يؤسفنا أن نسمع مثل القول من مرب يفترض فيه أن تكون مداركه ثاقبة وباله واسع، فعار عليك يا مربي تتهم من كان وكأن قادة النقابات ينتظرون الأكياس المكدسة في إحدى المستودعات لسرقتها -فزملاؤكم أشرف من ذلك ، ويربأون عن الدنايا - ولكن لاعجب في ذلك فمن لم يناضل ولا يعرف قيمة النضال والتضحية بالجهد والوقت .... لا يثمن أي عمل مهماسما،فاللغط والشتم أسهل الأمور ،و نحن الأساتذة نبيع أصلا الكلام، فهذه النتيجة إن اكتملت والتي ضحى عليها الرجال طيلة 17 سنة كاملة، ولا يخلو أي بيان طيلة هذه المدة لم يذكر فيه عبارة إلغاءالقرار المشؤوم 94/158 ، وأنا شخصيا إن تحقق هذا المطلب أخرج للتقاعد قرير العين مطمئن البال وأعتبر الجهد الذي قدمناه صدقة جارية ، وإن شاء الله سنجد ذلك في ميزان حسناته.
أما بخصوص المطالب الأخرى خاصة مطلبي إعادة النظر في القانون الخاص والنظام التعويضي كانا من الطابوهات قبل وقت قريب ، والآن نعم شكلت لجان من النقابتين والرجال يعملون ليلا ونهارا ولا ينامون من الليل إلا قليلا للمقارنة بين قانوننا الخاص ونظامنا التعويضي مع بقية القطاعات خاصة - كتاب ضبط القضاء - وزارة المالية - الخزينة العمومية - وتبين فعلا من خلال هذه المقارنة المبدئية أن هناك اختلال كبير وفروق ، ولكن لايشعر بالجمرة إلا من داس عليها.
إن هذه المطالب إن وجدت الرجال العاملين وغير المتشدقين ستحقق إن شاء الله في وقتها لأن العمل الجاد يحتاج إلى دراسة فعلية ، فالإضراب لايفر منا لما يكون الوعي والفعالية.
أما أن كل واحد له دولة في رأسه يريد تجسيدها،والقرارات التي تتخذ بالأغلبيةلم تعجب مزاجه ويرفضها فتلك هي الطامة الكبرى .
أما بالنسبة للاستقالة التي مافتئ الكثير يستعملها لاأتعجب منها فالدراسات الاجتماعية التي تمت تؤكد بأن المجتمع الجزائري يحب العيش على الهامش ولا يتحمل أي مسؤولية ، ولا يصنع القرارات ، بل لم يرق إلى مستوى الوعي ليتكتل ويناضل لتشكيل مجتمع مدني واع وفعال فـ 15 %فقط هم المهيكلون في جمعيات وأحزاب ومنظمات ونقابات ، والبقية تتفرج وتفتخر على من يناضل ويضحي ومعجبة بحيادها بخلاف الدول المتحضرة التي يصنع فيها المجتمع المدني الرأي .
وختاما نؤكد بأننا لم ولن نتخاذل أبداولا نخذل أحدا، إنما نجتهد وقد نخطئ وقد نصيب وهذه سمة البشر ، و هذا الدرب اخترناه بقناعة ، ونعرف مسبقا أن طريقه شاق وعسير وقبلنا به