واخيرا قصيدة الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي الذي قال :
اذا الشّعب يوما اراد الحياة.............. فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ لّليل ان ينجلي .......................ولا بدّ للقيد ان ينكسر
تؤتي ثمارها وتحقق اكلها وانتصر الحق على الباطل.. واندثرت قوى الظلام وسياسة كم الأفواه الحاصلة في تونس التي يحكمها ديكتاتورا كان له الأثر في تلك الهبة الشعبية الجماهيرية لما عانت من اضطهاد فكري سياسي ثقافي على كافة المستويات، متمثلة في الإعلام والاقتصاد والأرض والمسكن والفقر اللاحق بتلك الشرائح والطبقات المتنوعة بكافة الصراعات الطبقية، التي آن الأوان أن تحاسب المسؤول عما حصل لهذه الأمة التي سحقت بالسيف والجلد والضرب عبر سجون هذا الديكتاتور المسمى (زين العابدين بن علي) والذي عاث في الدولة ومرافقها فسادا، من خلال الغنى الفاحش لعائلته وحاشيته مما جعل ساعة العمل الثوري الجماهيري أن تدق الحاكم وحاشيته إلى ما لا رجعة نهائيا..
نعم تلك هي اللحظات المؤثرة والحاسمة في عيون وقلوب وضمائر المستضعفين (الشعب والجماهير) الذين طالما استعبدوا في كافة مرافقهم الحياتية والمتمثلة في عدم إيجاد لقمة العيش تحت سقف عزة النفس والكرامة التي داسها هذا الحاكم ولم يجد الحلول لأولئك المستضعفين الذين تاقت نفوسهم للعيش بكرامة، فأفقر الفقراء وجعلهم بلا عمل ومأوى ولا حتى فرصة عمل لطلاب وأكاديميين ومزارعين وحقوقيين، متمثلة في جميع القطاعات التي عانت من هذه الخروق اللاإنسانية ولأبسط حقوق العيش بكرامة.. فها نحن نشاهد بأم أعيننا لفظ تلك الجماهير بكافة شرائحها وطبقاتها، تثور وتنتقم لشرفها وعزة نفسها وكرامتها في لفظ الحاكم الجائر من هذا القبيل؟!
جميعنا يعي ماهي نتيجة الظلم على رقاب العباد والجماهير، وكم بالحري من رئيس نصب نفسه بانتخابات مزيفة وغير عادلة إطلاقا، يشهد على زيفها وعدم صلاحيتها ما يحدث من تلك الانتفاضة الثائرة بحقها أولا وبحق نزاهة دربها التي لا بد أن تزول بأسرع ما يمكن وان تحرر تلك الجماهير من السخرية الحاصلة بحقهم، والحصول على ديمقراطية صالحة ونزيهة تغير وتبدل مفاهيم الحياة الإنسانية، لتخلق أجواء مريحة للمواطن قبل أن تخدم الحكم وحاشيته؟!
والسؤال الذي يطرح اليوم: هل تلك الانتفاضة الشعبية التونسية سيكون لها المردود الايجابي في الانتقال إلى أنظمة حكم أخرى في عالمنا العربي؟
نعم ستكون علامة مؤشرة ونقلة نوعية في دحر الاستبداد واقتلاعه وتبديله، فيما لو استمرت تلك الأنظمة العربية في المغرب والمشرق على حالها في خنق وكبت الحريات بكافة مناحيها، وكلنا أمل أن تتعلم تلك الحكام من رؤساء وملوك وأمراء، مما يحصل في تنس ولتكن لهم عبرة ودرسا لمن يعتبر.. إن القرار الأول والأخير يبقى للشعب فقط في تقرير وجهة المصير للبلد وأبناءه.
ومن هنا نحي انتفاضة الشعب التونسي في الدفاع عن حقوقه وشرفه وانتزاعها عنوة من حكام لا يحترمون رأي الجماهير وما معنى كلمة ديمقراطيه والتي هي عبارة عن (احترام حقوق الإنسان المواطن) واحترام رأيه وعزته وكرامته، قبل أن يحاول مثل أولئك الحكام نهب ثروات الشعب التي تعود ملكا له أبدا.
وعلى أمل أن تتعلم الحكام درسا مما يحصل في تونس وقبل أن ينتقل إلى أقطار عربية أخرى، أصلحوا أنفسكم وأعطوا الحرية الكاملة للشعوب قبل أن تثور عليكم وتنتقم من تصرفاتكم .. والأدلة على ذلك كثيرة ما شاءا لله في أقطارنا العربية العالمية بين المشرق والمغرب..
وان كنت على خطأ فصححوني.