3-ب- حيازة النقد الالكتروني
في البداية تصرف البنوك Tokens لعملائها والـ Token عبارة عن وحدة الكترونية ذات رقم متسلسل فريد، ثم يستخدم العملاء هذه الوحدات لإجراء عمليات الشراء ويقدم التجار هذه الوحدات إلى بنك العميل للمعالجة والدفع . ويعالج البنك الوحدة كما لو كانت شيكات مادية وهو يمنع إعادة استخدام الوحدات بمقارنة الأرقام المتسلسلة الفريدة وإضافة التوقيع الـBlind المطور بواسطة Digicashs إلى النقدية الالكترونية بجعلها أقرب شبها بالنقدية الفعلية. والنقدية الالكترونية ذات التوقيع المسدود Signature Blind يجب ان تقبل بواسطة البنك المصدر.
3-ج- مزايا وعيوب النقد الالكتروني
المزايــــــــا:
الكفــاءة: ان صفقات النقد الالكتروني أقل تكلفة من الطرق الأخرى وهذا ما يشجع على زيادة أنشطة الأعمال .حيث تحويل النقد الالكتروني على الانترنت يكلف أقل من اجراءات عمليات بطاقات الائتمان ،لأن
التحويل يتم عبر بنية أساسية متواجدة وهي الانترنت، ومن خلال نظم الكمبيوتر الموجودة. لذلك فاٍن التكلفة الثابتة للعناصر المادية للقيام بعملية النقد الالكتروني تكاد تكون صفرا، ولأن الانترنت ذات مجال عالمي فاٍن المسافة التي على العملية الالكترونية قطعها لا تؤثر في التكلفة.
سهولة الحيازة: يستطيع كل فرد استخدام النقود الالكترونية، فالتجار يمكنهم الدفع لتجار آخرين في علاقة شركة بشركة، والمستهلكون يمكنهم الدفع من واحد لآخر. والنقد الالكتروني لا يستلزم أن يكون لدى أحد الطرفين ترخيص خاص مثلما يلزم الأمر في الصفقات التي تتم ببطاقات الائتمان.(53)
لا تخضع للحدود: يمكن تحويل النقود الإلكترونية من أي مكان إلى آخر في العالم، وفي أي وقت كان، وذلك لاعتمادها على الإنترنت أو على الشبكات التي لا تعترف بالحدود الجغرافية، ولا تعترف بالحـدود السياسية.
بسيطة وسهلة الاستخدام: تُسهِّل النقود الإلكترونية التعاملات البنكية إلى حد كبير، فهي تُغني عن ملء الاستمارات وإجراء الاستعلامات البنكية عبر الهاتف.
تُسرِّع عمليات الدفع: تجري حركة التعاملات المالية ويتم تبادُل معلومات التنسيق الخاصة بها فوراً في الزمن الحقيقي دون الحاجة إلى أي وساطة، مما يعني تسريع هذه العملية.
تُشجِّع عمليات الدفع الآمنة: تستخدم البنوك التي تتعامل بالنقود الإلكترونية أجهزة خادمة تدعم بروتوكول الحركات المالية الآمنة (Secure Electronic Transactions- SET)، كما تستخدم مستعرِضات لشبكة الويب تدعم بروتوكول الطبقات الأمنية (Secure Socket Layers- SSL)، مما يجعل عمليات دفع النقود الإلكترونية أكثر أماناً. (54)
العيـــوب:
الضريبة: في الو.م.أ تثار فكرة ضريبة الانترنت التي تطرح مشكلات وأسئلة كثيرة فهل يستطيع تاجر في الو.م.أ تحميل وتحصيل ضريبة أنترنت على سلعة مباعة لمشتري في زيمبابوي؟ وهل على زيمبابوي ان تتلقى نصيبا من الضريبة؟ وللأسف فارن استخدام النقد الالكتروني لسداد أي ضرائب لا يتيح مجالا للمراجعة، فالنقد الالكتروني ما هو الا مثل النقد الحقيقي لا يمكن تتبعه بسهولة.
غسيل الأموال: من السهل وقوعه من خلال شراء سلع وخدمات بالنقد الالكتروني الذي يمكن صرفه بدون اظهار اسم الشخص بالنسبة لسلع ذات قيمة، وتباع السلع مقابل نقد حقيقي في السوق المفتوحة، وبالطبع يمكن شراء السلع في دولة أخرى بما يزيد من تعقيد الأمور الخاصة بالولاية القضائية.
