قضية غريبة تلك التي عايشها ''أحمد بن سالم'' المنحدر من منطقة مهدية بولاية تيارت، البالغ من العمر 38 سنة، والذي رجع إلى الحياة بعد عامين من تشييع جنازته بتاريخ 28 جوان 1996 إثر تبليغ عائلته من طرف مصالح الدرك الوطني، أن فلذة كبدهم عثر عليه مذبوحا من طرف الجماعة الإرهابية بدائرة الشارف بولاية الجلفة، غير أن الصدمة كانت أكبر لما عثر عليه على قيد الحياة بمستشفى الأمراض العقلية بعنابة. هو الخبر الذي نزل كالصاعقة على عائلة ''بن سالم'' بمنطقة مهدية، بعد اكتشاف أن ابنهم الذي توجّه إلى أداء الخدمة الوطنية بتاريخ 15 مارس 1995 لايزال حيا يرزق، بعد استدعائه للخدمة الوطنية ببوسعادة ومكث هناك مدة 6 أشهر، ليحول بعدها إلى ثكنة المويلح بولاية الجلفة، وفي شهر ديسمبر تسلّم إجازة نقاهة لمدة 21 يوما، نتيجة إصابته بمرض نفسي، ليعود إلى الثكنة بعد انقضاء الفترة المحددة في أوائل جانفي 1996 ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخباره. وبالموازاة مع ذلك، توصلت مصالح الأمن إلى جثة مذبوحة تم نقلها إلى مصلحة حفظ الجثث، ونسب الفعل الإجرامي إلى الجماعات الإرهابية. وبانقضاء شهرين اتصلت مصالح الدرك الوطني لدائرة مهدية بعائلة ''أحمد''، لتبليغها أنهم عثروا على جثة ابنهم المفقود، وتم استدعاؤهم من أجل تسلمه، وبالفعل شيعت جنازة الضحية ''أحمد بن سالم'' بحضور عائلته وأقاربه بعد اتخاذهم للإجراءات القانونية لعملية نقله من المستشفى ودفنه بمقر سكناه، أين حررت له شهادة وفاة والوثائق الإدارية اللازمة لذلك. ولم تتوقف معاناة الضحية عند هذا الحد، بالرغم من أن الجهات المعنية سوّت له كل الوثائق الإدارية بعد إعادته إلى الحياة مرة ثانية، إلا أن الضريح الذي دفن فيه ''أحمد'' والذي يحمل اسمه ومعلوماته الشخصية لايزال موجودا إلى غاية كتابة هذه الأسطر، والجثة لشخص مجهول لم تحدد بعد هويته ، خاصة وأن السلطات المعنية لم تتخذ أية إجراءات لانتشال الجثة وتحديد هوية صاحبها، وتعويض ''أحمد'' عن كافة الأضرار التي لحقت به برفقة عائلته.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-03-20, 05:48
صدق اولا تصدق
العرض العادي
