السلام عليكم ورحمة الله
جلست الى صديق ، فقال لي كنت مع رجل فرنسي لا تهم ديانته المهم هو فرنسي كافر في مأمورية عمل (بناء السدود) في وهران و كانوا على متن سيارة سائرين باتجاه مستغانم و غليزان و الشلف و على الطريق رأى الفرنسي بيوتاَ مبنية على اعلى التلال ، فسأل صديقي و قال له ما هذا الذي اراه ، فقال له صديقي هذه بيوت أولياء الله بالطبع كان الحديث بالفرنسية لانه لا يفهم العربية ، و كانت تلك الِولْيَة فوق التلال من وهران الى الشلف عبر تلال قصيرة ، فاحتار المهندس الفرنسي و قال له كلا ليست كما قلت .
فاندهش صديقي و حدق فيه و قال ، ماذا تقول ؟
قال له ان هذه التي قلت لي أولياء الله ليست كذاك بل ما تحت تلك القبب كنوز الأرض من حديد و نحاس و ذهب
فأحتار الصديق من هذا الذي يقول و لم يزد كلمة مما قال
و حين اجتمعت معه و هو كبير في السن حوالي 55 سنة قص عليا القصة في دهشة من امره فقلت له و لما الدهشة ، فرنسا حين كانت هنا في الجزائر لغمت الأماكن الخطيرة التي كانت منفذ الجزائريين خط شارل و موريس من ناحية المغرب و تونس الخضراء حتى تكون الجزائر بين خطين عظيمين و تكون مهيأة للاكل بالخبز و الماء و نجحت حتى الان و حين اكتشفت تلك الثروات بآلاتها التي لم تكن بحوزتنا ، أرادت ان تخفيها عن الأنظار
و تخيل انت الطريقة التي ستحجب بها هذه الأماكن عن الأنظار
قلت له ابحر معي فيما سأقول .
وجدت فرنسا شعبا بأكمله ، يعبد المقابر و أولياء عبر القطر و رأت التفاني في العبادة و أنها أماكن مقدسة الى درجة انهم كانوا يضحون بأعز ما لديهم و يأخذونه الى المقابر و هم في حالة فقر مدقع ، تخيل ان الرجل كان لا يملك قنطارا من الشعير لكنه في فصل يكون في الطعم على ذلك الولي يأخذ اعز ما لديه لتقديمه كقربان يتقرب به الى ذلك الوالي أو شيء من هذا القبيل كل هذا كان يراه كافر ، و كان يفكر ، فحولت لهم المقابر و اخص بالذكر الاولياء الى القبب و الأماكن التي اكتشفوها و هي بتسلسل و من ياتي من وهران مرورا على ما ذكرت حتى عين الدفلى يرى هذا امام عينه ، و لهذا صدقوه ، لان الأمر الذي سيلي قوله سيشهد على ذلك
أضنكم ترون الان مصانع صنع البلاط و البلاطة و مصانع صنع الأجر و مصانع صنع الزنك و الترنيت و مصانع صنع الاسمنت .
كلها إخواني ، تتوجب مواد أولية
قولوا لي الآن من أين يأخذون تلك المواد الأولية في الوقت الراهن يعني هذه الساعة في المصانع التي صنعت لأجل ذلك .
سأقول لكم
يأخذونها من أماكن تلك القبب التي كانت على شكل أولياء الله الصالحين فنزعوها نزعا و تم تحويلها و أصبحت الآلات و الجرافات و الشاحنات تأخذ تلك الثروات ، و َسعِدَ من كانت له قطعة ارض في ذلك المكان لان الدولة اشترتها من عنده بالملايين
كل هذا حدث و تم اكتشافه بعد الاستقلال ، عن طريق تسريب معلومات مقربة الى المقربين ، لكنها بقت الى حين.
لماذا كان كل هذا لان الكافر ضحك عن شعب بأسره حين و جدوهم على هذه الشاكلة و ما يقومون به لا يصدقه العقل البشري ، بل لا يصدقه حتما ، لان ما أصبحنا عليه في هذه القرون الأخيرة لشيء عجيب
انظروا معي الآن .
الاسكند الاكبر في عهدته حين كان الاسكندر اسكندر ، بالرغم من انه كان رجل حرب لكنه عاد إله يعبدونه من غير الواحد القهار و أين يحدث هذا ، إنه يحدث في مصر ، ارض الفراعنة و الاهوال ، دخلها الاسكندر رجل حرب و قيصر فأصبح فيها إله ، يا للعجب !
