هذا ما فعله ثعلبه .. إذا ماذا نفعل نحن في ذنوبنا العظيمة ..؟؟!!
كان ثعلبه بن عبد الرحمن رضي الله عنه ، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وذات يوم .. بعثه رسول اله في حاجة له ..فمر بباب رجل من الأنصار .. فرأى امرأة تغتسل فأطال النظر إليها ...
ثم بعد ذلك أخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله ويخبره بما صنع ، فلم يعد إلى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة ، ومكث فيها قرابة أربيعين يوما.
وبعد ذلك نزل جبريل على النبي فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك إن رجلا من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي , فقال النبي (ص) لعمر بن الخطاب وسليمان الفارسي :
" انطلقا فأتياني بثعلبه بن عبد الرحمن فليس المقصود غيره ".
فخرج الاثنان من أنقاب المدينة فلقي راعيا من رعاة المدينة يقال له زفافه فقال له عمر:" هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة"؟
فقال : لعلك تريد الهارب من جهنم " فقال عمر:" وما علمك أنه هارب من جهنم " قال:" لأنه كان إذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي ( يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولم تجددني لفصل القضاء ) فقال عمر:" إياه نريد " فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا إليه واحتضنه فقال:" يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي قال:" لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فأرسلني أنا وسليمان في طلبك" قال : يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو في الصلاة " فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام قال :" يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبه"؟ قال :" هو ذا يا رسول الله " فقام الرسول الكريم فحركه وانتبه له وقال:" ما غيبك عني يا ثعلبه "؟ ذنبي يا رسول الله " قال :" أفلا أدلك على آية تمحو الذنوب والخطايا " قال :" بلى يا رسول الله " قال :" قل ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار" قال :" ذنبي أعظم".. قال الرسول عليه الصلاة والسلام " بل كلام الله أعظم " ثم أمره بالانصراف إلى منزله فمر من ثعلبه ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال:" يا رسول الله هل لك في ثعلبه فإنه لما به قد هلك"؟ فقال رسول الله:" فقوموا بنا إليه" ودخل عليه الرسول فوضع رأس ثعلبه في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبه رأسه من عل حجر النبي فقال له:" لما أنزلت رأسك عن حجري "؟ فقال له:" لأنه ملآن بالذنوب " فقال له رسول الله :" ما تشتكي قال :" مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي " قال له الرسول:" ما تشتهي"؟ قال :" مغفرة ربي" فنزل جبريل عليه السلام على الرسول فقال :" يا محمد إن ربك يقرأك السلام ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة " فأعلمه النبي بذلك فصاح صيحة بعده مات على أثرها فأمر النبي بغسله وكفنه , فلما صلى عليه رسول الله جعل يمشي على أطراف أنامله فلما انتهى الدفن قيل يا رسول الله :" رأيناك تمشي عل أطراف أناملك " قال الرسول عليه الصلاة والسلام:" والذي بعثني بالحق نبيا ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييعه ".............