مطالب بقراءة المعوذتين لمبارك قبل محاكمته.. واقتراح له باستخدام الآيات المنجيات
حسنين كروم
2011-05-31
القاهرة - 'القدس العربي': أبرز ما ذكرته الصحف المصرية الصادرة امس كان ظهور بوادر حملة تم التخطيط لها لإثارة تعاطف الشعب مع مبارك قبل بدء جلسات محاكمته، خطط لها وبدأها محاميه فريد الديب في حديثه مع محطة سي- ان - ان الأمريكية ونشرته بعض الصحف المستقلة والحزبية امس، وطبعاً نفى فيه كل ما هو منسوب لمبارك من اتهامات بالأمر بقتل المتظاهرين وإهدار أموال الدولة في صفقة الغاز مع إسرائيل واستغلال منصبه، وتهريب الغاز مع إسرائيل واستغلال منصبه، وتهريب أموال في الخارج.
وفي الحقيقة لا أعرف هل زميلنا وصديقنا سليمان جودة أحد رئيسي تحرير 'الوفد' مشارك في المحاولة أم لا، وأن ما حدث منه مجرد مصادفة، فقد حاول مساء الاثنين في برنامجه - ضوء أحمر - بقناة دريم المملوكة لرجل الأعمال أحمد بهجت أن يستدرج صديقنا الإخواني السابق والطبيب خفيف الظل محمود جامع لأن يبدي أي قدر من التعاطف ولو من باب الإنسانية مع مبارك ، فقال له، لأ، اتعاطف معاه إزاي؟ وأقول له، من أعمالكم سُلط عليكم.
كما أعلنت مقدمة برنامج العاشرة مساء الإعلامية البارزة منى الشاذلي في نفس القناة، ونفس اليوم انه ستتم إذاعة حلقة يوم الاثنين مع فريد الديب أجراها معه سليمان جودة.
وطبعا لنا أن نتخيل ما الذي سيقوله محام يدافع عن مبارك. أما عن حالته الصحية، فقالت 'الأهرام' في تحقيق لها من شرم الشيخ لزملائنا سيد صالح ووجدي رزق وهاني الأسمر: 'علمت 'الأهرام' أن حالة الرئيس السابق النفسية غير مستقرة، حيث تأتي نوبات الاكتئاب بصفة متلاحقة منذ مساء أمس الأول اكثر عما كانت عليه من قبل في ظل الأحداث المتلاحقة منذ يوم الجمعة الماضي والتي بدأت بالمظاهرة الحاشدة أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي إلا أن حالته ازدادت سوءا أمس بعد علمه بمعاينة اللجنة الطبية الخماسية لمستشفى سجن طرة لبحث إمكانية نقله في ضوء التقرير الشامل عن صحته ومدى صلاحية المستشفى لمثل حالة مبارك وتخوفه من نقله خاصة أن مستشفى شرم الشيخ يتمتع بوجود أعلى الخدمات الطبية وكل الامكانيات التي تتطلبها مثل هذه الحالات فضلا عن علمه بمثول نجليه علاء وجمال للتحقيق امام جهاز الكسب غير المشروع بالأمس ايضا وكذلك قرار تغريمه مائتي مليون جنيه بسبب قطع الاتصالات أثناء أحداث الثورة.
ورفض مبارك تناول الطعام مما استدعى تدخل الفريق الطبي المعالج له في محاولة منهم لإعادته الى حالته الطبيعية خاصة بعد أن فقد جزءا كبيرا من وزنه وبدت عليه علامات الهزال الشديد فيما ظل طوال الوقت صامتا لا يتحدث مع أحد ويردد 'ربنا كبير'.
أما حالته كما وردت في تحقيق لـ'لأخبار' لزميلينا أحمد مجدي ومحمود كامل من شرم الشيخ فكانت: 'الفريق الطبي المعالج له قرر ايقاف أدوية علاج الاكتئاب، التي كان يتم إعطاؤها له للسيطرة على الحالة التي أصابته منذ احتجازه بالمستشفى وتفاقمت بعد تلقيه نبأ إحالته ونجليه علاء وجمال الى محكمة الجنايات يوم الثلاثاء الماضي، أوصى باقتصار إعطائه هذه العقاقير عند الحاجة فقط خوفا من أية أعراض جانبية لها، رغم أن أعراض الاكتئاب والاضطراب النفسي مازالت تتفاقم لدى الرئيس السابق والتي تتضح جليا في فقدانه الشهية لتناول الطعام وحالة الصمت الشديد التي تسيطر عليه على مدار الفترات المختلفة من اليوم. ان البرنامج الدوائي الحالي لمبارك لا يتضمن سوى الأدوية المعتادة لضبط ضغط الدم وحالة القلب ومعدلات السيولة في الدم، ان حركة الرئيس السابق داخل محبسه في الجناح 309 الذي يحتل الدور الثالث بمستشفى شرم الشيخ الدولي قليلة جدا وتقتصر تقريبا على الذهاب إلى دورة المياه وتغيير الملابس.
