أدوار الأستاذ المرشد التعليم ا
تمهيـــــد:
يعد الأستاذ المرشد من أهم الأطر التربوية التييمكن لوزارة التربية الوطنية المغربية الاعتماد عليها في تأطير المدرسين والطلبةورجال الإدارة ، و الاستعانة بها في تكوين هؤلاء تكوينا معرفيا ومهنيا من أجل الرقيبالمدرسة الوطنية نظريا وتطبيقيا، والسمو بها إلى أعالي المجد والعطاء والتقدموالازدهار. وقد جاء التفكير في إطار الأستاذ المرشد مع المخطط الاستعجالي الذياستهدف الرفع من مستوى الإشراف عن طريق البحث عن آليات جديدة للدعم والتقويموالتوجيه، وخلق إطار جديد لإرشاد طلبة مدارس التكوين، وتوجيه المدرسين الجدد ،وتقوية ملكاتهم المعرفية ، ودعم ممارساتهم المهنية، وإن كان الأستاذ المرشد فيالحقيقة ماهو إلا اسم وترقيع جديد لمفهوم المرشد التربوي.
إذن، من هو الأستاذالمرشد؟ وماهي أهداف الإرشاد التربوي؟ وماهي أدوار الأستاذ المرشد ؟ وما هي الأنشطةالمنوطة به؟ وكيف يمكن الرفع من مستوى الإرشاد التربوي ماديا ومعنويا؟ تلكم هيالأسئلة التي سوف نحاول الإجابة عنها في هذه الدراسة التي بينأيديكم.
مفهــــوم الأستـــاذ المرشـــد ؟q
الأستاذ المرشد هو أستاذتربوي مكون ومؤطر يمارس مهامه واختصاصاته تحت مسؤولية المشرف أو المفتش . وبالتالي،فهو شريكه التنفيذي الفعال، ومساعده الأيمن في تنفيذ مهام التأطير والإشرافوالمراقبة والتكوين والتفقد. ويشتغل الأستاذ المرشد كما هو معلوم في إطار برنامجالعمل الذي يسطره المفتش، ويضعه لخدمة مقاطعته التربوية .
ولا فرق عندنا بينالأستاذ المرشد والمرشد التربوي ماداما يمارسان معا مهمة التدريس، ويقومان بعمليةالتأطير والمراقبة والتكوين والتوجيه تحت إشراف المفتش. لكن هناك فرق واضح وجلي بينالمفتش والأستاذ المرشد؛ لأن المفتش هو الذي يوجه الأستاذ المرشد ، ويضع له خططالعمل التي ينبغي الالتزام بها على مستوى التأطير والتكوين والإشراف ، ويقوم بعمليةالمراقبة والتفتيش واتخاذ قرار الثواب والعقاب في حق المدرسين. بينما الأستاذالمرشد يهتم قبل كل شيء بالإرشاد والتوجيه وتقديم الدعم والمساعدة للسادة المدرسينليس إلا. ومن هنا، فالأستاذ المرشد هو مساعد تنفيذي مؤقت ، يمكن أن يعود إلى منصبهالأصلي فور الانتهاء من مهمته التي كلف بأدائها، بينما المفتش إطار رسمي قائم بذاتهله حقوق وواجبات أمام الإدارة المسؤولة.
ومن هنا، فالأستاذ المرشد هو الذي يقومبتوجيه:" المدرسين ومساعدتهم وتنشيطهم وقيادتهم لنقد وتقويم ودراسة اتجاهاتهموخبراتهم الفردية، وأوجه نشاطهم وطرقهم التربوية، حتى يمكنهم بذل الجهد لتحقيقأهداف التعليم".
وإذا تتبعنا جميع دلالات الإرشاد التربوي لغويا ومعجميا،فستحيلنا الكلمة قاموسيا على تقديم المساعدة والدعم والعون للأفراد أو الجماعات فيمجال معين. بينما تعني الكلمة في الدلالات الاصطلاحية تقديم مجموعة من المساعداتللمدرسين في المجال الديداكتيكي والبيداغوجي من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية – التعلمية، مع توجيههم لتنظيم إيقاعهم المدرسي على أسس علمية مضبوطة قائمة علىالتخطيط والتشخيص وصياغة إستراتيجية تعليمية هادفة وبناءة ومبدعة .