حتى هو احتار حين عرض عليه الامر ، لسبب السلامة من بطشه و غضبه ، و العيش في رغد الفراعنة و ما يعطون ، فصدق من غير تصديق ، لكنه كان يحب السلطان و هو حديث صغير في السن لم يتعدى الثلاثين بعد ، فقبل بالامر من غير ان ينظر الى العواقب ، و حين اكتشف اصحابه الامر ، قالوا له و هل جننت لتصبح إلها ، في الارض و ماذا عن ألهتنا التي نعبد ، كانوا يعبدونها من ضخر و حجر ، فقتلوه حين عودته و اختلفت الرويات ، في مقتله أ واحد يقول بمرض عضال و الاخر بالسم الوفير ، بالرغم من ذلك رفضوا ان يعبدوا بشر .، لكنهم في مصر برغم ان موسى فيهم ، إلا انهم أبو الا ان يعبدوا بشر من لحم و من دم ، حتى أتباع الاسكندر ، لهم عقول ، احتاروا من امر هؤلاء الناس الطين لا عقول لهم بل هم مجرد حيوانات بشرية تفكر تفكير قرد الشامبانزي ، و هو محدود و قصير ، و كيف لهذا الذي يعبدونه يحي و يميت ؟.
بسيطة أدخلك السجن و احكم عليك بالإعدام ، ثم أحييك بان يمسك العفو الرئاسي او الملكي و الإلهي أو الفرعوني ، فتحيا بأمر مني و هكذا أحييك و أميتك ، تماما مثل القرد حين وجد صناديق و الموز معلق في السطح ، و لانه قرد وضع صندوقا فوق صندوق و اكل الموز حتى شبع
يا للعجب
كان هذا فينا منذ الازل ، فلا نعجب الان حين تجد اناسا يطوفون الى المقابر و الى السي امعمر و عبد القادر و الجيلالي و الحسين و غيرهم فيتقربون اليهم و يحلفون بهم و يقولون لهم امرأتي عاقر ، يا للهول ، انه تفكير كتفكير الاسكندر ، و انه تفكير كتفكير الشامبانزي الاشقر ، يا له من هول ، يا له من هول
انظروا معي الان ماذا كان نتاج هذا الجهل
130 سنة من الاستعمار ، حتى كان الرجل اذا عظم عليه أمر ، فيقال له سنذهب الى الولي الفلاني لنطلب منه العون و لعله يكون بابا مفتوحا الى الفرج و يتقبل الله منه هذا الامر
منه و ليس منا و هو ميت في القبر و انظروا معي الجهل !!
كان يكفيه ان يرفع يديه في مكانه لكنه ابى الا ان يزيد على نفسه الشقاء فيتعب في الذهاب الى ابعد نقطة ليرفع يديه و لا ينادي القهار السميع البصير بما تخفيه القلوب ، بل قال يا فلاني اجعل لي كذا و كذا .
فكيف سيفيق من غفلته و كيف سيطرد هذا الانسان الذي اصبح على رأسه جبار اسمه الاستعمار .
حين عرفت فرسنا ان الحلاج و البدوي و ابن عربي تكروا اثاراً في البلاد و العباد ، اغتنموا الفرصة على ان يتم توطيدها و تكون حيز التطبيق ، هيئوا لها الأماكن و الطرق المؤدية اليها بسهولة ، و كانوا لا يمسون هؤلاء بسوء بل وضعوا في مدنهم و قراهم سكنات و سميت بسكنات الكولون .
و أصبحوا حراسا عليهم من المجاهدين الذين يعرفون ما تعرفه فرسنا و مثقفين بثقافة الإسلام و الدين
عرف هذا المستعمر من حينها و ان على هذه الجماعة ان لا تختلط بالصوفيين في القطر الجزائري من الشرق الى الغرب و من الشمال الى الجنوب و ضرب المزمار و الدف حتى سمعت الخلائق ما يقولون ، و كان النداء
لا تعطوهم شيء مما تأكلون ، و لا يسكنون إليكم ، لا تزوجوهم بناتكم ، لا تتزوجوا منهم ، و لا تقربوهم و لا يقربوكم لأنهم إرهابا يقتل كل ما يجده امامه حتى ولو كان صبيا او طفلا صغير ، سنفرقهم على الشعاب و الوديان ، و نقطع عنهم الاكل و الشرب ، حتى يموتون موتة الاذلال ، فاحتار الجهال ، و حسبوا انه حقاً يقال ، فصدقوه و ما كانوا سيصدقونه لولا ان وجدوا انفسهم لا يؤخدون شيء من الاستدمار الا ما يكفي حاجة الفرد في الاسرة او الفردين ، اصبح كل شيء مراقب ، و لا يعطى لهم حتى الصابون ، و كان البرغوث يعشش في البشرية حتى اكل منها اللحم و شرب الدم ، و لكنهم كانوا لا يعرفون ، و كانوا لا يصلون ، و كانوا لا يستحمون الا في البرك و الوديان يهيمون ، فكيف يصلي و هو لا عرف نزع جنابته .حتى المدارس اغلقت او انعدمت ، لكي لا يتثقفون .