وبالنسبة لطعام مبارك فقد عادت لإحضاره السيارة الفان البيضاء ماركة تويوتا التابعة لحراسة الرئيس السابق وذلك بعد أن تم استبدالها إجباريا خلال احتجاجات جمعة الرحيل التي نظمها شباب الثورة بشرم الشيخ'.
كما أشارت الصحف الى طلب المجلس العسكري من ائتلافات شباب الثورة، الالتقاء به للتحاور وقبول استقالة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الدكتور سامي الشريف، وقرار رئيس جهاز الكسب غير المشروع المستشار عاصم الجوهري حبس علاء وجمال مبارك خمسة عشر يوما بعد التحقيق معهما، ونشر حيثيات الحكم بسجن حبيب العادلي اثنتي عشرة سنة في قضية غسيل الأموال، وتجديد حبس صديقنا رجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات في مشاركته في الاعتداء على المتظاهرين في موقعة الجمل وكذلك عضو المجلس عن شبرا الخيمة محمد عودة. وإلى بعض مما عندنا:
سوزان تخاطب مبارك: يا مخلوعي يا حبيبي!
ونبدأ بالرئيس السابق وأسرته ورجال نظامه، وتكذيبا لكل التقارير الطبية بأن مبارك وسوزان مريضان جداً، ويرقدان في مستشفى شرم لشيخ، فقد اكتشف زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم واقعة مذهلة، تكشف عن وجود تواطؤ حقيقي لعدم تقديم مبارك للمحاكمة، فيوم الاثنين كان رسمه في 'الشروق' عن شاب يرفع يافطة مكتوب عليها، ارحل يعني امشي، بينما مبارك يقف في الشباك ويظهر من الخلف وهو يغيظ الشباب، بينما سوزان تقرأ في جريدة عنوانها - مبارك لن يغادر شرم الشيخ - وتقول له وهي تضحك:
- مفيش داعي كل شوية تغيظ الناس وتطلع لهم لسانك، يا مخلوعي يا حبيبي.
أما زميلنا متعدد القدرات والساخر جلال عامر فقد أراد أن يغيظ مبارك ردا على إغاظته للشباب الثائر، بأن خصص له في نفس اليوم في 'المصري اليوم'، فقرتين من تسع، هما:
'- فعلا الكفن مالوش جيوب، لكن سويسرا لها بنوك.
- بعضنا في الإسكندرية مثل البطيخ، من بره أخضر.
- اتحاد سكندري، ومن جوه أحمر، أهلاوي، عموما، احترس فمعظم الفواكه المعروضة الآن في السوق مزروعة من أيام مبارك، مثل عمداء الكليات'.
آثار الحكيم تحمد الله لإصابة مبارك
بمرض منعه من القضاء على الثورة
كما تدخلت الفنانة آثار الحكيم لتغيظ مبارك وتخرج له لسانها في نفس اليوم أيضا - الاثنين - بقولها عن خلعه في حديث نشرته لها جريدة 'روزاليوسف' وأجرته معها زميلتنا غادة طلعت، وقالت آثار بعد أن أدخلت لسانها في فمها لتستطيع أن تتكلم:
'كنت سعيدة بهذه الجرأة التي تحلى بها المصريون ونتيجة لتزايد فساد مبارك ونظامه الذي خصص حكمه لسرقة عمر المصريين وتجاهل مصالحهم، هذه الأمور التي جعلت المصريين ينفجرون وتمت ترجمة هذا في صورة الثورة التي لم يتوقعها أحد، ومن نعمة ربنا أنها حدثت في ثمانية عشر يوما لأنها كانت بتخطيط من الله الذي اختار الموعد المناسب وما زاد من نجاحنا هو المرض الذي أرسله الله لمبارك ليجعله يتخبط لأن الصحة هي أكثر شيء يكسر الإنسان، وإذا كان مبارك بصحته لفعل بالمصريين مثل القذافي وعبد الله صالح وبشار الأسد.