وعليه،فالأستاذ المرشد هو الذي يكون عمله بمثابة عملية تربوية تعاونية توجيهية وإرشاديةفنية، ويكون أيضا عبارة عن قيادة تشاورية، وإنسانية، وعلمية، ومرنة، وإبداعية،وشاملة. والغرض من كل هذا هو مساعدة المدرسين على الارتقاء بمهاراتهم المعرفيةوالمهنية، وتقويم العملية التعليمية- التعلمية، وتطويرها أسسها النظرية والمهنية.
تاريــــخ الإرشــاد التربـــوي:q
من المعروف أن الإرشادالتربوي ارتبط ارتباطا وثيقا بالمدرسة التعليمية والمؤسسات التابعة لها أفقياوعموديا. وبالتالي، فقد ظهر الأستاذ المرشد أو المرشد التربوي كإطار في الدولالغربية المتقدمة بصفة عامة وإنجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكيةبصفة خاصة.
وهكذا، فقد ظهرت المذكرة المحدثة لإطار المرشد التربوي Conseiller pédagogique بفرنسا في 29 نوفمبر سنة 1973م تحت رقم 73- 508. وقد حدد مرسوم 22يناير من سنة 1985م ثمانية أصناف من المرشدين التربويين، وهم: المرشد التربويالعام، والمرشد التربوي الخاص بالتربية البدنية، والمرشد التربوي للتربيةالموسيقية، والمرشد التربوي للفنون التشكيلية، والمرشد التربوي للغات والثقافاتالجهوية، والمرشد التربوي للتكنولوجيات والموارد التربوية.
وقد ارتضت بعض الدولالعربية الأخذ بنظام الإرشاد التربوي على غرار الدول الغربية المتقدمة تربويا كماهو حال البحرين، والمملكة العربية السعودية ، والكويت ، ومصر، والأردن، وسلطنةعمان، والمغرب...
تاريخ ظهــور الأستاذ المرشـــد فيqالمغـــرب:
عرف المغرب إطار الأستاذ المرشد أو المرشد التربوي بعد الاستقلالمباشرة مع ظهور مدارس تكوين المعلمين، وانبثاق المراكز التربوية الجهوية لأساتذةالسلك الأول ، وتأسيس المدارس العليا المكلفة بتكوين أساتذة السلك الثاني ، حيث كانالمرشد التربوي يستقبل المدرسين المتدربين، فيقدم لهم دروسا تجريبية للاستفادة منهاعمليا. ثم ، يقوم بتوجيههم توجيها ديداكتيكيا وبيداغوجيا، وتكوينهم تكوينا نظريامرفقا بتداريب مهنية وعملية. بل هناك من المرشدين من كان يزاول مهمة التدريسوالتأطير والتكوين في المراكز التكوينية ، فيلقنون الطلبة المتدربين مادة التربيةالخاصة والبيداغوجيا العامة، وكانوا يشرفون أيضا على البحوث التربوية، ويسهرون علىتصحيحها وتقويمها ومناقشتها.
ومع تكاثر انشغالات المفتش المؤطر، وتزايد عددالمدرسين ، وكثرة المقاطعات والمناطق التفتيشية، وتقلص عددهم، ارتأت وزارة التربيةالوطنية في إطار المخطط الاستعجالي أن تقوم بدعم التأطير التربوي عن طريق إيجادإطار جديد هو الأستاذ المرشد أو المرشد التربوي. ومن هنا، فقد ظهرت المذكرةالوزارية رقم 155 بتاريخ10 نونبر 2009 م لتستوجب ذلك بشكل قانوني فوريواستعجالي.
