مدينة ...وشاحها أبيض...
لحد الساعة..لم افهم وجهة المرسوم
الذي يحمل عنوان* حملق الإنسان في المرآة*
أ..لأن...وجهه لا يقبل العزلة؟
أم أن هز الصمت هو الذي يعانق ظلمة ظله
أم لسبب آخر قد يكمن في ما اتخذ له
في البحر من سبل سربة؟
من يعرف الإنسان أمام المرآة
لا يعرف أدلته
التي يسعى من خلالها ان يخرج من منقوش الشعر
الى جروح قلب يحمل ما عاد بذاكرته
الى جرحين
جرح يدعي باسم الفاعل
و جرح يداويه بالخجل اتقاء لرمد العين
أمامه مرآة
و وراءه امرأة
و يحاصره النزف
أذكر انني عندما وقفت من ورائه أمام المرآة سمعته ...يواسيها..
بكلام الجن الذي يسكنه
* صفاء الفطرة هو الذي يجمع بين قلوب المعادن..*
و يوحد بين أجزائها
و يمحق حتى الفروق
فقلت: الكل: فوق الأرض
و الكل تحت سماء من عرض الجنة..
فكيف يحول هذا عن هذا
و يتحول الى الجهة تلك
اين تجري وديان الصمت
بدون ادلة
و أذكر ايضا...انني لا اعرف من سكان الدنيا الا موزع ألبان النوق
لتزرع في العروق
و لا تخلغ الذاكرة
و لا تراقب المنظر
و أخلع رأسي
في اليوم الذي اراه يضحك...ليبكي نفسه
و آتي لأسأله
ما بال وشاحك الأبيض
المخضب بالنجوم
و يداك التي تحمل رموزا
تلتف حول عنق الليل
لتحوله الى فراشات من ورد
و سنابل أطيار لم تولد
كنت اسمعك...
بعيناي..
كانت جدائلك تسيل كالصبح على الخدين
يا عسلا بريا
يذوب على الشفتين
لا تشكو شح العين
فالنحل
و فراخ الحبارى
و الفل
و عصافير مزغنة
و نخل * البوقالة
تسافر في عيناك ليلا
في سفر على الشطين
سيعود للدنيا صبحا
ليأمل آيات الله على الكون
كالليل حين يضفر
و يوقض الفرح
بخيوط من ضوء
على قباب المرمر
و أطيب من رائحة الزعتر
فهل تغفر تقصيري.
محمد داود