السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
ربما إستغربتم من العنوان و أثار دهشتكم و ظننتم أن red moon قد جنن و فقد عقله... كلا و الله...
كنا دائما و لازلنا نتتبع أخبار فلسطين الحبيبة و ندعوا لإخواننا المسلمين هناك بالنصر و لا نملك غير الدعاء،و كنا نستغرب سكوت العرب و نردد كلمة(عذرا يا غزة فليس للعرب عزة)اليوم نحن نتابع الثورات العربية و ما يحدث فيها من مجازر و تقتيل و تنكيل،أنا دائما اتابع قناة الجزيرة و العربية و france24 نفس الصور و نفس مقاطع الفيديو التي تصل لتلك القنوات عبر الشبكة العنكبوتية،البارحة كنت وحدي في البيت فدخلت على اليوتوب و كتبت كلمة درعا فصعقت من هول ما رأيت من مجازر،أشلاء متناثرة برك من الدماء شاب ساقط على الأرض و دماغه مرمي بجانبه و آخر جمجمته فارغة و دماغه على صدره و الأخر يحتضر و حوله جمع من الناس يلقنونه الشهادة...قتلى بالعشرات و لهذه اللحظة و أنا أكتب هذه الأسطر و أنتم تقرأونها يسقط قتلى من المدنيين في سوريا و اليمن برصاص القناصة و بالقذائف،ففي سوريا هناك الجيش يبيد الشعب بالدبابات و المدرعات و الرشاشات الثقيلة...
بالله عليكم لا تقولوا لي الجزيرة قناة الفتنة،أدخلوا على اليوتوب و الفيس بوك أو اذهبوا لسوريا و اليمن كي تروا بأم اعينكم لماذا يكذبون على سوريا و اليمن اليس هناك مجرم يدعى علي عبد الشيطان طالح و ليس هناك مجرم آخر يدعى بشار المسعور...
أرى ان حكومة اسرائيل احسن بكثير من بشار الأسد و طالح على الأقل هم يقتلون العرب و لم يقتلوا بني جلدتهم لم أرى جندي إسرائيلي يوجه بندقيته نحو الإسرائيليين بل يوجهها نحو أعدائه العرب،لذا يجب أن يتعاطف الفلسطينيون مع الشعب السوري و اليمني و ينسوا قضيتهم لبضعة شهور لأنهم أحسن حالا من سوريا و اليمن...
لا توجد حكومة اوروبية تقتل شعبها لمجرد التظاهر فكما شاهدنا مظاهرات سوريا و اليمن سلمية و يسقط قتلى بالعشرات يوميا،لو اراد الشعب الفرنسي تنحي ساركوزي مثلا سيتنحى و لن يكلف نفسه و لو خطاب يوجهه للشعب و لن يسقط و لا قتيل واحد،أنا لا أعرف كيف يفكر هؤلاء الرؤساء او(أولي الأمر)و كيف تطاع أوامرهم من طرف الجيش و قوى الامن أنا لو كنت جنديا أو شرطيا و طلب مني أن أقتل لن أفعل و لو قتلوني فلن ينفعني في قبري و يوم القى الله لا رئيس و لا وزير لن أجد شيئا سوى ما قدمته من عمل لن يشفع لي لا عبد الشيطان طالح و لا بشار المسعور عندما يلقون بي زبانية جهنم في النار خالدا فيها...
مهمة الجيش الأساسية هي حماية الوطن و الذود عنه و حماية المواطنين و الحفاظ على سلامتهم و أمنهم و ليس قمعهم و قتلهم،الجيش الوحيد الذي اختار الوقوف في صف شعبه هو الجيش المصري فوقفته تلك سيسجلها له التاريخ و لو واصلوا على هذا المنوال سيعيدون أمجاد حرب اكتوبر 1973 و سيلغي الشعب المصري إتفاقية كامب ديفيد و معنى هذا إعلان الحرب على إسرائيل...
و لماذا إسرائيل فدمشق هي غزة و صنعاء هي غزة فالقتل واحد و القمع واحد و الإعتقال واحد أين هي سوريا المستقلة أو اليمن أين هو الإستقلال اليمنيين يقولون حاربنا الإنجليز و السوريون يقولون حاربنا فرنسا و ما تفعله أنظمتهم اليوم أفضع مما فعلته فرنسا و انجلترا...
كان التلاميذ في المدارس يقرأون كتب التاريخ و كتب التاريخ تروي دوما الأمجاد و البطولات أيام الإحتلال يا ترى كيف سيأقرأونها اليوم؟
هل عندما يقال للتلميذ في سوريا كانت فرنسا تعذب و تقتل و تقمع ووو كيف سيتلقى التلميذ السوري ذلك و هو قد رأى بأم عينه مايحدث من طرف حكومته و قيادته(العربية و الوطنية)...
كيف يقال للتلميذ في يوم كذا من شهر كذا في العام كذا قتلت سلطات الإحتلال الفرنسي الشهيد فلان الفلاني و قد كان فلان أي الشهيد مثالا للشجاعة و البطولة فقد وقف في وجه الإحتلال و كان قائدا و رمزا للتحرير و كان حربة مسمومة في نحر المحتل الفرنسي ووو...إلخ
و الشهداء هم رمز عزتنا و كرامتنا و لولا تضحياتهم لما تنعمنا اليوم بالحرية (الله الله على الحرية)...
بينما التلميذ الذي نقول له هذا الكلام هو يشاهد اليوم بأم عينه و ليس في كتب التاريخ يشاهد كيف قتل جاره أو ابو صديقه أو احد اقاربه...
سيجد التلميذ نفسه في مفارقة paradox يتوجب حينها إعادة صياغة مادة التاريخ و تصحيحها و إضافة الجديد إليها...
هذا كل مالدي الأن و أترك الباقي لكم
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته...