صفحة الامام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

[هشام البرايجي]

الامام عبد العزيز بن عبد الله آل باز رحمه الله:

هو شيخ الاسلام في هذا الزمان، وإمام أهل السنة في هذا العصر، والمحدث الكبير ونادرة الدهر، و العلامة الورع، والكفيف المبصر، والفقيه البارع، ....... وانسب له ما شئت من شيم العلماء, الحذاق, الجهابذة, النوادر، فلا يكاد يعرف في عصرنا أسخى ولا أكرم بعلمه ووقته وماله منه، نذر حياته رحمه الله لخدمة الاسلام والمسلمين، كان متواضعا سمحا مع إخوانه المسلمين في كل البلاد، وكان جبلا أشما قويا على أهل الشرك والتشيع والتصوف والتمشعر، والتمقطب، والتقروض، .....وكل أهل البدع والأهواء، سيما أولئك المتسكعين في الجبال والأحراش المظلمة المتمتعين بسفك دماء المسلمين، فقد كان وما زال رحمه الله شوكة في حلوقهم، ....يقول عنه تلميذه المحب العلامة ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله:

قال حفظه الله في كتابه (أهل الحديث هم الطائفة الناجية):
(( ومنهم علاّمة العصر و عَلَمه الشامخ العالم العامل صاحب العقل الخصب و الذراع الرحب و الباع الواسع في العلم و الأدب و الأخلاق الإسلامية السمحة، شيخنا، مفتي الديار السعودية، بل العالم الإسلامي، سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله..)) ص210.

وقال حفظه الله في كتابه (كشف موقف الغزالي من السنة و أهلها و نقد بعض آرائه ) صفحة 28 :
((... الدعوة الحقة منهج الله الحق ـ و إن رغمت أنوف ـ الدعوة السلفية و هي دعوة علمية لها مدارسها ومناهجها و نشاطها المبارك على الإسلام و المسلمين، و ما من بقعة في الأرض إلا و قد امتد إليها نورها، و ما من حركة و لا جماعة تعمل باسم الإسلام إلا مدت إليها يد العون على يد إمامهم العالم الرباني الحليم الرفيق العديم النظير في سعة الصدر و رحابة الأفق و الخلق الشيخ عبد العزيز بن باز و على يد كثير من إخوانه في كل بلد.))

و قال حفظه الله في كتاب (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ) صفحة 82-83 :
((فكيف ترمي أهل هذا المنهج بالتحزب على جزء من الدين و الجفاء و الغفلة عن واقع الأمة و ما يدبر لهم و فيهم الشيخ العلامة المجاهد اليقظ و المتابع لأحوال المسلمين في أقطار الدنيا كلها حتى ليعتقد فيه أنه لو كانت في المريخ حركة إسلامية لكان وراءها، ألا و هو الشيخ ابن باز ؟! ))

و قال حفظه الله عن الإمام ابن باز رحمه الله

والله الشيخ ابن باز مدرسة أخلاقية لا تجد لها نظيرا، أنا أشهد أن هـٰذا الرجل متعدد الجوانب، قد تجد في السلف من يفوقه في العبادة وفي الزهد، وهو إن شاء الله العابد الزاهد،قد تجد كثيرا يفوقونه؛ لكن شخصية متعددة الجوانب، خلق لا حد له، يأتي الضعيف المسكين الحبشي أو من أي بلد يأتي عند الشيخ ابن باز يجالسه، فيقوده كما يريد، يعني يجده دونه، ويأتي الملك فيرى نفسه تلميذا لهذا الرجل، عظيم هـٰذا الرجل.
مع الأسف الشديد ما استفدنا منه، كثير من شبابنا، وكثير من شيوخنا، ما استفادوا من خُلُق هـٰذا الرجل.
أنا أقول له هـٰذا بمناسبة أن يحيى بن يحيي التميمي بقي سنة بعد أن أخذ الموطأ من مالك، بقي سنة يتعلم من أخلاقه.

أنا أرى هـٰذا الرجل في الأخلاق أعجوبة لا نظير له، ولا أغلو فيه، وكل الناس يشهدون لهذا الرجل بهذا.

يقول واحد سوداني: الشيخ ابن باز لو تأتيه تقل له أريد أن أطلع القمر. يقول: إن شاء الله نحاول. ما يرد طلبا، يتعاون مع الفقراء مع المساكين، مع الحركات مع الدعوات الحقة والباطلة يأتونه باسم الإسلام، دعوات والله أهلها كذَّابين يقولون نحن سلفيين، وباسم السلفية والله يعطي بسخاء ويؤيد ويساند، ويتابع مشاكل المسلمين في العالم، ما فيه حركة في العالم شرقا وغربا إلا وتمتد يد ابن باز إليها بالخير والفضل، ما مجاهد في العالم الإسلامي في شرقه وغربه إلا ويجد دعما من هـٰذا الرجل، هـٰذا الرجل ما عرفناه.

مرة من المرات شارك في مؤتمر إسلامي -هـٰذا الرجل يغطي علما عظيما
- كنز من الكنوز يغطيه بتواضعه، مؤتمر اقتصادي إسلامي اجتمع فيه خبراء وكبار الاقتصاديين، ويقدمون بحوثهم، والشيخ يعلق على كل بحث وكأنه أستاذ مشرف على هـٰذا الخبير والله اندهشت أنا.

وعظُم في عيني هـٰذا الرجل، وقلت هـٰذا الكلام عند واحد خرافي، فطعن في الشيخ ابن باز، واستاء من هذا الكلام، قلت الشيخ ابن باز والله كان يدفن هـٰذا العلم، وما كنا ندرك بأنه على هـٰذا المستوى، يعني متخصص في الحديث وكذا، لكن في الاقتصاد الإسلامي يبرز ويفوق هٰؤلاء كلهم، هـٰذا والله شيء لا يخطر على البال، هـٰذا رجل عظيم إذا درس متواضع ما فيه تكلف؛ ولا ستعرض عضلاته في هذا الدرس، لكن تجد النور يشع من هـٰذا التدريس، يرافقه الورع والتواضع والأدب، وأحيانا يقف ويسأل بعض الطلاب يقول: يمكن عندك علم بهذه المسألة قل يا فلان رأيك، تواضع وتربية في نفس الوقت.

فانتهزوا فرصة وجود هٰؤلاء المشايخ، ولا تسمعوا لمن ينفِّركم عنهم، واستفيدوا منهم، فهم العلماء والله، هـٰذه البقية الباقية من السلف الصالح، على منهجهم وعلى طريقتهم في الأدب والتواضع؛ طيب الشيخ ابن باز الآن يعتبر من كبار الساسة؛ لكن ما يقول لك: أنا سياسي، وأعرف السياسة؛ يعني تحته جوانب عديدة من السياسة، ما يقول لك: والله أنا سياسي أو شخصية سياسية، رجل عادي، طويلب علم يرى نفسه، في غاية التواضع، يمكن بعض المسائل يسأل فيها واحد من طلابه وما يعيبه هـٰذا، والله نجلس جلسات تطرح القضية ويقول: ما رأيك يا فلان، من تلاميذه وتلاميذ تلاميذه، من تواضعه رحمه الله وجزاه الله خيرا وحفظه.

من شريط (الاعتصام بالكتاب والسنة – الشريط الثاني )
......

توفي الشيخ عن عمر يناهز 87 سنة وصلى عليه جمع غفير من المسلمين في مكة كما أقيمت عليه صلاة الغائب في جميع أنحاء العالم:

يا رب فارحمه وضاعف أجره أغدق عليه بفضلك المدرار
يا درة فقدت وكانت فاخرة من بعد 87 حولت للآخرة
ودعت قلبي حين جاء نعيه فتقاعدي ياعين بي أو أنجدي

لكن لنا عن كل خلٍ سلوة بمصابِ سيدنا النبي محمد

يارب فارفعه لأعلى منزل في جنة من تحتها الانهار
أكوابها موضوعة وقبابها مرفوعه حفت بها الانوار
وصحافها من فضة ولباسها من سندس وطعامها أطيار



قنحاول في هذه الصفحة إن شاء الله جمع ما نستطيع من علم هذا العلم رحمه الله، فنرجو ممن يملك برنامج فتاوى أو كتب أو فتاوى أو محاضرات أو خطب للشيخ أن يجعلها في هذه الصفحة، ونسأل الله أن يوفقنا لكل خير