وتنص المذكرة الوزارية الجديدة على مجموعة من الحيثيات والظروفوالأسباب التي استلزمت إعادة هذا الإطار التربوي من جديد إلى الساحة التعليمية بعدانقطاع فترة من الزمن، تقول المذكرة:" فتفعيلا لتدابير البرنامج الاستعجالي الراميةإلى تحقيق مدرسة النجاح؛ وبغية الارتقاء بالقدرات التدريبية للأستاذات والأساتذة ،وتوطيد علاقات التعاون وتبادل الخبرة بينهم، وإحداث دينامية جديدة في مجالاتالتكوين والتأطير المباشر للأساتذة، فقد تقرر ابتداء من الدخول المدرسي 2009-2010العمل بصيغة مهمة الأستاذ المرشد " .
وعليه، فمن الأسباب التي استدعت إيجاد هذاالإطار التربوي الجديد في الموسم الدراسي 2009-2010م حسب المذكرة الوزارية رقم 155نستحضر الحيثيات التالية:
1- تنفيذ مشاريع البرنامج الاستعجالي؛
2- تحقيقمدرسة النجاح بكل آلياتها؛
3- الرفع من مستوى الأساتذة مع الارتقاء بقدراتهمالكفائية؛
4- ربط علاقات التعاون المثمر مع المدرسين؛
5- تبادل الخبراتالتعليمية والتعلمية بين المرشد والمدرسين ؛
6- استثمار الكفاءات الموجودة فيالقطاع التربوي لتحضيرهم لمهمة الإرشاد التربوي؛
7- تشكيل فرق العمل لتنفيذالمخطط الاستعجالي وترجمته ميدانيا؛
8- تفعيل برنامج العمل التربوي؛
9- تنفيذالتوصيات والمقترحات التي أسفرت عن اللقاءات الجهوية للسادة المفتشين.
وترىالمذكرة الوزارية أيضا أن الأستاذ المرشد التربوي يتميز"بالكفاءة والجدية والمثابرةوالرغبة والحماس والقدرة على مساعدة زملائه. ويتم انتقاؤه من بين الأستاذاتوالأساتذة المترشحين لهذه المهمة التي يكلف بها لمدة سنة قابلة للتجديد تبعا لمايشهد به ملفه الإداري والتربوي وملف الترشيح.
ويكلف بالنسبة لسلك التعليمالابتدائي بكل مؤسسة تعليمية أو بمؤسسات تعليمية متقاربة أستاذ مرشد واحد، شريطةألا يتجاوز مجموع الأساتذة 30 أستاذا. أما بالنسبة للتعليم الثانوي فيكلف الأستاذالمرشد على صعيد منطقة التفتيش وفقا للتخصصات."
وتحدد المذكرة الوزارية كذلكمجموعة من الأهداف من وراء عملية الإرشاد التربوية، فتستجليها في الغاياتالتالية:
1- نهج سياسة القرب في التأطير والمواكبة والتتبع؛
2- تدعيم التعاونوتبادل الخبرات بين الأساتذة؛
3- تفعيل مشروع المؤسسة؛
4- تشجيع المبادراتالجادة والمتميزة؛
5- التطبيق التدريجي لصيغة الأستاذ المرشد مع مراعاة ماتقتضيه خصوصيات وظروف كل جهة ومنطقة تربوية.
وتحصر المذكرة الوزارية رقم 155مهام المرشد التربوي في الوظائف التالية:
1- التنسيق بين الأساتذة؛
2- المساهمة في توفير الشروط المادية والتنظيمية للقاءات التربوية التي يعقدها مفتشالمقاطعة؛
3- مساعدة المفتش على تقويم التعلمات وإعداد العدد التربويةوالديداكتيكية لفائدة الأساتذة؛
4- تأطير الأستاذات والأساتذة ، خصوصا المبتدئينمنهم تحت إشراف المفتش؛
5- المساهمة في إعداد التقارير التربوية تحت إشرافالمفتش؛
6- المساهمة في إنجاز البحوث والدراسات الميدانية.
