مدرسة الجمباز بدار الشيوخ تنجب أبطالاً للجزائر ...يتحدون الجميع... يحصدون الميداليات.

[عادل الجلفاوي]

مدرسة الجمباز بدار الشيوخ تنجب أبطالاً للجزائر ...يتحدون الجميع... يحصدون الميداليات... و يطمحون للعالمية



عجيب أمر هذا الرجل...ساورته فكرة منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، مبنية على دراسات علمية تؤكّد أن أبناء سهوب الجزائر لهم من الإمكانات ما يؤهلهم لأن يصبحوا أبطالا في مختلف الرياضات...فكان التحدي...و كانت النتائج...
في طريقنا إلى مدينة دار الشيوخ، اختلجت أفكارنا عدّة أسئلة جوهرية محيّرة...كيف تمكن الرجل من انشاء مدرسة للجمباز أصبحت تنافس كبريات المدارس الوطنية العريقة في وقت وجيز، هل هي طفرة ؟... أم معجزة؟... أم هي الحقيقة ؟... حقيقة العمل و الإرادة و التضحية، حقيقة التحدّي الذي رفعه السيد فورار محمد عجيب و أسّس النادي الرياضي للجمباز في عمق السهوب... بدار الشيوخ..


عند ولوج القاعة، يخيّل إلى ناظريك أنك في إحدى القاعات العريقة بأوروبا، حيث النظام و الإنضباط ، الخفّة و الرشاقة..الفرجة و المتعة...حتى الجداريات تتناسق مع حركات الأبطال في تزامن عجيب ...



عجيب أمر هذا الرجل...ساورته فكرة منذ بداية الثمانينات مبنية على دراسات علمية تؤكّد أن أبناء سهوب الجزائر لهم من الإمكانات ما يؤهلهم لأن يصبحوا أبطالا في مختلف الرياضات... فالشاب في منطقتنا مؤهل غريزياً لأن يصبح بطلاً، حيث البيئة المناسبة، و التغذية المساعدة للصقل و التهذيب ....فجال الرجل و صال في السهوب منشئاً المدارس... مستثمراً في الرجال... حتى استقر ببلدة آبائه الذين تعرف عليهم منذ زمن قصير...فكانت البداية.... و كانت النتائج المبهرة...


السيد فورار محمد عجيب ابن مدينة تيسمسيلت ، ذو الأربعين سنة، مدرب وطني سابق في رياضة الجمباز، خريج معهد الرياضة ببني مسوس بالجزائر، يتحدى الجميع و يؤسس في سنة 2004 نادي رياضي في اختصاص الجمباز ببلدة دار الشيوخ (40 كلم شمال شرق عاصمة الولاية) التي لا تملك تقاليداً في هته الرياضة مثلها مثل باقي المدن الداخلية للوطن...و التي أضحت فيما بعد قطباً في الاختصاص، و حاضنة للفريق الوطني الجزائري....يحصد الميداليات، و يتربع على عرش الجمباز بعد سنتين من دخول المنافسة...

الرياضي هرام الحبيب على الحصان
خاض المدرب محمد عجيب تجارب مختلفة، منها تأسيس أول مدرسة له بمنطقة النعامة و تحصّل رياضيوها على ألقاب وطنية و كذا مراتب مشرفة عالمية...

كان في كل مرة يتحدى الصعاب، فانطلق لوحده ينشئ النواة الأولى للفريق بدار الشيوخ (الجلفة)، فكانت البداية محتشمة، و كثرت العراقيل من طرف الجمعيات و مسئولي القطاع...كيف لا و فريقه الأوحد في كامل تراب الولاية، اعتبره البعض جسماً غريباً عن المنطقة...

استثمر الرجل في أبناء البلدة ، و سخّر لهم كل ما يملك من تجارب و تقنيات، فالتفّت حوله بعض العائلات و منحوه بعدما اقتنعوا بإصراره و عزمه و إرادته الفولاذية، الدعم اللازم لمواصلة المشوار...



الجمبازي شريط حاتم على العمودين المتوازيين

استغرق العمل سنتين كاملتين من التدريب الفيزيولوجي الشاق ، لينخرط فيما بعد في المنافسات الجهوية و الوطنية....فكان فريقه يتألق في كل مرة، و يحصد الميداليات من دورة لأخرى...حتى تمكن من التربع على عرش رياضة الجمباز في فئة الإناث (مدللات و صغريات)، و أصبح يزاحم كبريات الفرق الوطنية في فئة الذكور (مدللين، أصاغر و أواسط)....
يقول السيد فورار "لدى رياضيي الفريق من المؤهلات ما يمكّنهم من الذهاب بعيداً و خاصة في المنافسات العالمية... و لا ينقصهم إلا بعض وسائل التدريب الضرورية....منها ما تم إرساله من طرف الفيدرالية الوطنية للجمباز و لم يتم تسلّمه بعد....."