- أين هذه المحاكمة لن أصدق هذا الكلام إلا عندما أراه ينفذ الحكم ولكن ما يحدث استفزاز واختبار للمصريين. كيف نصدق وهو موجود في مستشفى تزوره زوجته في غرفته، لماذا هذا التمييز بحجة أنه رمز، بالعكس لأنه رمز ومسؤول لابد من محاكمته بشكل مضاعف، فلن يضحك أحد على المصريين مرة ثانية، وشعرت باستفزاز عندما وصلت لي رسالة على هاتفي أن هناك حاخاماً إسرائيلياً توسط لمبارك لدى الشيخ الطيب حتى لا يخضع للمحاكمة هل جاء اليوم الذي نسمح فيه لإسرائيل لتملي علينا نصائحها.
- هناك دول عربية أخرى تدخلت لإيقاف محاكمة مبارك مثل السعودية والإمارات وأمريكا ولكن هؤلاء لهم مصالح وعلى رؤوسهم 'بطحة' لذلك يخشون أن يتعرضوا لهذا الموقف، ولكن المصريين لن يتركوا حقهم وسيطالبون أن ينفذ القانون الذي يقولون دائماً إنه فوق الجميع'.
الشحات: محاكمة أول فرعون
منذ سبعة آلاف سنة
وتزاحم آخرون على باب غرفة مبارك، فقد جاءه سائراً على قدميه من 'الأهرام' زميلنا سمير الشحات أملاً في أن يزداد ثورية ليقول: 'لم يكن يوم 24 مايو 2011 يوماً عادياً ولا حتى يوما استثنائيا، بل كان يوما 'سوبر' بكل المقاييس في تاريخ مصر والمصريين، في هذا اليوم صدر القرار 'المعجزة' بإحالة رئيس مصر السابق إلى الجنايات، عمركم سمعتم عن فرعون تمت محاكمته من قبل؟ اقرأوا المعوذتين أيها المصريون! أنه من الآن فصاعدا على السلطة - كل سلطة واي سلطة من أعلى الهرم وحتى قاعدته - في هذا البلد أن تضع يدها على قلبها، فقد آن أوان الحساب، هاهو 'الكبير' وعياله سيقفون خلف القضبان، ومن ثم سيكون من العبث 'كل العبث' ترك المتسلطين الصغار يمتصون دماءنا والمال، ويتحكمون في رقابنا، فهيا بيتك بيتك يا 'أولاد السلطة' الى يوم الحساب!
انه إذا كان الفرعون نفسه سيحاكم، فما الذي يحول دون محاكمة 'الخلابيص' والكهنة والراقصين في معبده؟
الثورة التي نجحت في وضع الحديد في يد الفرعون هل تستطيعون حمايتها من الفوضى والغوغاء والبلطجية والفلول أم ستحولونها الى مسرحية 'بايخة' وتكتفون بالتصفيق والصراخ، وساعتها نقول: ولا يوم من أيامك يا مبارك؟!'.
الآيات المنجيات بعد المعوذتين
وأما زميله الثاني إبراهيم سنجاب، فقد أخفى شماتته بان رسم على وجهه علامات التقوى وهو يقول عن الآيات المنجيات بعد المعوذتين: 'شرد ذهني في موقف الرئيس السابق ومشاعره إزاء ولديه وزوجته وكل أعوانه، وقلت في نفسي لو كنت مكانه لقتلني احتقاري لنفسي، إذ كيف تستطيع رئتاي استقبال نسمات هذه الأرض بينما زوجتي في الغرفة المجاورة تجيب على أسئلة المحققين، أين أبنائي، أين أقاربي، أين أصدقائي، أين من كنت سيدهم؟! بكل علامات الاستفهام اسأل نفسي، وبكل كلمات المعجم لا أجد إجابة، قفز الى خاطري شبح حفيدي الذي ترفض المدرسة إعادة قيده لتجاوزه أيام الغياب، صرخة مؤلمة تكتمها ضلوعي، وما ذنبه؟! ألا يكفيه ما لحق به من عار الانتساب لهذه الأسرة؟!
ولكن أين أنا من يوم القيامة هل أخسر الدنيا والآخرة؟! لابد أن أفعل شيئاً، الآن حان وقت القرار السريع دون إبطاء لا وقت للتفكير، الرحمة، الغفران، العفو، إلى كل المعاني والكلمات والأدعية والترتيلات والآيات المنجيات.
الآن استغفر ربي واعتذر لشعبي، أتنازل عن الأموال، الآن اذهب لأهل كل شهيد وكل جريح أتذلل لهم ليقبلوا الدية أو يمنحوني العفو، لن أيأس فأنا أطلب الآخرة، لن أتكبر أو تخونني أعصابي، فلا وقت لإصلاح ما فسد، ولو تم ذلك فسأنتظر العفو في الآخرة ولكني في كل الأحوال سأستشعر حلاوة التوبة، وسأحظى بشرف المحاولة'.
