السّلامُ عليْكم و رحمةُ الله
يُحكَى أنّهُ كانتْ هنَاك امرأةٌ تُدعى " هنْد بنت النعمان"
و قد عرفت هنْد بذكائِها و جمالِها ،
و كَان الكُّل يتحدثُ عنها آنذَاك
إلى أنْ وصل الخبرُ إلى رجلٍ يُلقب بـِ " الـمُبيرْ "
رجلٌ اشتهرَ بقُوتهِ و هيْبتهِ ،
فمَا كانَ يُرفض له طلبٌ ،
و لا يُعصى لـه امرٌ ،
فسَعى لخطْبتهَا الـمبيرُ ، و تزوجها ،
" و قيلَ أنّه تزوجَها رغماً عنْها و عنْ والدِها "
و في يومٍ من الأيامِ كانتْ تحْمل مِرآتها و هي تقولُ :
" وَ مَا هِنْـدُ إلا مُهرةً عربيـةً
سَليـلةَ أفْراسٍ تحللـها بغلٌ
فـإنْ ولدتْ مهراً فلهُ دُرّهاَ
و إنْ ولدتْ بغلاً فجَاءَ به بغلٌ "
و إذا بالمبيرِ يسْمعُ ما تَقَول عنهْ .. و تنعتهُ بالبغلِ
فعاد أدراجه و بعثَ خادمه لها يقول " كُنْتي فبِنْتي "
و فهِمتْ أنّه طلّقها ...
إسْتاءتْ هندُ لذلك و أحستْ بإهانةٍ عظيمةٍ
و مضى زمن و مازالت تريدُ الانتقام من المبيرِ على فعلتهِ
إلى أنْ سمِع الخليفةُ " عبد الملك بن مروان " بجَمالِها
و أُعجبَ بها و خطبَها
وكانَ شرطُها على الزَّواجِ أنْ يسوقَ الجملَ منْ مَكانهَا إليهِ المبيرُ
وافَقَ الخليفةُ على الشرطِ و أرسَل إليْها المبيرَ
فبيْنمَا المبيرُ يسوقُ الرَّاحلة،إذا بِها تُوقِع مِن يدِها ديناراً متعمدةً ذلكَ،
فقَالت له: " يا غلامُ. لقدْ وقَعَ منِّي درهمُ فأعْطنِيه"
فأخذه المبيرُ فقَال لها إنّه ديناراً وليْس درهماً
فنظرتْ إليه وقالتْ:
" الحمْد لله الذِي أبْدلَني بَدَلَ الدِّرهَم دينَاراً.."
أي أنها تزوجتْ خيراً منْه ..