واشنطن تهدد بإجراء ردًا على قمع المتظاهرين الليبيين

[عماري]

نددت الولايات المتحدة وفرنسا بقمع الحكومة الليبية للمتظاهرات المطالبة بإسقاط الزعيم معمر القذافي والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات في الاحتجاجات المتواصلة منذ الثلاثاء الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الأحد إنها قدمت اعتراضات شديدة اللهجة للحكومة الليبية بشأن "استخدام القوة القاتلة مع متظاهرين مسالمين"، وسط اتهامات للقذافي باستخدام القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين خاصة في بنغازي ثاني أكبر مدن البلاد حيث قتل المئات حتى الآن.
وقال المتحدث باسم الوزارة بي.جيه كراولي "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق مع ورود تقارير وصور مقلقة من ليبيا". وحثت الخارجية العاملين بالسفارة الأمريكية بطرابلس على مغادرة ليبيا، كما حثت الرعايا الأمريكيين على إرجاء السفر إلى هناك إذا لم يكن ضروريا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئول أمريكي في واشنطن تعقيبا على كلمة نجل الزعيم الليبي التي ألقاها ليل الأحد "نحلل كلمة سيف الإسلام القذافي لنرى ما تنطوي عليه من احتمالات لإصلاح جاد".
وكان سيف الإسلام أحد ابناء القذافي هدد عبر التلفزيون الحكومي بأنه "سنقاتل حتى آخر رجل وحتى اخر امرأة وحتى آخر طلقة"، لكنه وعد بإجراء حوار عن الإصلاحات وزيادة الرواتب.
وحذرت إدارة الرئيس باراك أوباما من أن الحكومة الليبية قد تواجه عواقب إذا لم تلتفت للتحذيرات لكبح جماح قواتها الأمنية واحترام حق المواطنين في الاحتجاج. وقال مسئول أمريكي "نبحث كل الاجراءات الملائمة" دون أن يحدد نوعية الاجراءات التي قد تلجأ لها واشنطن.
لكن المسئولين الأمريكيين أحجموا عن الدعوة الى تغيير نظام القذافي، حيث تتمتع الولايات المتحدة فيما يبدو بنفوذ على القذافي أقل كثيرا من الذي مارسته في الأسابيع الأخيرة مع حليفتيها الوثيقتين مصر والبحرين حيث قدم الزعيمان تنازلات في مواجهة الانتقادات الأمريكية للحقوق السياسية.
وتراقب واشنطن عن كثب التطورات التي تحدث بسرعة في ليبيا حيث امتدت الاضطرابات الى العاصمة طرابلس بعد أن قتل عشرات المحتجين في شرق البلاد. وقال المسئول الأمريكي إنه يجري إطلاع الرئيس أوباما بشكل منتظم على التطورات وقد طلبت إدارته "إيضاحا" من مسئولين ليبيين كبار عن تصرفات قوات الأمن الليبية.
من جانبه، حث الناطق باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان الاثنين المجتمع الدولي على أن يبذل كل ما في وسعه حتى لا تنزلق ليبيا إلى حرب أهلية.
وأضاف في مقابلة مع إذاعة "اوروبا 1": "يساورنا قلق بالغ ونشعر بصدمة شديدة وندين ما يحدث بقوة. هذا العنف الذي لم يسبق له مثيل الذي قد يتحول الى حرب أهلية طويلة شديدة العنف".
وقال: "بدأ القمع ويجب بذل كل الجهود على المستوى الدبلوماسي لتنسيق المواقف الأمريكية والأوروبية لمنع حدوث شيء عنيف".
وليبيا من كبريات الدول المنتجة للطاقة وبها استثمارات كبيرة لشركات مثل بي.بي البريطانية وايكسون موبيل الامريكية وايني الإيطالية فضلا عن شركات أخرى.

المصدر:مفكرة الإسلام