أخي الكريم...
إخترتَ امرأة وقُلت هذه أتزوّجها .........مهلاً...
سأحدثك...
إنك لم تفعل أبدا ما ظننت نفسكَ أنت فعلتَه..وتأكد أنّ الخطوة التي خطوْتها..ماهي إلا تلبية لرغبة...داخلك في لقاءِ تلك من تظُنُ أنكَ إخترتَ ...ولا يعدُ الأمر سِوى استصدار وثيقةٍ ..تحميك حرجَ سُؤالِك......ماذا تفعلْ مع هذه يا فلان..؟
إسأل نفسك وأجِبْ نفسك...هل إخترتها وأنت في كاملِ قِواك العقلية..؟ طبعًا ليس التوظيفُ إشارةً الى الجنون ..بل قصدتُ قِواك العقلية..التي تُحدِد فِعلا نواياك الواضحة لتحقيقِ هدفك من الزواج..الزواج بكل ما تحمله الكلمة من معنى....وتتواصلُ تساؤلاتي....
أكان اختيارك لها
مبعثُه هزّةً.باطنية..شعَرْتَ بها حين رأيتها..تمشي في الشارع وإن لها مِشيةٌ والله لهِي أقربُ للرقْص على انغام الديسكو منها الى الخطوِ..؟
أكان اختيارك لها
كََوْنها سلبت عقول الكثير من الشباب لدلعها وغنجِها.وتوزيعها البسمة يمينا وشِمالاً...فتهافتُوا نحوها يحومون حولها ليس لِلظفرِ بها زوجًا حلالاً طيبا وإنما لسلْبها حقّها في التمتُعِ بدفئِ عيشِ الحياة الزوجية...أتُراك أردت أن تكون البطل صاحب الكلمة الأخيرة لتنتزعها من بين مخالبهم..الحادّة انتزاعا...؟..وماذا بعد...؟ هل سيُعلَنُ إسمُك على أول صفحات الجرائدِ على أنك قهرتَ الجميع وفُزت..بمن استعصى على فلان وفلان وفلان إقتناصها...؟
أكان اختيارك لها
كوْن أباها أو أخاها صاحِبُ ذلك الإسم الذي يُشار إليه بالأصبع....؟
أكان اختيارك لها
لإنها اشترت قبولك الزواج منها بالتنازل عن كل ما من شأنه يُمثل عوائقَ للزواج خاصة بالنسبة لشباب اليوم....؟
أكان اختيارك لها
كونُها بارِعة في لفْتِ الأنظار لها بسِحر قول مُميّزة به سواء كان الأمر في مكتب عملٍ أو حجرة درسٍ....؟
إسأل نفسك أخي وأجبْ نفسك على ما سألتَ فقد تجد في إجابتك ما يُجنِبك الكثير من المتاعب ما أنت في غِنى عنه..
أكان اختيارك لها
حُبًا اعتقدته مَلكَ لِجام عقلك..وسلّمه قبْضة قلبك...
فاعتَبرْتَ نفسك ذلك المُتيّمُ الذي يُبرّرُ له دفعُ أبْلغَ الأثمان..للوصولِ الى من أحبّ..أمُتأكِدٌ أنك حقًا إكتويت بنار الهوى...فجرفك تيّارُه إلى مُنتهى اعماقه..؟
خُذ لك نفسًا طويلاً واغتنِم لحظة تدبُرِ فقد لا يكون الأمر كما اعتقدت..وإنما هو حيلة من حِيلِ العقلِ يستدرِجُك لتحقيق مأْربِ خططت له النفسُ..وما اكثر للنفس من دسائس..للعقل تجعله يتفنّنُ صُنْع الحيل...
إضغط على المكبح واركن سيّارة عقلِك يمينا وأغمض عينيك بُرهة واسترجع فِلمًا لطالما رأيته صباح مساء...أفْسدَ عليك تكرار رؤية مشاهدِه..حلاوة بعض مشاهده...إسترجع مع نفسِك..إنهن كثيرات..
طبعا لا يوزعن الإبتسامة ذات اليمين وذات الشمال طبعا لا يتعمدن إثارة الشهوة البهيمية في الرجال طبعا..يمشين على استحياءٍ طبعا لا يضعن مساحيق تجعل من حبة الزيتون السوداء لؤلؤة بيضاء طبعا..ولكنهن دررٌ مكنوناتٌ ما شاء الله عليهن....ممن هي صافية النفس صادقة المشاعر.ذات خلُقٍ رفيعٍ .يُشِعُّ ذلك في وجهها جمالاً من غير جمالٍ فإن نظرت إليها سرتك ..وإن أمرتها أطاعتك..
وأختم قولي...بشبه شعر فأقول..
تريّثْ فأنت السيّدُ وأنت مُقبِلٌ.......وتذكّر فقد تكون عبدًا وأنت مُدبرُ...