سبحان المعز المذل.. اللهم لا شماتة
وبمناسبة سؤال مبارك عن أعوانه وأصدقائه، فقد أجاب نيابة عنه في نفس اليوم زميلنا بـ'الجمهورية' خالد عبد العليم قائلاً: 'عندما تقترب من سور سجن مزرعة طرة خلال هذه الأيام وتقع عيناك على هذا السجن الكبير وما حوله من إجراءات أمنية كبيرة لا تتعجب فإنها قدرة الله، ولكن لابد لك أن تقول سبحان المعز المذل، سبحان من يغير ولا يتغير، اللهم لا شماتة.
أحد الضباط قال لم أصدق نفسي وأنا أرى انني في حلم كبير عندما قمت بتفتيش كبار المسؤولين السابقين وعلى رأسهم د. أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق تفتيشاًَ ذاتياً، ايضا لم أصدق نفسي عندما طلبت من المهندس سامح فهمي وزير البترول الأسبق أن أفتشه ذاتياً وقمت بذلك بالفعل، وتعجب قائلاً لقد كانت تقفل لهؤلاء الشوارع وتغلق الإشارات بل وتقف القطارات من أجل عيونهم الآن أصبحوا لا يملكون شيئاً سوى لقيمات بين أربعة جدران بل ويسمعون وينصتون جيدا لأوامرنا وينفذونها بدقة'.
السلطات المصرية لن تعتمد على الاتفاقيات الدولية
فقط بل ستعتمد على المعاملة بالمثل بالنسبة للهاربين
صحيح، سبحان المعز المذل، وهذا عن المسجونين، في طرة ومن سيلحق بهم إن شاء المولى لكن ماذا عن الهارب حسين سالم، كيف يمكن إعادته؟ هذا ما أجاب عنه لواء الشرطة ومدير الانتربول المصري السابق وابن بولاق أبو العلا - حيث العلاقة المتينة بين أسرتينا، كروم والروبي وقوله في حديث له بمجلة 'الإذاعة والتليفزيون' مع زميلنا سمير السعيد: '- أعتقد أن السلطات المصرية لن تعتمد على الاتفاقيات الدولية فقط بل ستعتمد على المعاملة بالمثل، ومصلحة الدولة محل الاعتبار لأن الاتفاقيات الدولية ليست هي فقط الاساس في تسليم المجرمين إنما يوجد بجانب هذه الاتفاقيات أسس أخرى منها سابقة المعاملة بالمثل.
- للأسف لا توجد محاسبة دولية أو عقوبات ضد الدول التي ترفض تسليم الهاربين المجرمين ولا توجد جزاءات أيضاً لأن جميع الاتفاقيات الدولية يبدأ نص تسليم الهاربين أو المجرمين بها بلفظ 'يجوز' التسليم وليس 'يجب'.
ولذا أصبح الآن ضرورياً تعديل هذه الاتفاقيات مع كل الدول لأن الوضع بعد الثورات العربية فرض هذا المطلب المهم.
- من مهام الانتربول ملاحقة المجرمين والهاربين من أحكام سواء مصريون أو حاملو جنسيات أخرى صدرت ضدهم أحكام من القضاء المصري وأعتقد ان الجهاز سعى جاهدا لعودة الهاربين بكل الطرق سواء بالاتفاقيات الدولية أو من خلال الشرفاء من المصريين الموجودين بالخارج والذين يقدمون معلومات عن هؤلاء الأشخاص وفي حالة بطرس غالي ورشيد يمكن لهؤلاء المصريين التعرف عليهم بسهولة لأنهم ليسوا مثل الأشخاص العاديين الذين يصعب على المصريين المغتربين التعرف عليهم.
فهؤلاء المتهمون من المؤكد أنهم يدفعون أموالاً طائلة لحمايتهم وبالتالي لا يكفي أن يوزع الانتربول النشرة الحمراء لكل الدول الأعضاء في منظمة الانتربول الدولي، ولكن الأمر يتطلب أن تعقد مصر صفقة مع عدد من الدول، بالإضافة الى استخدام قوانين اللعبة في مثل هذه القضايا التي تهم كل أبناء الشعب المصري لأن المال في هذه الحالة يعتبر مثل الروح، وكما ذكرت هؤلاء الهاربون دفعوا أموالا للمافيا لضمان تواجدهم على أراضي هذه الدول، إسرائيل لم تعلن رسمياً عن وجود حسين سالم على أراضيها، أعتقد أنها لن تضحي بعميل في حجم حسين سالم الذي خدم ومازال يخدم الكيان الصهيوني وإذا حدث وقامت حكومة تل أبيب بتسليمه للسلطات المصرية ستوجه رسالة لكل عملاء إسرائيل في أنحاء العالم بأن مصير سالم ينتظرهم، فلا يقدم أحد على التعاون مع السلطات الإسرائيلية وتخسر عملاءها وهو ما لم تفكر فيه القيادات الإسرائيلية من الأصل'.