وبعد ذلك، يرفعالأستاذ المرشد عبر السلم الإداري تقارير مكتوبة عن أنشطته إلى المفتش، و يرفعهاالمفتش بدوره في شكل تقارير تركيبية إلى المصالح الإقليمية، يبين فيها أنشطةالأساتذة المرشدين التربويين التابعين لمنطقة التفتيش نهاية كل أسدس."
زد علىذلك، تحدد المذكرة الوزارية طريقة تعيين المرشد التربوي، فتحصر ذلك في جميعالأساتذة بشرط التوفر على الخبرة الكافية في مجال التدريس، والتمكن من منهاج المادةأو المواد المدرسة، والقدرة عل التواصل.
هذا، ويتضمن ملف الترشيح طلبا خطيا منقبل الأستاذ المرشح، وتقديم نهج السيرة الذاتية، ووضع مشروع شخصي يتناول برنامجالعمل السنوي. وبالتالي، يرسل الملف عبر السلم الإداري في ثلاث نسخ إلى النيابةالإقليمية، فتحيل ذلك على لجنة تضم المجلس الإقليمي للتنسيق، بالإضافة إلى مفتشاتومفتشي المنطقة. وتعد النيابة بناء على اقتراح اللجنة رسالة تكليف بمهمة الأستاذالمرشد، وتبعثها للمعني بالأمر عبر السلم الإداري."
هذه هي مجمل التوصياتالمقترحة من قبل وزارة التربية الوطنية المغربية عبر المذكرة رقم 155 بتاريخ 10نوفمبر من سنة 2009م، وهي مذكرة تنفيذية لقرارات المخطط الاستعجالي من أجل إنقاذالنظام التربوي المغربي من مهاوي الانحطاط و السقوط والتردي .
أنــــواعqالمرشديــن التربويين:
يمكن الحديث عن أنواع عدة من المرشدين التربويين فيمنظومة التربية والتعليم المغربي، فهناك المرشد النفسي، والمرشد الاجتماعي، والمرشدفي التخطيط والتوجيه والإعلام، ومرشد تربوي خاص بالمدرسة، ومرشد تربوي خاصبالمقاطعة التفتيشية، ومرشد خاص بالأساتذة، ومرشد خاص بالجامعة( رئيس الشعبة). وهناك أنواع أخرى حسب المواد: أستاذ مرشد في اللغة العربية، وأستاذ مرشد في مادةالاجتماعيات، وأستاذ مرشد في مادة العلوم الطبيعية، وأستاذ مرشد في مادة الفلسفة،وأستاذ مرشد في التربية البدنية، وأستاذ مرشد في الفنون التشكيلية، وأستاذ مرشد فيمادة الرياضيات، وأستاذ مشرف في مادة الفيزياء ، الخ...
أهــــداف الإرشادqالتربوي:
من الأكيد أن يكون لعمل الأستاذ المرشد مجموعة من الأهداف والغاياتالقريبة والبعيدة، وتتجلى هذه الأهداف في العناصر التالية:
1- خلق مدرسة النجاحالحقيقية عن طريق خلق آليات التأطير التربوي؛
2- استثمار الكفاءات التعليميةالجادة في مجال التأطير والمراقبة والإشراف قصد التقرب من الأساتذة توجيهاوإرشادا؛
3- الرفع من مستوى التعليم المغربي عبر الرفع من مستوى التأطيروالتكوين والمراقبة؛
4- تحقيق التنمية الشاملة ، وتفعيل الجودة التربوية كماوكيفا بواسطة تحسين آليات التأطير والتقويم والتتبع والمواكبة والمراقبة؛
5- دعمالتعاون البناء بين الأساتذة على مستوى تبادل المعارف والخبرات والتجارب؛
6- إحداث التغيير الإيجابي في أداء المدرسين الجدد؛
7- العمل على خلق جو مناسب منأجل نجاح عمليات التعليم والتعلم؛
8- تفعيل مشروع المؤسسة؛
9- مساعدةالأساتذة الجدد لتحقيق ذواتهم وكفاءاتهم؛
10- تحسين سير العملية التربوية،وتطوير المناهج التربوية.
