سفير إسرائيليّ سابق: عمرو موسى حوّل الموضوع النوويّ الإسرائيليّ إلى رأس حربة الدبلوماسيّة المصريّة ويجب التعامل معه بحذر
زهير أندراوس
2011-06-08
الناصرة ـ 'القدس العربي': في دراسةٍ جديدةٍ أعدّها السفير الإسرائيليّ السابق، عوديد عاران، الباحث في معهد الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، والتي تمحورت في العلاقات بين تل أبيب والقاهرة في فترة ما بعد الرئيس المخلوع حسني مبارك، حذّر عاران من الجهود المصريّة المكثفة لنزع منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النوويّة، التي بحسب المصادر الأجنبيّة، تملكها وبكميات كبيرة، الدولة العبريّة، وبرأيه، فإنّ هذه القضية بالذات، يجب أنْ تُشغل صنّاع القرار في تل أبيب، لأنّ برأيه، يُستشف من تصريحات المسؤولين المصريين في هذه الفترة، أنّ القاهرة لن تسعى إلى إلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، مشيرا في هذا السياق، إلى تصريحات المرشح لرئاسة الجمهورية في مصر، عمرو موسى، وإلى تصريحات وزير الخارجيّة، نبيل العربي، اللذين أعلنا التزام بلادهما باتفاق السلام مع إسرائيل.
ولفت عاران إلى أنّه منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد في العام 1979 وحتى بدء المظاهرات في ميدان التحرير حافظ النظام المصريّ على التزامه بالاتفاق، على الرغم من قيام إسرائيل باحتلال جنوب لبنان في العام 1982 وبقائه هناك حتى العام 2000، واندلاع الانتفاضة الأولى والثانية، وتنفيذ عدّة عمليات عسكريّة في الضفة الغربية المحتلة، وقضايا أخرى، وزاد أنّ نظام مبارك اجتاز جميع الامتحانات وبقي متمسكاً بجميع بنود الاتفاق، وبذلك خفّض من التوتر في منطقة الشرق الأوسط، ولكن في قضية تواجد الأسلحة النووية كان لمصر موقف مغاير بالمرّة، وهي التي كانت وما زالت تقود الحملة لنزع المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ولسان حال صنّاع القرار في القاهرة يقول، برأي السفير السابق، إنّ ما يطبق على إيران يجب أنْ يُطبّق على إسرائيل. ولكن مع ذلك، أشار الباحث إلى أنّ مواقف عمرو موسى، وهو برأيه المرشح الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات الرئاسية في مصر، مقلقة في ما يتعلق بالعلاقة مع تل أبيب، فقد قال موسى في مقابلة مع صحيفة (دير شبيغل) الألمانيّة، إنّ بلاده تتبنى الموقف العربيّ بالنسبة لإسرائيل، ذلك أنّه يتحتم على إسرائيل الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة منذ العام 1967 وإقامة دولة فلسطينيّة قابلة للحياة، وكخطوة أوليّة يتحتم على إسرائيل، بحسب موسى، فك الحصار المفروض على قطاع غزة. وفي معرض ردّه على سؤال ثانٍ للصحيفة الألمانيّة حول رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وفي ما إذا كان مستعدًا للجلوس معه، ردّ بالقول إنّه على نتنياهو أنْ يثبت أولاً أنّه معني بسلام حقيقي، لأنّ هذا التعهد سيُقلل التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
وساق عاران قائلاً إنّ تقارب مواعيد الانتخابات المصريّة مع النقاش في الأمم المتحدة حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية من شأنه أنْ يدفع بالمرشحين المصريين للرئاسة إلى إطلاق تصريحات اندفاعية، وبالتالي فإنّه ينصح إسرائيل بعدم الانجرار وراء هذه التصريحات، لأنّ هدفها الإستراتيجيّ هو المحافظة على اتفاق السلام مع مصر، علاوة على ذلك، فإنّ الموعدين المذكورين قريبان من موعد إقرار الكونغرس الأمريكي للمعونات الاقتصاديّة، وبالتالي يُحذّر الحكومة الإسرائيليّة من مغبة التحريض على مصر لتقليل المعونات الأمريكيّة لها، لأنّ توجهًا من هذا القبيل سيدفع العديد من أعضاء الكونغرس إلى المطالبة بتخفيض المعونات لإسرائيل، خصوصا وأنّ الإدارة الأمريكية قررت تخفيض جميع المعونات لكل الدول، وأشار إلى أنّ قرار إسرائيل بتجميد الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية كرد فعل على اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس عاد على إسرائيل سلبًا، إذ أنّ الاتحاد الأوروبيّ قرر وبسرعة فائقة تحويل أموال للسلطة وهكذا سبب أضرارًا كبيرة للموقف الإسرائيلي، على حد تعبيره.
أمّا في ما يتعلق بالمسألة النوويّة فأشار الباحث الإسرائيليّ إلى أنّ عمرو موسى هو الذي حوّل القضية إلى رأس حربة الدبلوماسيّة العربيّة والمصريّة تحديدًا، إذ أنّه قال في مقابلة أدلى بها لصحيفة (واشنطن بوست) مؤخرا، إنّ علاج النوويّ الإسرائيليّ أهم من النووي الإيرانيّ، وأيضًا في هذه القضية الحساسة، قال عاران، إنّه يتحتم على دوائر صنع القرار في الدولة العبريّة عدم الانجرار وراء التصريحات التي يُطلقها الساسة في مصر، والعمل فقط من وراء الكواليس، لأنّ العلاقات في مثلث واشنطن ـ تل أبيب ـ القاهرة، هي حساسة جدًا، ومن شأن تصريح غير مسؤول من قبل إسرائيل أنْ يسبب لها الأضرار التي هي في غنى عنها.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-06-09, 06:41
سفير إسرائيليّ سابق: عمرو موسى حوّل الموضوع النوويّ الإسرائيليّ إلى رأس حربة الدبلوماسيّة المصريّة ويجب التعامل معه بحذر
العرض العادي