وهكذا، يوجه سراج إتهاماً صريحاً بأن حسين سالم عميل إسرائيلي.
معركة بين الاخوان والسلفيين
وبين شباب الثورة
وإلى المعركة التي اشتعلت فجأة بين الإخوان والسلفيين في جانب، ومن جانب آخر شباب الثورة وأحزاب سياسية عديدة، بسبب رفضهم لا المشاركة في الدعوة لتظاهرات الجمعة الماضية، وإنما مهاجمتها واستخدام ألفاظ التكفير، وكانت عصبية الإسلاميين واضحة جدا، بسبب المطالبة بتأجيل انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها في شهر سبتمبر القادم ويأملون الحصول على الأغلبية فيها، قبل أن تستكمل القوى الأخرى عملية تشكيل أحزابها وقد تعرضوا يوم الاثنين لعدة هجمات ضارية، ففي 'الشروق' قال عنهم الدكتور عمرو حمزاوي: 'أخطأ الإخوان ليس بالامتناع عن المشاركة في مظاهرات الجمعة، بل بادعاء غياب الوطنية عن القوى الداعية لها 'جمعة الوقيعة' وبالإحالة إلى الوجود الشعبي الواسع للجماعة غير المعنية 'ببضعة آلاف' من المتظاهرين.
أخطأ الإخوان، وكان بإمكانهم الاكتفاء بصياغة موقف يرفض مطالب الجمعة ويدافع عن انتخابات لا تؤجل بالامتناع عن تخوين المختلفين والاستخفاف بهم.
أخطأ الإخوان بحساب أهمية القوى الوطنية فقط من منظور القدرة على الحشد وتحريك الشارع متناسين إمكانات الليبراليين واليسار في التأثير على الرأي العام وتعاطف قطاعات واسعة من المواطنين معهم إن اقتناعا بهم أو خوفا من هيمنة الإخوان على السياسة والمجتمع. أخطأ الإخوان بالاستغناء عن التوافق الوطني والاصطفاف باستعلاء وكأنهم وكلاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمجلس الأعلى على الرغم من الاختلاف السياسي معه ليس في حاجة لوكلاء.
كذلك وقع الإخوان في محظور سحب الشرعية عن شبابهم الذين شاركوا في مظاهرات الجمعة'.
الاخوان: التظاهر ثورة
ضد الشعب وأغلبيته الواضحة
وثاني هجوم في 'الشروق' ضدهم جاءهم من أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وقوله: 'والأسوأ من عدم المشاركة هو إصدار بيان رسمي باسم الجماعة يقرر أن الدعوة الى هذه المظاهرة 'لا تعني إلا أحد أمرين: الأول: أنها ثورة ضد الشعب وأغلبيته الواضحة.
والثاني: أنها وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وقيادتها المتمثلة في المجلس الأعلى' في تحريض مباشر للشعب وللقوات المسلحة ضد من يختلف مع الجماعة بالرأي ويشارك في هذه المظاهرة، وهو بيان يذكرنا بالتقارير التي كانت تكتب عن الجماعة في أمن الدولة قبل الثورة، والأسوأ من هذا البيان الرسمي للجماعة ذلك البيان الذي صدر عن إخوان الإسكندرية وما تضمنه من عبارات تدخل في دائرة السب لمن يشارك في هذه المظاهرة مما دفع المتظاهرين إلى مطالبة الإخوان بالاعتذار، ودفع أحد شباب الإخوان للتعليق قائلا: 'إن لهجة قيادات الجماعة والمفردات المستخدمة في خطابهم في المرحلة الأخيرة أوقعتنا في حرج مع باقي القوى السياسية'.