التزوير: ومثلما هو الحال بالنسبة للعملة الحقيقية فاٍن النقد الالكتروني عرضة للتزوير، فمن الممكن رغم أن هذا بالغ الصعوبة ايجاد وصرف نقد الكتروني مزيف (مثل اي نوع من النشاط على اساس الانترنت)، فبدون اجراءات وقائية ومضادة قوية فاٍن التزوير الالكتروني يمكن حدوثه، وبعد التزوير هناك عوامل اقتصادية رقمية مدمرة عديدة محتملة.
3-د-مشاكل الدفع الالكتروني
مسألة الخصوصية والأمان: مسألة الخصوصية والأمان هي المحتمل أن تكون الأكثر أهمية والتي يجب التصدي لها مع أي عميل. وبصفة أساسية يرغب المستهلك في معرفة هل الصفقة التي يجريها غير آمنة؟ هل يمكن تقليد أو تزوير أو إعادة استخدام العملة الالكترونية؟ فإذا كانت الإجابة "بنعم" حينئذ فاٍن الناس لن يستخدموا النظام أو سوف يتوقف وجوده سريعا. وهناك مشكلات أمان مميزة للنقد الالكتروني، فهو يجب ان يكون قادرا على استعمال النقد الالكتروني مع تجنب كشف شخصيته وهويته لأسباب متنوعة قانونية تماما.
مسألة الاستقلال والانتقال والقابلية للتقسيم: يوصف النقد الالكتروني بأنه مستقل لأنه غير متعلق بأي شبكة او جهاز تخزين، فالنقد الالكتروني يجب ان يكون قادرا على المرور بشفافية عبر الحدود الدولية وان يحول اتوماتيكيا الى عملة دولة المتلقي. اما امكانية انتقال أو حمل النقد الالكتروني معناها انه يجب ان يكون قابلا للتحويل بين أي طرفين ولكل أشكال المعاملات على عكس بطاقات الائتمان. أما قابليته للتجزئة او التقسيم فهي خاصية تميز النقد الالكتروني عن العملة الحقيقية والقابلية للتجزئة تحدد حجم وحدات السداد، فمثلا المشاركون في صفقات نقد اليكتروني في الو.م.أ يمكنهم تقرير ان الوحدة الأصغر من النقد التي يرغبون التعامل بها تكون (دولار واحد) والوحدة التالية قد تكون 1,2 دولار وهكذا، وهذا التحديد يرجع إلى المحددين المشاركين في النظام وليس قاصرا على التجزئة التقليدية لنظام النقد العادي
مسألة الملاءمة: وربما تكون الخاصية الأكثر أهمية للنقد هي الملاءمة فإذا كان النقد الالكتروني يتطلب نوعا خاصا من البرامجيات أو العناصر المادية أو خبرة دقيقة، حينئذ فاٍنه لن يكون ملائما لاستخدام الناس.(55)
3-هـ- أنواع النقود الالكترونية
الشيك الالكتروني
تحاول بعض المؤسسات المالية تطويع كافة وسائل الدفع المعروفة لتتناسب مع مقتضيات التجارة الالكترونية وفي هذا المجال فقد جرى تطوير استخدام الشيكات الورقية إلى نظام الشيكات الالكترونية. ويعتمد تحويل الشيكات الورقية إلى شيكات رقمية على أساس الدراسات التي تمت في الولايات المتحدة والتي أوضحت أن البنوك تستخدم سنويا أكثر من 500 مليون شيك ورقى تتكلف إجراءات تشغيلها حوالي 79 سنتا لكل شيك وتتزايد أعداد الشيكات بنسبة 3% سنويا وعندما أجريت دراسة عن إمكانية استخدام الشبكات الالكترونية، أتضح أن تكلفة التشغيل للشيك يمكن أن ينخفض إلى 25 سنتا بدلا من 79 سنتا وهو ما يحقق وفرا يزيد عن 250 مليون دولار سنويا في الولايات المتحدة فقط تعتمد فكرة الشيك الالكتروني على وجود وسيط يقوم بإجراء عملية التخليص Clearing ..(56)
و"الشيك الإلكتروني هو المكافئ الإلكتروني للشيكات الورقية التقليدية التي اعتدنا التعامل بها" . وهو رسالة إلكترونية موثَّقة ومؤمَّنة يُرسلها مُصدِر الشيك إلى مستلِم الشيك (حامله) ليعتمده ويقدِّمه للبنك الذي يعمل عبر الإنترنت، ليقوم البنك أولاً بتحويل قيمة الشيك المالية إلى حساب حامل الشيك، وبعد ذلك يقوم بإلغاء الشيك وإعادته إلكترونياً إلى مستلِم الشيك (حامله) ليكون دليلاً على أنه قد تمّ صرف الشيك فعلاً. ويُمكن لمستلِم الشيك أن يتأكَّد إلكترونياً من أنه قد تمّ بالفعل تحويل المبلغ لحسابه. (57)