تحصل فريق نجوم الجمباز بدار الشيوخ في المنافسات الوطنية الأخيرة على 91 ميدالية منها 36 ميدالية ذهبية....

الجمبازية هرام تقية في لقطة استعراضية

ففي البطولة الوطنية للتامبلين و الترمبولين التي جرت وقائعها بقصر البخاري في 12 جوان 2008، تحصلت إناث دار الشيوخ على جميع الميداليات ، و كان التنافس بين عضوات فريق دار الشيوخ فقط....أما الذكور ، ففي صنف الأصاغر فاز الفريق بكل الميداليات الممنوحة...و في صنف المدللين عادت الميدالية الذهبية لفريق البليدة ثم الفضة و البرونز لنجوم دار الشيوخ....

أما الدورة الثانية للجمبازيين الشباب التي جرت بباب الزوار أيام 25-28 جويلية 2008، فقد حصدت بنات نجوم دار الشيوخ على كل الميداليات في صنفي المدللات و الصغريات بمجموع 06 ميداليات مابين ذهب و فضة و برونز....أما الذكور فقد تحصلوا على 02 ذهبية، 03 فضية و 03 برونزية ....

فريق نجوم الجمباز لدار الشيوخ رفقة المدرب الظاهرة "فورار محمد عجيب"



صورة للمدرب فورار محمد عجيب مبرزاً إنجازاته السابقة

يتكون فريق الإناث لدار الشيوخ من 03 مدللات هن: هرام تقية، شريط ناجية و بن قدور زليخة

المدللة هرام تقية



المدللة شريط ناجية



المدللة بن قدور زليخة
يتكون فريق الإناث لدار الشيوخ من 03 صغريات هن: زوخ يمينة، بن قدور أحلام و هرام زهية





الصغيرة زوخ يمينة

الصغيرة بن قدور أحلام



الصغيرة هرام زهية

يتكون فريق الذكور لدار الشيوخ من 06 مدللين هم: بن ناجي اسماعيل، شريط حاتم، بن قدور البشير، بن قدور الصادق، هرام الحبيب و بوداب أيوب

المدلل بن ناجي اسماعيل




المدلل شريط حاتم



المدلل بن قدور البشير




المدلل بن قدور الصادق



المدلل هرام الحبيب

يتكون فريق الذكور لدار الشيوخ من 03 أصاغر و رياضي 01 في صنف الأواسط هم: بريم شوقي ، بن ناجي عبد القادر ، بوداب عبد الحق و بن قدور محمد

الرياضي بريم شوقي (أصاغر)



الرياضي بن ناجي عبد القادر (أصاغر)



الرياضي بن قدور محمد (أواسط)

يقوم مؤسس الفريق على تدريب أعضائه يومياً بإرادة وحزم، و بوسائل أقل ما يقال عنها بدائية و لا ترقى للمقاييس الإحترافية... و يسعى في تكوين شباب يساعدونه في مهامه ، و يخلفونه كمدربين من بعده...
السيد فورار ليس مدرباً فقط بل أيضاً فنان بمعنى الكلمة، ففي كل سنة و خلال شهر رمضان الكريم يقوم بإعادة رسم جدران قاعة التدريبات بلوحات مميّزة و معبّرة، يتحدى من خلالها الوضعية المزرية التي يعيش فيها، فهو لايزال و منذ أربع سنوات يسكن إحدى الغرف بالمركب الرياضي، فهي الملاذ الوحيد له...و يتطوع له السكان المجاورين للقاعة بكرمهم الحاتمي المعهود....
يشكر المدرب "محمد عجيب فورار" الله أولاً على نعمه، و كل من ساند فريقه الشاب، و على رأسهم إذاعة الجلفة الجهوية التي قامت بالتعريف بالفريق داخل عائلات المنطقة ...و يأمل أن تكون نتائج فريقه للسنة المقبلة أحسن و أفضل ...خاصة و أنه يحضر للبطولة العالمية التي ستجرى ببلغاريا، و البطولة الإفريقية بمصر..و التي ستتطلب مجهودات مضاعفة، و موارد أكثر...
منقول عن الاخ السعيد بلقاسم
تقبلواااااااااااااااااا تحيات عادل الجلفاوي

[عادل الجلفاوي]

واصلواااااااااااااااااااااا جهودكم لرقب بالجزائر الي مصاف العالمية