'الوفد': 'الإخوان'
يكذبون ويركبون البحر
وانتقل الهجوم ضد الجماعة في نفس اليوم الى 'الوفد' و'المصري اليوم'، ففي 'الوفد' قال زميلنا وصديقنا بمجلة 'الإذاعة' محمد الغيطي: 'كل يوم يثبت 'الإخوان' كذبهم وركوبهم 'البحر' وليس 'الموجة' قالوا إننا شاركنا في الثورة منذ يوم 28 جمعة الغضب 'الأولى' وهذا الكلام مسجل على لسان عصام العريان سقراط الجماعة وأفلاطونها، ثم فوجئنا انه غير كلامه وقال إن الجماعة شاركت من يوم 25 وكرر نفس الكلام محسن راضي وزميله صاحب اللحية والجلباب الأبيض مع يسري فودة والذي حرم الغناء تحريماً علنياً معقباً على أغنية تدعو للوحدة الوطنية بصوت مطربة أوبرالية لم تظهر أساساً، وعندما سأله خالد يوسف مكرراً يعني الأغنية دي حرام لم يسلم من لسانه وكانت مهزلة على الهواء، ورغم أن الأخ محسن راضي صاحب شركة للانتاج الفني الإسلامي وعراب الإخوان في الوسط الفني والدرامي إلا انه لم يعلق بما تستشف منه موافقته على تحريمه الغناء حتى لو كان أغنية عن الوحدة الوطنية وليس أغنية 'الدنيا سيجارة وكاس أو الطشت قالي'.
الاخوان يستخدمون آيات قرآنية في الهزار
لا، لا كاس - والعياذ بالله - ولا الطشت قالي ياحلوة يالي، أو حتى، وأنا نازلة ادلع املا القلل، إنما أكبر من ذلك، وأخطر، فقد هاجموا زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل، لأنه اعترض على موقفهم، فرد عليهم في 'المصري اليوم' قائلا: 'أرجوك اقرأ التعليقات التي يتم نشرها في أي مكان على الإنترنت على أي مادة تحمل هجوماً على الإخوان أو انتقادا لهم، حتى لو كان الأمر يخص واقعة مثل التصريحات العجيبة التي أدلى بها المحامي صبحي صالح والتي لم يكن يضيره أن يعتذر عنها على الملأ، بدلا من أن يلجأ للقول إنه كان يهذر فيوقع نفسه في مطب أكبر هو استخدامه آية قرآنية في معرض الهذار، وهو خطأ لو وقع فيه معارض للإخوان وهو ينتقدهم لما سلم من ألسنتهم أبدا، الإخوان جماعة بشرية تحمل بداخلها كل أمراض مجتمعنا وثقافتنا فضلا عن أمراض النفس الإنسانية الأمارة بالسوء، ومشكلة الإخوان أنهم قرروا أن يعطوا لأنفسهم وضعاً خاصاً بأن يخوضوا الصراعات السياسية بغطاء ديني يجعل أي هفوة أو خطأ يرتكبه أحد منهم أمرا يستحق التوقف عنده طويلا من الجميع ولو أنهم حذوا حذو الأحزاب السياسية التي تعتمد المرجعية الإسلامية في فكرها وثقافتها دون أن تصدره في شعاراتها وتستخدمه في اللعبة السياسية مثل حزب العدالة والتنمية التركي لأراحوا واستراحوا، لكنهم يعلمون جيدا أنهم لو فعلوا ذلك سيفقدون الميزة التنافسية الأبرز التي يروجون بها لأنفسهم بين الناس في خطبهم وأدبياتهم بل حتى في أناشيدهم التي يصفون أنفسهم فيها بأنهم 'جند الله' ومن الذي يجرؤ في بلاد تعودت على الثنائيات أن يختلف مع جند الله سوى الذين يتسلحون بالمعرفة والدراية ولا يهابون من الشعارات الطنانة ولا يتخذون من الدين سبيلا للمكاسب السياسية الرخيصة'.
وهزار صبحي صالح باستخدام الآيات، يذكرنا بالسلفي الشيخ محمد حسين يعقوب صاحب مقولة غزوة الصناديق، الذي قال انه كان بيهزر في خطبة الجمعة، ويبدو أن هزار صبحي صالح أثار شهية الدكتور حسن نافعة لمهاجمة الجماعة بقوله في نفس عدد 'المصري': 'لا اظن أنني أبالغ إن قلت إن الأداء السياسي للجماعة الذي اتسم بالغموض في بعض المواقف ولم يكن بناء في مواقف أخرى كثيرة خاصة بعد الثورة، أصبح الآن مستفزا ومخرباً وخطراً على الثورة، بل يهدد بالضياع فرصة حقيقية تتيحها ثورة 25 يناير لتأسيس نظام ديمقراطي حقيقي في مصر، وتلك جريمة يتعين أن يتحمل كل من يتسبب في وقوعها مسؤوليتها كاملة امام التاريخ ولا أظن أنني في حاجة للتدليل بأمثلة على ما أقول، ويكفي أن نسترجع موقف الإخوان من مظاهرة يوم الجمعة الماضي وإعلامها الرسمي الذي كذب صراحة على الناس لتحقيق أغراض دنيوية ومكاسب سياسية لا علاقة لها بالإسلام ولا بأي دين، كما يكفي أن نسترجع تصريحات الدكتور صبحي صالح الذي اعترف بذكائه وخلقه وبراعته كرجل قانون، التي طالب فيها رجال الإخوان بعدم الزواج إلا من الأخوات لندرك عمق النزعة الفاشية المتأصلة داخل بعض أجنحة التنظيم الإخواني'.