ويجرنا الحديث هنا إلى قضية التوقيع الإلكتروني، والذي أصبح اليوم معترف به قانونا في بعض البلدان، ليس فقط في قضايا النقد والائتمان، بل وفي مختلف المعاملات والعقود الإلكترونية. ومع ذلك يبقى أكثر الدول في العالم، بما فيه الدول الصناعية، لم تضع بعد تشريعا خاصا بالتوقيع الإلكتروني. (5
يوجد لدى شركتين وهما مؤسسة تكنولوجيا الخدمات الحالية (Estc) و سايبر كاش نظم تسمح للعملاء باٍستخدام الشيكات الالكترونية كوسيلة للسداد للتجار. وتستخدم (Estc) نموذجا كالشيك الورقي ، هذه الشيكات التي يتم بدأها اليكترونيا يتم التوقيع عليها بتوقيع رقمي، وتسمح (Estc) بآليات وتعليمات مختلفة مثل الشيك المصدق عليه وقسيمة الرسوم الالكترونية Electronic Charge Slip التي يحددها العميل وقت إجراء الشراء وتستخدم سايبر كاش امتدادا لتطبيق Wallet الخاص بها. ولا تتعامل سايبر كاش مع دفع الشيك ذاته بل يتم تمرير الشيك إلى معالج Handler خاص بالمدفوعات الالكترونية.
وفي كلتا الحالتين تتم معالجة الشيكات الالكترونية بواسطة معالج للمدفوعات الالكترونية وهذا يمكن أن يكون بنكا أو دار مقاصة أو أي وكالة مالية مصرح لها بمعالجة المدفوعات.(59)
التحويل المالي الالكتروني
يقصد بنظام التحويلات المالية الإلكترونية (TFE) مجموعة القواعد والإجراءات المعتمدة في تحويل الأموال عبر مصارف إلكترونية أو مصارف إنترنت مرخص لها للقيام بهذه العملية. ويتم إصدار أمر التحويل عن طريق الكمبيوتر أو الهاتف المحمول. وبفضل تعزيز أنظمة الأمن أصبحت التحويلات المالية الإلكترونية تحظى أكثر فأكثر بالمصداقية والأمان لدى المتعاملين. هذا فضلا عما يتيحه هذا النظام من اختصار للزمن ووفر في الجهد والتكلفة ويسر في التعامل. فمن خصائص هذا التحويل قابليته للتجزئة (Divisibilité)، إذ يمكن توزيع مبلغ مستند التحويل على أكثر من مستفيد، وهو ما لا يتوفر في الشيك.
وبطبيعة الحال لابد أن يتوفر لدى الزبون في كمبيوتره الخاص برنامج يسمح له بإجراء العملية، وإلا سيضطر إلى الاتصال بوسيط متخصص، والذي يتولى بدوره تحويل الأمر إلى غرفة المقاصة الآلية (وهي شبكة تابعة لمجموعة بنوك)، والتي بدورها أيضا تقوم بتبليغ المصرف المعني حتى يتأكد من كفاية الرصيد لاقتطاع المبلغ المراد تحويله. ويمكن للزبون إرفاق شيك مصادق عليه حتى يتم تحويل المبلغ دون مراجعة الرصيد لدى المصرف، إذ أن مصادقة المصرف على الشيك تجعله ضامنا لمبلغ الشيك.(60)
بطاقة الائتمان الالكترونية
إن المدفوعات الالكترونية بواسطة بطاقة الائتمان تتبع نفس إجراءات مدفوعات بطاقات الائتمان التقليدية، فالعملاء يعطون رقم بطاقتهم الائتمانية للتاجر ويتحقق التاجر من قدرة العميل على السداد بالبطاقة الائتمانية ويقوم باٍعداد قسيمة شراء تمهيدا للتصديق عليها، وفي النهاية يستخدم التاجر قسيمة الشراء هذه في تحصيل المبلغ، ومع ذلك فقد صارت هذه العملية آلية بدرجة بدرجة كبيرة، وفي السيناريو الالكتروني يستخدم العميل برنامج تصفح الويب لملء بيانات استمارة الطلب الالكتروني، وتعالج هذه الاستمارة بواسطة الجهاز الخادم للويب الذي ينقل طلب التصريح الى البنك، وعندها يدفع البنك للتاجر.
وفي المعاملة غير المؤمنة، يتم توصيل كل البيانات من خلال نص صريح وأي شخص يطلع عليه يمكن ان يقرأه.
