توفي، ليلة أول أمس، التلميذ رضا مالك متأثرا بالجروح البليغة التي أصيب بها على إثر قيامه بإضرام النار في جسده، بساحة المتوسطة التي يتمدرس بها.
وقائع القضية تعود إلى أسبوعين ماضيين كما أشارت إلى ذلك الشروق اليومي، حيث حمل التلميذ محفظته على غرار باقي التلاميذ وتوجه إلى متوسطة براهمي التابعي بمدينة الشريعة بولاية تبسة، إلا أنه مُنع من الدخول إلى حجرة الدراسة بالسنة الثانية متوسط، حيث طلب منه أحد الإداريين إحضار ولي أمره لتبرير الغياب عن الدراسة، والمقدر حسب ورقة الغياب بحوالي شهر، كما تنص على ذلك القوانين، وفي الوقت الذي غادر التلميذ البالغ من العمر 15 سنة المتوسطة، اعتقد الجميع بأنه رجع إلى البيت لإحضار وليه، إلا أنه رجع بعد حوالي نصف ساعة تقريبا إلى المدرسة دون ولي أمره، ليتوجه مباشرة إلى ساحة المؤسسة، وأخرج قارورة بنزين وسكبها فوق ثيابه، ثم أخرج ولاعة وأضرم النار في جسده بطريقة غريبة دفعت كل من كان حاضرا من الإدارين إلى الجري والصياح نحوه، حيث تمكنوا من إطفاء النار التي التهمت أجزاء من جسده، ودون تردد تم نقله إلى مستشفى المدينة، حيث انتشر الخبر بين التلاميذ والأساتذة والسكان كالنار في الهشيم، ولم تنتظر العائلة لحظة، حيث كان التنقل جماعيا إلى المستشفى، على غرار ما فعل الفريق الإداري والتربوي للمؤسسة، ومن أجل إنقاذه قرر الفريق الطبي نقله إلى مستشفى قسنطينة الجامعي، حيث وضع تحت الرعاية الطبية المركزة، ليعلن، نهار أمس، عن وفاته بالمستشفى. ونزل خبر الوفاة على أسرته وطاقم المتوسطة كالصاعقة، وقد باشرت مصالح أمن الدائرة تحقيقا حول خلفيات الحادثة، التي جاءت عشية إجراء امتحانات الثلاثي الأخير، حيث كان التلميذ مالك يرغب في اجتياز الامتحانات واستدراك ما فاته من غيابات والانتقال إلى السنة الثالثة، حسب ما كان يتحدث به إلى زملائه من نفس القسم الذي كان يدرس فيه. وفي سياق أحداث التلاميذ اليومية عرفت متوسطة العقلة 2 بولاية تبسة، نهار أمس، حادثا مؤلما تسبب في فقدان التلميذ لعبيدي عبد السلام لعينه، بعد أن قذفه تلميذ يدرس معه بحجر. وحسب مصدر مسؤول فإن الحادث وقع بساحة المتوسطة أثناء فترة الراحة، حيث حصلت ملاسنات كلامية بين التلميذين البالغين من العمر 13 سنة، والمتمدرسين بالسنة الأولى متوسط، لتنتهي باعتداء قوي، أين تم تحويل التلميذ على عجل إلى مستشفى المدينة، ليقرر الفريق الطبي تحويله إلى مستشفى عنابة، حيث تبين أن عينه قد طمست بسبب شدة الضربة، وعلى إثر هذا الحادث، باشرت مصالح الأمن تحقيقا لمعرفة حيثيات الشجار، وهذا تزامنا مع الإجراءات القانونية التي قامت بها إدارة المؤسسة مع التلميذ المتهم.
المصدر الشروق ليوم الجمعة 20/05/2011