تسمية شهر رمضان
اختلف في اشتقاق اسم رمضان على أقوال :
القول الأول :
أنه وافق مجيئه في الرمضاء – وهي شدة الحر فسمي هذا الشهر بهذا الإسم ،
إما لارتماضهم فيه من حر الجوع ، أو مقاساة شدته ، كما سموه تابعًا , لأنه يتبعهم نية إلى الصوم ، أي يزعجهم فيه لشدته عليهم ، وقال عليه الصلاة والسلام " صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال " أخرجه مسلم .
ورمضت الفصال : إذا حرَّق الرمضاء أحقافها فتبرك من شدة الحر .
وقيل : إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة ، سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر، فسمي به ، كشهر ربيع لموافقته الربيع ، وجمادي لموافقته جمود الماء
. جاء فى "المواهب اللدنية" للقسطلانى وشرحها للزرقانى أن لفظ رمضان مشتق من الرمض وهو شدة الحر، لأن العرب لما أرادوا أن يضعوا أسماء الشهور، وافق أن الشهر المذكور شديد الحر ، كما سمى الربيعان لموافقتهما زمن الربيع وما فيهما من الخصب ، وكما سمي الجماديان لشدة البرد ولجمود الماء فيهما ،
القول الثاني :
لأنه يرمض الذنوب أي : يحرقها بمعنى يمحوها , من الإرماض : وهو الإحراق ، ومنه رمضت قدمه من الرمضاء , أي : احترقت ، وأرمضتني الرمضاء , أي : أحرقتني ، ومنه قيل أرمضني الحر ، واستدلوا بحديث أنس مرفوعًا : " إنما سمي رمضان لأنه يرمض ذنوب عباد الله "
ومع أن هذا الحديث موضوع ،عند المحققين ، إلا أنه يصف معني الإسم وصفا صحيحا
القول الثالث :
قالوا : سمي رمضان ؛ لأن القلوب تحترق فيه من الموعظة والفكر في أمر الآخرة .
القول الرابع :
فى تفسير القرطبى: من رمضت النصل أرمضه رمضًا ، إذا دققته بين حجرين ليرق ، ومنه : نصل رميض ومرموض .
وسمي هذا الشهر رمضان ؛ لأنهم كانوا يرمضون فيه أسلحتهم ؛ ليقضوا منه أوطارهم . وليحاربوا بها فى شوال قبل دخول الأشهر الحرم ، وهذا القول يحكى عن الأزهري .
القول الخامس : ، كما سموه تابعًا , لأنه يتبعهم نية إلى الصوم ، أي يزعجهم فيه لشدته عليهم ، وقال عليه الصلاة والسلام " صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال " أخرجه مسلم
ومن الجدير بالذكر أهمية أن يقال ( شهر رمضان ) ، لا أن يقال مفردا ( رمضان ) اتباعا لما جاء في القرآن الكريم ،
وفي هذا جاء عن الإمام علي كرم الله وجهه قوله :
{ لا تقولوا رمضان، فإنكم لا تدرون ما رمضان ، فمن قاله فليتصدق وليصم كفارة لقوله ، ولكن قولوا كما قال الله تعالى ( شهر رمضان ) .
وهو تنويه بعظمة هذا الشهر حتى سمّاه الله تعالى باسمه ،
وفى تفسير القرطبى أن مجاهدا كان يقول :
بلغنى أنه اسم من أسماء الله ، وكان يكره أن يجمع لفظه لهذا المعنى-يعنى لا يقال رمضانات - ويحتج بما روى " رمضان اسم من أسماء الله تعالى"،
وهذا ليس بصحيح ، فإنه من حديث أبى معشر نجيح ، وهو ضعيف ، وبذلك ينتفى كونه من أسماء الله الحسنى المنصوص عليها فى القرآن والسنة والمأثورات الإسلامية .
ولشرف هذا الشهر العظيم ذكروا أن له أسماء كثيرة ، تزيد علي ستين اسما ،
وكما هو معلوم ، فإن كثرة الأسامي تدل علي شرف المسمي ،
ومن هذه الأسماء ما يلي :
شهر الله ، شهر الأمة ، شهر القرآن ، شهر الفرقان ، شهر الصيام ، شهر القيام ، شهر التراويح ، شهر النجاة ، شهر الخير، شهر الصبر ، شهر البركة ، شهر الرحمة ، شهر الهدي ، شهر ليلة القدر
شهر الإعتكاف ، شهر البيان للناس ، شهر ترتيل القرآن ، شهر النصر ، شهر الجود ، شهر الدعاء ، شهر مجالس الذكر ، شهرالغـــــــــــــــــــفران ، شهر العــــــــوده الى الله شهرالعتـــــــق من النار ، شـــــــــــــــــــــــهر الآلاء ، شهرالمواســــــــــــــــــاة ، شهر التوبـــــــــــــــــــــة ، شهر إجابة الدعـــــــــــوات ، شهر إقالة العثــــــــــــرات ، شهرالكــــــــــــــــــــــرم ، شهرالافاضات والنفــحات ، شهر مضاعـفه الحسنات شهرالاحســــــــــــــــــان ، شهرغزوة بدر الكبري ، شهر فتح مكة .. الخ .
ومن الطريف أن شهر رمضان كانت له اسماء أخري قبل ذلك ،
حكى الماوردى أن اسمه فى الجاهلية هو " ناتق " .
وقال المقريزي : كان اسمه عند ثمود " ديمر " .
وقالوا : كان اسمه عند العرب العاربة " نوط " .
هذا والله أعلي وأعلم ، والحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سلام