على الجميع ان يعيدوا حساباتهم بقوة الثورة
وامتدت نيران المعركة بسبب جمعة الغضب إلى المجلس العسكري، فقد شن زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' جلال عارف هجوما في نفس اليوم على المجلس ممثلا في اللواء ممدوح شاهين بقوله عنه: 'من حق اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يرى أن ما شهده ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي لم يكن مظاهرة حاشدة '!!' ربما كان الرجل يأمل في أن تكون المظاهرة أكبر '!!' وربما كانت حساباته أكثر تعقيدا من حساباتنا التي ترى فيما حدث انجازا لثورة مصر وتأكيدا على ثوابتها وإصرارا على تحقيق أهدافها وترى في احتشاد مئات الألوف في درجة حرارة جاوزت الأربعين وبعد حملات ترويع وتخويف بل واتهامات بالكفر، أمرا ينبغي أن يجعل كل الأطراف تعيد حساباتها، خاصة بعد أن أثبتت الجماهير وعيها وأعلنت مرة أخرى في هذا اليوم المشهود أن وحدة الشعب والجيش هي صمام الأمان لمصر، وأن كل المؤامرات للمساس بهذه الوحدة سوف تداس بأقدام الملايين، لكن ما ينبغي الوقوف عنده حقيقة هو تأكيد اللواء شاهين على أن الشعب قال نعم في الاستفتاء بنسبة 77 ' ليس فقط على مواد الاستفتاء بل أيضا على أداء المجلس العسكري في إدارة البلاد.
هذا كلام خطأ وخطر، فلم يكن أداء المجلس العسكري مطروحا مطلقا في الاستفتاء وليس حقيقيا أن يقال ان الذين قالوا 'نعم' هم الذين وافقوا على أداء المجلس، الأمر الذي يعني أن من قالوا 'لا' في الاستفتاء كانوا غير راضين عن هذا الأداء، إننا نثق بالتأكيدات التي كررها المجلس الأعلى بأنه على مسافة واحدة من كل التيارات والاتجاهات فلماذا نعطي الانطباع، ولو بالخطأ، بأن كل من قالوا 'لا' في الاستفتاء كانوا يقولونها في وجه المجلس الأعلى؟ ومن المستفيد من ذلك؟!'.
جدل حول خطة المجلس العسكري
لإدارة المرحلة الانتقالية
ونفس الهجوم شنه على المجلس في ذات اليوم في 'المصري اليوم' زميلنا وصديقنا بـ'الوفد' محمد أمين بقوله عنه: 'أحيانا أشعر أننا لا بد أن ننفذ الأوامر، ولو غلط وبعدين نتظلم، القاعدة موجودة في الجيش، ربما يكون هدفها تحقيق أقصى درجات الانضباط، وهي قاعدة تصلح في الجيش والحرب، ولا تصلح في السياسة، تذكرت هذه القاعدة حين رحت أفكر في الجدل الدائر بشأن خطة المجلس العسكري، لإدارة المرحلة الانتقالية، انتخابات أم دستور؟ دستور أم انتخابات؟
فلا قداسة لقرار، ولا قداسة لخارطة طريق، القداسة في الدين فقط، في السياسة كل شيء يقبل الأخذ والرد، لا شك أن الشعب قال 'نعم' في الاستفتاء، لكن هناك 'نعم' تحت إكراه أو تحت ضغط، وهناك 'نعم' في ظروف عادية، وليست استثنائية، 'نعم' التي جرت كانت تحت تخويف بالكفر، والآن كل مؤتمرات الحوار تقول ما يعني 'لا'، فلا اعتداء على الاستفتاء وإنما ترتيب للأولويات! الجديد أن الذي يقول هذا الكلام الآن هو وزير العدل، فالمستشار عبد العزيز الجندي يطالب بتأجيل الانتخابات البرلمانية، والهدف إتاحة الفرصة أمام أحزاب الثورة للتمثيل بالبرلمان، مع استمرار المجلس العسكري في إدارة شؤون البلاد، هكذا قال وزير العدل، وقال أيضاً 'المجلس العسكري مش طمعان في الحكم'، في الوقت نفسه أصر المجلس العسكري على أن الانتخابات في موعدها!
