حدثنا توفيق الليري قال
طال بي الزمن وهاجمتني غيلان المحن ونهشت مني حلاوة السفر وابدلته بعد سرور كذر حتى قلت لن اخوض بعدها طريق لما جرى بي من شدة وضيق، وبينما ان في حالي اسكب الانات وارتشف الاهات اد بشيخي جلال الدين البوسي يطرق بابي مسرعا فقلت خيرا جاء بك فقال جائتك دعوة من صديقك فلان وقد عزمك عزومة والانفس امام العزومة مهزومة ، فهل ترفض فقلت ادا هو عرس وكنت اعرف ان شيخي جلال الدين هاوي لللاعراس يبلغها ولو كانت من مسافات تنقطع منها الانفاس، فقلت فمن من الاحباب دعانا قال علي الباتني فقلت ادا مقصدنا باتنة قال وهل غيرها ارض الكرامة والجهاد وموطن الفداء والجلاد فالتحضر نفسك فالسفر الان مهما كان ،فالح عليا حتى ما قدرت على دفعه ولا على رده فاجبت وقلت فالنقصد السيارة عاجلا غير اجل، فامتطيناها فاخدت تهتك المسافات وتقطعها كانها فتات، مدينة مدينة وقفار ثارة وعوامرحينا، فلما بلغنا مدخلها لاحت لنا جبالها الشاهقة واشجارها السامقة من حدائق غناء ووديان تفيض ماء، فما ان نزلنا حتى ابتدرنا نختطف اللحظات بالنظر الى الساحات والبحث في المحلات واخد صور للدكرى، فلما هدنا التعب ونالنا النصب قفلنا الى المبتغى قاصدين الى عين توتة الغراء ارض شماء مهد العلماء العارفين والزهاد الوارفين،وقد كانت دات تاريخ ايام جهاد المقراني سنة 1871 فقاست من دالك وعانت فلما بلغنا عين توتة مضينا نبحث عن الدار ونحن نطوف البيوت دار دار زنقة زنقة بيت بيت حتى راينا بيت اوصافها كيت وكيت ،فقلنا والله هي فقد كانت ساحة البيت قد غصت والموائد رصت، فقصدناها فجلسنا امام احد الموائد وكانت العوائد ان من جلس لا يسئل من يكون مهما يكون فاحظروالسفرة وقد قدم عليها المرق الشهي واللحم الطري وكل ما طاب ولذ، حتى هرب منا وحش الجوع والتعب مهزوما ودفناه بين احشائنا مرحوما فحمدنا الله ثم صاحب العرس، فلما جاء والد صاحب العرس ناوله شيخي الهدايا وبارك ثم ساله اين علي فقال ومن تكون قال صاحبه قال ومن اين انتم قلنا من العاصمة فقال لا اعرف لعلي اصحاب من العاصمة فقلت اخبره بقدومنا فجاء فرايت رجلا ليس بصاحبا فاستحييت فاعتدرت واعتدر شيخي ومن غريب الصدف ان اسم صاحب العرس عليا مثل اسم صاحبي ، فانصرفنا خجلين مما صنعنا وحرنا كيف نصنع والهدايا اخدت والمحلات اوصدت فقد وجدنا دار صاحبنا خلف الدار التي قصدناها مباشرة فارغنا انفسنا على الدخول فلما وصلنا هش صاحبنا في وجوهنا وبش ثم احظر واجب الضيافة بالكرم واللطافة فما قدرت على ان امد يدي حتى كاد ان يغضب صاحبنا فالححت على شيخي فاكل على الشبع حتى صرع، وما كاد يقوم واصابه وجوم وغدى يحوم، كانه مخبول من شدة التخمة فقلت تستحقها واكثر فتبادلنا اللوم ثم هون علينا صاحبي وهو يكاد يغمى عليه من شدة الضحك ويقول عرسين بحجر فهل في هدا ظجر، فسهرنا ونحن نتضاحك مما جرى فلما ادن منادي الفجر حنا زمن السفر وانطلق من الرمية الحجر وقفلنا راجعين الى المقصد وبالله التوفيق
.....................رابطة احرار القلم...............عضو3