وفي البيئة الآمنة كل المعلومات او أجزاء منها تكون مشفرة والأهم من ذلك معلومات بطاقات الائتمان. ومن اجل حماية العملاء من امكانية التعرض لغش والاحتيال المتصل ببطاقات الائتمان بواسطة اي شخص بما في ذلك التاجر. تستخدم طرفا ثالثا موثوق فيه لفك شفرة أرقام بطاقات الائتمان،ونظم الطرف الثالث هذه متاحة لدى فيرست Virtual وسايبر كاش وفيريفون. وتستخدم كل من سايبر كاش وفيريفون تطبيقات مساعدة تسمى Wallet من أجل برنامج تصفح الويب وتقوم الحافظة أو Wallet بتشفير رقم بطاقة الائتمان وتمرير الرقم المشفر الى خادم الطرف الثالث للتحقق منه، ولا يرى التاجر الرقم على الإطلاق.
وتصدر فيرست فيرتيوال PIN للعميل الذي يستخدم عندئذ الـ PIN (رقم اثبات الشخصية) بدلا من رقم بطاقة الائتمان، وعندما تتلقى فيرست فيرتيوال (رقم اثبات الشخصية) تحوله الى رقم بطاقة ائتمان لتسوية عملية الشراء.(61)
البطاقات الالكترونية
تقوم هذه البطاقات على مبدأ الدفع المسبق (pré-paiement) ، وبالتالي فهي عبارة عن وسيلة لتخزين النقد، أي أنها بمثابة حافظات نقد إلكترونية (porte-monnaie électronique).
ونظرا للإقبال الذي حظيت به هذه البطاقات، خاصة مع تطوير عنصر الأمان فيها، فضلا عن السهولة التي تتيحها، فقد تطورت بشكل سريع حتى أصبح بالإمكان إعادة شحن البطاقة الواحدة عدة مرات، كما أن البطاقة لم تعد مجرد مخزن للقيمة، بل أصبحت تتضمن معالجا إلكترونيا يسمح بمعرفة هوية حاملها، بالإضافة إلى تشفير البطاقة بمفتاح سري.
ومن ناحية أخرى توسع نطاق استخدامات البطاقة المصرفية، حتى أن الجهود تسير نحو إيجاد بطاقة موحدة متعددة الاستخدامات وعلى مستوى دولي، رغم هذا الهدف ما يزال يطرح إشكالات تتعلق أساسا بمشكلة أمنية البطاقة وبعدم تجانس مستويات تكنولوجيا صناعة البطاقات ما بين البلدان الصناعية نفسها، فضلا عن تضارب مصالح المصْدرين لهذه البطاقات، مما يجعل إيجاد تجمع توافقي (mono-émetteur) فيما بينهم ليس سهلا.
المراجع:
1- مجدي محمود شهاب، "اقتصاديات النقود والمال"، دار الجامعة الجديدة للنشر، الإسكندرية، 2000.
2- محمد دويدار- أسامة الفولي، "مبادئ الاقتصاد النقدي"، دار الجامعة الجديدة، الإسكندرية، 2003.
3- أحمد هني، "العملة والنقود"، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1999
4- ناظم محمد نوري الشمري، "النقود والمصارف"، دار الكتب الطباعة والنشر- العراق
5- محمد زكي شافعي، "مقدمة في النقود والبنوك"، دار النهضة العربية، الطبعة 7 ، بيروت.
6- د.طارق عبد العال حماد، "التجارة الالكترونية"، الدار الجامعية، الإسكندرية، 2002.
7- الملتقى الوطني الأول حول المنظومة المصرفية الجزائرية و التحولات الإقتصادية: واقع و تحديات"، جامعة حسيبة بن بوعلي، الشلف، ديسمبر 2004.
8- شوام بوشامة، "مدخل في الاقتصاد العام"، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، دار الغرب للنشر، وهران، 2004.
9- محمد شريف إلمان، "محاضرات في النظرية الإقتصادية الكلية (الدوال الإقتصادية الكلية، القطاع النقدي)"، الجزء الثالث، ديوان المطبوعات الجامعية، 2003.
10- بن علي بلعزوز، "محاضرات في النظريات و السياسات النقدية"، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر 2003.
11- زياد سليم رمضان، محفوظ أحمد جودة، "إدارة البنوك"، دار صفاء للنشر و التوزيع (عمان )، الطبعة الثانية، 1996.
12- Jean-Pierre Faugere, « La monnaie et la politique monétaire », SEUIL, 1996.
المواقع الالكترونية المعتمدة كمصادر:
13- www.alyaum.com
14- www.it.sheikhmohamed.co.ae
15- www.observateurocde.org
16- www.groupe-crc.org
17- www.i82.4t.com