كل شيء كانوا يأخذونه من الكولون بالورقة الممضية من قبل القايد أو كما يسمون ، حين تمضى و تختم ، و يراها الفرنسيين يعطي لهم ما يبتغون و بالعد كذلك لعلهم سيسربون شيئا من هذا الى المجاهدين .
نعم كل هذا حدث في عهدة الصوفية في الجزائر و كانوا حائلا بين استقلال البلاد و العباد و مكوث فرنسا فينا كل هذه السنين لانهم كانوا يؤمنون بان الحلاج لم يدخل بيت الخلاء لمدة أربعين ، و أن الولي الصالح حين يصل مرتبة من المراتب في العلم و الصلاة و التقرب الى الله ، يرفع عليه الوضوء و بعد ذلك الصلاة فلا يصليها ، و يقبل منه كل ما يقوله او كل أقواله تكون عبارة عن دعاء أصبح به الناس يتقربون ، يا للهول.
لانهم كانوا يؤمنون بذلك ، و لاجل هذا احبتي في الله مكثت فينا فرنسا كل هذه السنين .
لماذا لم نستطع ان نتخلص من هذا طيلة 123 سنة ، و في خلال 07 سنين كان ما كان ، و استقلت الجزائر ، بالسلاح و في المحافل الدولة و سمع لها الصيت ولو لم تخلق في الجزائر طبقة مثقفة مثل بوضياف و أصحابه الميامين .
لانهم كانوا لا يذهبون الى المقابر و يتقربون الى السي معمر و الحسين ، بل وقفوا كالرجال المثقفين و عرفوا ان فرنسا لن تخرج من الجزائر حتى ترى منا ما كانت تفعل باستعمال العقل و التدبير
مكثت فينا 123 سنة تدبر و تفكر ، و فازت علينا في كل الجولات الاّ في جولة 54 .
سأدون لكم ما كان ينسج في الخفاء ولو بعد حين
سأقول لكم عن علم كان في الارض دكين
و عرفه الخلق من بعدي و قبلي لكنهم كانوا كالمساكين
لا يكتبون لاجل الصالح العام و إنما لقمة العيش بها يعيشون
يكتبون لأجل اشياء لا معنى لها و فلسفة المجانين
أشياء تحدث في البيوت شقاقا و نفاق يتقنون
كلاما ليس كالكلام قالوا و ما زالوا يزورون
ذلت أرواحهم ما عادوا للعلم أو الكلام يتفننون
كتبوا لاجل الاكل و الشرب و نحن نكتب لاجل أن تعرف الناس اجمعين
لا نريد بذلك حفظا للحقوق او عدم النشر لما نكتب منذ سنين
فقط انقلوا و انشروا كلاما يقال لتعرف الناس ظلما كان دكين
فقط اكتبوا و انقولوا و لن نطالب بالسبق في القول و التدوين
هو كتاب سينشر على هذه الصفحات فصححوا منه ما استطعتم و انقلوا منه و لا يهمني إن ذكر الاسم او لم يذكر فما اصبح يهمني أن يفهم قومي و بني جلدتي كل الذي حدث في غفلتهم و هم نيام على بطونهم ، و بني الكلاب من حولهم تحفر لهم الحفر و حين استيقضوا من نومهم سقطوا فيها كلهم أجمعين الا الفاهم لبعض من أمور الدين .
كتاب مازال سينشر و ما هذا الذي قلت سوى مقدمة عن الأتي و هو أعظم ، سيمس العالم بأسره من القطب الى القطب و بالأخص عربا مستعربة أصبحت فينا و نحن لها غير عارفين ، سنكشف عن ذلك .
يتبع ....
محمد عبد الوهاب ( أبو الريم )
السلام عليكم ورحمة الله