أمن العالم في أمن الماء
يقدر الخبراء الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية للماء ( الشرب – الطهي – الاستحمام – النظافة ... ) بخمسين (50) لترا للفرد في اليوم الواحد، أما الحد الأدنى من الماء الضروري لمجرد العيش فقد تم تحديده بخمسة (05) لترات في اليوم للفرد الواحد في المناطق معتدلة المناخ وفي حالة قيام الفرد بأنشطة متوسطة غير مجهدة .
إذا تركنا التقديرات النظرية إلى مستويات الاستهلاك الواقعية وجدنا تباينا فادحا، فالحد الأدنى لاستهلاك الفرد في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 250 لترا ، وفي هولندا يصل إلى 104 لترات ويتدنى إلى أربع لترات (04) للفرد الواحد في غامبيا بإفريقيا.
* المتابع لأحوال المياه على سطح كوكبنا المثقل بمشاكل وأزمات سكانه يصاب بالحيرة وربما بالدوار بسبب :
1- لأن الإحصائيات تتعدد مصادرها فتتفاوت الأرقام فيها تفاوتا ملحوظا.
2- الإحساس بشدة وطأة أزمة المياه وتعقدها ، إذ تتدخل فيها خيوط طبيعية وأصابع سياسية وتوجيهات اقتصادية مختلفة فيبدو الأمر وكأننا في متاهة حقيقية لا أحد يعرف يقينا من أين نبدأ وإذا بدأنا فهل هذا هو الطريق الصحيح وهل ينتهي بنا حقا إلى انفراج الأزمة.
3- إن عدد من يموتون كل سنة بسبب الأمراض الناجمة عن قلة الماء أو فساده يزيد على خمسة ملايين إنسان وهو عدد يساوي عشرة أضعاف ضحايا الحروب.
4- بعد ربع قرن من الآن سيعيش ( 3/2 ) ثلـثي سكان العالم في أوطان تعاني نقصا مؤثرا أو شحا خطيرا في الموارد المائية وهذا التوقع يخص سكان المناطق شبه الجافة في قارتي آسيا وإفريقيا.
5- إن السبب في هذا الشح للماء يعود بالدرجة الأولى إلى سوء تصرف البشر وعجزهم عن إدارة مواردهم المائية وإلى الظروف الطبيعية بعد ذلك.
6- إن التنافس العنيف على الموارد المائية يزكي نار التخوف من أن تمثل قضايا الماء في المستقبل بذورا لأزمات عنيفة تؤدي إلى حروب تهدد أمن العالم ، لأن الحروب التي شهدتها الأرض عبر العصور كانت في البداية من أجل البحث عن الموارد الزراعية، ثم من أجل المعادن ومصادر الطاقة وستكون في المستقبل من أجل الماء ، وما يتبع ذلك من حركات استعمارية وتناحر بين الـدول القويـة.