لم ألتقه يوماً ، ولم أسمع شيئاً من دروسه ، ولا تتعدى معرفتي به مشاهد عابرة على شاشة التلفاز ، حتى وقع زلزال 25 يناير ، وانجلى الليل البهيم عن صبح ولا أجمل ، ولا أمثل ، وفُتحت مصر فتحاً ثانياً ، بعد الفتح الإسلامى ، وبدأنا نسمع قصصاً ، وبطولات ، ونوادر ، ولم يكن فيها أسماءً ، كانت قصصاً لأشخاص لا يعرف أسماءهم إلا بعض أصدقائهم..
لذلك كانت بطولاتهم بدون أسماء، إلا بطل واحد أجمع كل من أعرفهم ممن كان فى ميدان التحرير ، على أن هذا البطل أتى فى ميدان التحرير بالعجائب ، وأنه أبلى بلاءاً خضع الكل لحسنه ، وأظهر شجاعة ، وإقداماً يشبه ما تقصُه علينا حكايات السلف الصالح ، وأنه ضرب مثالاً للعالم العامل ، الذي يتقدم الصفوف ويحرض المؤمنين ، وقد سمعت هذه الحكايات من كثيرين ، منهم من ليس محسوباً على التيار الإسلامي ، ولا معدوداً من معجبى الشيخ ، وقد سمعت بعض الثناء على بطولة الشيخ فى مجلس واحد من فقهاء السلفيين الضخام ، الذى أثنى على بلاء الشيخ ، وأمن على ثناء الحضور على الشيخ البطل ، وجمعني أمس مجلس برجل من العقلاء ، الذين يخرجون الكلام بحساب ، فلما جاءت سيرة الشيخ صفوت فى ميدان التحرير، صرخ الرجل ببطولات الشيخ ، وجرأته ، وجلده وهمته ، ثم أخبرني أنه فى يوم موقعة الجمل ، وحين كاد الثوار أن يهنوا ويسقطوا من الإعياء ، وحين كانت الثورة كلها على المحك ، أخذ الشيخ ( صفوت) مكبر الصوت وقال : من يبايعني على الموت ؟ فبايعه خمسة آلاف ، انقضوا على صفوف البلطجية ، فقلبوا موازين المعركة ، فكانت هذه هي لحظة انتصار الثورة الفعلية .
أيها البطل شكراً على كل شيء ، جزاك الله عنا وعن الإسلام وعن مصر خير الجزاء، شكراً على أن عملت بما علمت، وشكراً على أن جعلت لنا نصيباً فى هذا النصر المبارك، شكراً وننتظر منك المزيد ، لا نزكيك على ربك هو حسيبك وهو على كل شيء شهيد.