فهل مطلوب منا أن ننفذ الأوامر ثم نتظلم على طريقة الجيش؟ هل السياسة تحتمل الأوامر؟ هل المصلحة الوطنية تقتضي أن نقدس فكرة أو خارطة طريق؟ هل وزير العدل حين قال رأيه كان يتحدث عن مصلحة شخصية أم مصلحة وطنية؟'.
ضجة حول عدم زواج الإخواني
من فتاة من خارج الجماعة
وفي أول عدد يومي لها نشرت 'اليوم السابع' لزميلنا سكرتير عام التحرير محمد الدسوقي رشدي هجوما ضد المجلس العسكري والمحامي الإخواني صبحي صالح بسبب تصريحاته التي أثارت ضجة بعدم زواج الإخواني من فتاة من خارج الجماعة، فقال: 'هل تذكر السؤال الذي كان شهيرا في مارس الماضي حول سبب ضم المحامي الإخواني صبحي صالح للجنة التعديلات الدستورية؟ وقتها لم يقدم المجلس إجابة وترك الاجتهادات تصل إلى النتيجة التي هزت جسر الثقة القائم بين الجيش والشعب، حينما لم يجد أحد تفسيرا مقنعاً لوجود صبحي في اللجنة سوى أنه أمر تم بناء على صفقة بين المجلس والإخوان يبدو الكلام هنا قديما ومكررا، ولكن من اختار في لجنة التعديلات الدستورية رجلا تم ضبطه خلال الاسبوع الأخير وبالفيديو متلبساً بارتكاب جريمة الكذب ومن قبلها العنصرية واحتقار كل مواطن مصري لا يحمل كارنيه الإخوان، عليه أن يتحمل عقبات اختياره التي ظهرت في المطالب المستمرة بوضع دستور جديد. صبحي صالح الذي أقسم بالله كذبا في برنامج 'العاشرة مساء' ألا يكفي ليكون دليلا رسمياً على بطلان وعدم نزاهة لجنة تعديل الدستور وما أقرته من تعديلات؟ وبالتالي بطلان الاستفتاء، وبالتالي ضرورة البدء في تشكيل لجنة تأسيسية محترمة تضع دستورا لم تمسسه يد كاذب أو عنصري'.
سقطات في برنامج منى الشاذلي
والبرنامج الذي يشير اليه كان يوم مساء الأحد وتقدمه الإعلامية البارزة منى الشاذلي، وقال عنه في نفس اليوم - الثلاثاء - زميلنا وصديقنا بجريدة 'روزاليوسف' محمد بغدادي: 'وعندما طرح صبحي صالح وجهة نظره في البرنامج وقوبلت بهجوم وتفنيد للحجج التي ساقها للتدليل على صحة موقفه ووجهة نظره، حاول أن يخرج من المأزق قائلا لمنى الشاذلي 'هذه محكمة تفتيش، وأنا لم أكن أعلم أن الدكتور خالد منتصر سيكون هو الضيف الذي سيناقشني ويحاورني'.
فقالت له منى الشاذلي بحدة: أنا لا أسمح بأن تطلق على برنامج حواري يكفل لك كامل الحرية في الوقت والكلام وتقول عنه إنه محكمة تفتيش، ثانياً أنت كنت تعلم تماماً أن ضيف الحلقة هو د. خالد منتصر، كما أن د. منتصر كان يعلم أيضا أنك زميله في الاستوديو فكيف تقول إنك لم تكن تعلم؟! وفجأة صاح صبحي صالح قائلاً: 'أقسم بالله أنا لم أكن أعرف أن د. خالد منتصر سيكون معي في هذه المناظرة ' فغضبت منى الشاذلي بشدة وقالت له: 'لقد حدث هذا أمامي وكنت أجلس مع أسرة تحرير البرنامج وتم إجراء الاتصال بك أمامي وسمعت المعدة وهي تبلغك أن معك د. خالد منتصر، ووافقت، فكيف تقسم بالله بأنك لم تكن تعلم وإننا لم نبلغك'؟!
فقالت منى الشاذلي: 'معلهش هذا ما حدث ولكن سنعبر هذه النقطة وننتقل للحوار'.