![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() فَضْلُ حَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ كتبه وجمعه: مصطفى قالية بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الْمُرسلينَ نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعينَ
أمَّا بعدُ: فإنَّ الكلامَ عن كتابِ الله والاعتناءِ به كلامٌ عن موضوعٍ عظيمٍ لأنَّه متعلقٌ بأعظمِ كلامٍ وأفضلِه، وخيرِ حديثٍ وأحسنِه: - إنَّه كلامُ الله الذي لا يأتيه الباطلُ من بيْنِ يديْه ولا مِنْ خلْفِه. - إنَّه كلامُ الله الذِي أمرنا بتلاوتِه وتدبُّرِه فقال سبحانه:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]، وقال سبحانه:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: 24]. -إنَّه الكلامُ الذي قال عنه سبحانه:{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الحشر: 21]. - إنَّه الكلامُ الذي عَجِزَ وَيَعْجَزُ الثَّقلانِ عنِ الإتيانِ بجزءٍ منه، ولو تعاوَنوا على ذلك قال سبحانه:{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء: 88]. والحديثُ على كِتَابِ الله وكَلامِه له جوانبُ متعدِّدَة، وصورٌ مختلِفَة، ولكن كلامنا سيكونُ-بإذنِ الله- متعلقاً بمسألةٍ منهُ مهمةٍ جداً وهي: "بيان فضل حملتِه وحفَّاظِه"، وسنذكر ما يدلُّ على ذلك من كتاب الله وسنة رسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم-. وهذا الموضوع من الأهميَّة بمكان، خاصَّة في هذه الأزمان التِّي -بحقّ- يصدقُ علينا قوله سبحانه وتعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}[الفرقان: 30]. ويكفي حمَلَةَ كتابِ الله شَرَفًا: - أنَّهم يحملونَ في صدورِهم كلامَ الله ربِّ العالَمِين. - وأنَّهم في ذلك مقتدونَ بفعلِ خير النَّاس أجمعين –صلَّى الله عليه وسلَّم-، لأنَّه كان من حفظتِه، وكان يذاكرُه مرَّة كلَّ سنةٍ مع جبريلَ-عليه السَّلام- إلاَّ السَّنة التِّي فيها قبضَ –صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد راجعَه معه مرَّتين[1]. - وأنَّهم كذلك مقتدُون بكثيرٍ منَ الصَّحابة الكِرام، وعلى رأسِهِم الخلفاءُ الأربعُ -رضوان الله عليهم أجمعين-. قال ابن حجر -رحمه الله- : ( وَالَّذِي يَظْهَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَبْعَثِ أَنَّهُ بَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ فَكَانَ يَقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنَ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا كَانَ نَزَلَ مِنْهُ إِذْ ذَاكَ، وَهَذَا مِمَّا لَا يُرْتَابُ فِيهِ مَعَ شِدَّةِ حِرْصِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى تَلَقِّي الْقُرْآنِ مِنَ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وَفَرَاغِ بَالِهِ لَهُ وَهُمَا بِمَكَّةَ، وَكَثْرَةِ مُلَازَمَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا لِلْآخَرِ، حَتَّى قَالَتْ عَائِشَةُ -كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْهِجْرَةِ- أَنَّهُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كَانَ يَأْتِيهِمْ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، وَقَدْ صَحَّحَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ ) وَتَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ وَتَقَدَّمَ أَنَّهُ صلَّى الله عليه وسلَّم أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ فِي مَكَانِهِ لَمَّا مَرِضَ فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُمْ)[فتح الباري(9/51-52) وقال السُّيوطي-رحمه الله- (وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْقِرَاءَاتِ الْقُرَّاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فَعَدَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: الْخُلَفَاءَ الْأَرْبَعَةَ...)[الإتقان(1/195)]. وأما حديث: ((خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ[2]، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ)) [البخاري(4999) ومسلم(2464)]. فلا ينفي وجودَ غيرِهم في ذلك الوقت مِمَّن شارَكَهم في حفظ القرآن. قال السُّيوطي-رحمه الله-: (فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْأَخْذِ عَنْهُمْ فِي الْوَقْتِ الَّذِي صَدَرَ فِيهِ ذَلِكَ الْقَوْلُ، وَلَا يَلْزَمُ من ذلك ألَّا يَكُونَ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَارَكَهُمْ فِي حِفْظِ الْقُرْآنِ، بَلْ كان الذين يَحْفَظُونَ مِثْلَ الَّذِي حَفِظُوهُ وَأَزْيَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ وَفِي الصَّحِيحِ[3]فِي غَزْوَةِ بِئْرِ مَعُونَةَ أَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا بِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ كَانَ يُقَالُ لَهُمُ (الْقُرَّاءُ) وَكَانُوا سبعين رجلا). [الإتقان(2/459)].
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, حملة, كتاب |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc