهدف الوحيد في نهائي الكأس أمام ستوك سيتي, وهو من ساهم في تأهل الفريق إلى دوري الأبطال بتسجيل أهداف حاسمة في كثير من مباريات الدوري ناهيك عن التمريرات القاتلة.
وإن كان الهدف من بيع توريه مادياً فهنا أخطأ برشلونة أيضاً, 30 مليون دفعها السيتي لانتداب توريه 6 ملايين تقاضاها وكيل أعمال اللاعب أي أن دخل البرسا من الصفقة هو 24 مليون يورو أنفقها الأخير جميعها على التعاقد مع الأرجنتيني ماسكيرانو والذي مما لا شك فيه أنه لم يقدم نصف ما قدمه توريه للعملاق الكتلوني.