السرير .. والهرة .. واخي الصغير

[رشيد آل عمر]

بسم الله الرحمن الرحيم

******
السَّرير .. والهِرَّةُ .. وأخي الصَّغير

******

قَصَدْتُ سَرِيرِي وَلَيْتَ الأَسِرَّهْ
تُدَاوِي عَيَائِي وَهَلْ نِمْتُ مَرَّهْ
أَزَحْتُ لِحَافِي فَأَلْفَيْتُ هِرَّهْ
وَتَرْفَعُ رَأْسًا وَتَسْرِقُ نَظْرَهْ
سَمِعْتُ مُوَاءً : أَلَسْتُ بِحُرَّهْ
أَعِدْ لِي غِطَائِي أَرُمْتَ المَضَرَّهْ ؟؟
عَلَى الخَدِّ ظُفْرِي سَيَرْسُمُ جَرَّهْ
أَجَبْتُ سَرِيعًا لَكَمْ أَنْتِ مُرَّهْ
رَفَعْتُ حِذَائِي لِأَطْرُدَ بَرَّهْ

فَصَاحَتْ تُنَادِي بِصَوْتٍ مَرِيرْ
تَمُوءُ لِيَسْمَعْ أُخَيَّ الصَّغِيرْ
فَأَسْرَعَ نَحْوِي وَصَبَّ كَطَيْرْ
يُرِيدُ انْقِضَاضًا عَلَى بِنْتِ زِيرْ
رَأَيْتُ بِكَفِّهِ صَمَّا كَبِيرْ
بِهِ قَدْ رَمَانِي فَدَمِّي يَطِيرْ
مِنَ الرَّأْسِ يَجْرِي كَنَهْرٍ غَزِيرْ
فَأَسْرَعْتُ نَحْوَ أَبِي بِالمَسِيرْ
إِلَيْهِ لَأَشْكُوَ سُوءَ المَصِيرْ

وَجَدْتُهُ قَبْلِي وَعِنْدَهُ قِطَّهْ
عَجِبْتُ لِهَذَا البَطِيءِ كَبَطَّهْ
يَصِيرُ سَرِيعًا كَأَنَّهُ نَطَّه
كَنَطِّ غَزَالٍ إِذَا الخَوْفُ غَطَّهْ
أَسَالَ دِمَايَ وَحَطَّ المَحَطَّهْ
سَمِعْتُهُ قَالَ : أَبِي ذَاكَ حُطَّهْ
لِكَيْ لَا يَعُودَ لِضَرْبِي فَبُطَّهْ
بُكَاؤُهُ زَادَ عَلَى النَّفْسِ فَطَّهْ
فَلَوْلَا أَبِي قَدْ هَمَمْتُ بِبَطَّهْ

ذَهَبْتُ لِأُمِّي بِقَلْبٍ حَزِينْ
أَأُمِّي إِلَيَّ فَدَمِّي ثَمِينْ
فَرَاحَتْ تُدَاوِي بُكَاءَ الأَنِينْ
بِلَفْظٍ لَطِيفٍ وَهَمْسٍ حَنِينْ
عَلَى الحِجْرِ أَسْنَدْتُ رَأْسَ الغَبِينْ
بَكَفِّ يَدَيْهَا وَضَعْتُ الجَبِينْ
فَنِمْتُ كَمَا كُنْتُ يَوْمًا جَنِينْ
عَلَى رَغْمِ اَرْضٍ فِرَاشِي وَطِينْ
أَلَا تَبَّ ذَاكَ السَّرِيرُ اللَّعِينْ
أَلَا تَبَّ ذَاكَ السَّرِيرُ اللَّعِينْ

21.04.2011

18:20

جميع الحقوق محفوظة

الى ديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم