لم اقبل العيد يسقي حدائق الازهار بسيل جرار، من الشوق كان قبلها دفين ومن الحنين كان بين اسوار ها سجين، اطلقت الارواح الاجساد من سجن الاثراح الى جنة الافراح،فتنادا من غاب وراح فعاد من غربة الجراح الى دوحة النجاح وتفتحت القلوب بعد الاغلاق وجفت العيون بعد الاغراق وطرقت البيوت بابا باب وزنقة زنقة ودار دار بحثا عن كل غائب قد المت به النوائب او مصاب كسرته المصائب وصرنا ان طرقنا الوجوه ولجنا القلوب وان طرقنا القلوب تفتحت الارواح فعادت للوجوه بعض بسماتها وتنورت جل قسماتها واطلقت الالسن سراح الحلو من الكلام والسلام وسجنت بين حيطان صدورها كل عتاب وملام فلم نسمع غير الحب والاخاء غدى حروفا تقال علت من بركاتها عوالي الجبال فسبحان الملك دي الجلال وكنت انا قد فارقت شيخي جلال الدين في خصام فقررت ان ازوره واسقي بستان الصفح بالاخاء وكنت اعلم ان الحلوى سلطان حب شيخنا فطلبت من الام الغالية ان تحضر لي طبق من اشهى ما جادت به ايدي امي الماهرة من حلويات جمعت تقاليد الشرق الجزائري بالعاصمة فامي من الشرق الجزائري تجيد كل صناعة ببراعة حتى اخد بي الكلام ان قلت يوما وانا في مجلس انا اعظم امراة في العالم المعاصر هي امي بلا منازع ولم ازل على راي في ذالك فامي طاهية وصانعة حلويات وماهرة في كل عمل بلا كلل ، اعود لشيخنا فاني طلبت من الام الكريمة ان تتحفني بطبق لم يرى مثله من حسن الصنع والكمية بالطبع فشيخي كان هاوي حلويات لا يشق له غبار يعرفه بذالك الصديق والجار فاسرعت الخطى اليه فطرقت الباب ففتح فلما راني حياني وسلم ودعاني فاذخلني المنزل فاطرق ثم نطق وقال ممازحا لم اكن انتظر قدومك فقلت الصداقة وفاء والاخاء صفاء وما كنت اقدر على ترك مثلك للفراق فانت علينا غالي فتسبم وقال شكرا والف شكر ثم قدم الضيافة واتبعها باللطافة واخدنا الكلام عن بعض ما جرى في رمضان من اخبار فتكلمنا عن السراق وقاطعي الارزاق واكلي رمضان سود الوجوه والاقدام وساهري الليال بيا ليلي ويا لال
والنائمين الى موعد الافطار كانهم شطار ومثيري المشاكل لابسي القلاقل ثم اخدنا الكلام الى العيد وما يجري فيه من تجاوز حتى ظن قوم ان العيد يعني التحلل من كل خلق ودين وترك الطاعة فنسال الله الهداية والسداد وتركت شيخي جلال الدين على موعد سفر قادم دعوته للان يصاحبني فهو نعم الصاحب
................رابطة احرار القلم..................عضو3