تلكم هي أهم الأهداف التي ينبغي أن يعمل من أجلهاالأستاذ المرشد لكي يتبوأ التعليم المغربي مكانته اللائقة به بين دول العالم بصفةعامة وبين الدول العربية بصفة خاصة.
أدوار الأستــــاذqالمرشـــد:
من المعروف أن للأستاذ المرشد مجموعة من المهام والمسؤولياتوالأدوار التي ينبغي تحقيقها وتنفيذها ضمن واجباته المهنية، فقد تكون أدوارا هامةأو خاصة.
وتتمثل هذه المسؤوليات الجسيمة التي ينبغي أن يقوم بها الأستاذ المرشدتحت إشراف المفتش وبموافقة منه في الأدوار التالية:
1- مساعدة السادة الأساتذةوخصوصا المبتدئين منهم في مجال البيداغوجيا والديداكتيك؛
2- توجيه المدرسينوإرشادهم نمائيا وإبداعيا وقائيا وعلاجيا؛
3- تكوين المدرسين وخاصة الجدد منهمنظريا وتطبيقيا؛
4- عقد لقاءات خاصة مع المدرسين المتدربين والمتمرنين من أجلالرفع من قدراتهم الأدائية نظرية وممارسة؛
4- تأطير السادة الأساتذة وتكوينهموتقويمهم عبر الزيارات الصفية تربويا وعمليا؛
5- المساهمة بالبحوث النظريةوالميدانية من أجل دعم المدرسين ومساعدتهم معرفيا ومهنيا؛
6- تكوين المدرسينالجدد في مجالات التشريع والتربية الخاصة والعامة؛
7- إنشاء فرق تربوية للبحث فيقضايا تربوية ومعرفية خاصة وعامة؛
8- وضع تصور عام أو إعداد مشروع للبحثوالتكوين والتأطير؛
9- العمل في البداية على تكوين المدرسين المبتدئين أوالمتدربين أو المقبلين على امتحانات الكفاءة المهنية، والإكثار من الزياراتالصفية؛
10- تعريف الأساتذة و المدرسين بما استجد في الساحة التربوية من قضايابيداغوجية وديداكتيكية معاصرة؛
11- التنسيق بين الأساتذة ؛
12- توفير الشروطالمادية والتنظيمية لإنجاح اللقاءات التربوية التي يعقدها مفتش المقاطعة؛
13- تشجيع المدرسين الناجحين إشادة وتنويها، ونصح المقصرين منهم توجيها وإرشادا؛
12- النيابة عن مفتش المقاطعة في عملية الإخبار والتواصل والتفاوض مع الشركاء والفرقاءالخارجيين؛
13- مساعدة المدرسين على تنظيم زمنهم المدرسي، ودفعهم للعنايةبوثائقهم التربوية؛
14- تتبع مشاريع المؤسسة التربوية ، والمساهمة في إعدادهاوتطبيقها وتقويمها ؛
15- البحث عن مشاريع تربوية جديدة، ومساعدة المدرسين علىتحقيقها بشكل فردي أو جماعي؛
16- مساعدة المدرسين ، وخاصة الجدد منهم ، علىتنفيذ واجباتهم اليومية ، ومساعدتهم على تنظيم دروسهم من خلال وضع تصور واضح حولالمدخلات والسيرورات العملية والمخرجات والفيدباك؛
17- الاستجابة الفورية لكل مايطلب منه المدرسون من مساعدات ونصائح وإرشادات استشارية؛
18- تقديم كل المساعداتللمدرسين الذين يتقدمون للامتحانات المهنية أو امتحانات الكفاءة؛
19- إعدادالتقارير التربوية تحت إشراف مفتش المقاطعة؛
20- العمل على تحديد حاجياتالمدرسين، ووضع برنامج للتكوين والتأطير، والأخذ بالمراقبة التربوية الفاعلة.
هذه هي- إذن- أهم الأدوار العامة والخاصة التي يجب على الأستاذ المرشد القيامبها في أجواء مناسبة وظروف تربوية وإدارية لائقة.
الشــــروطqوالكفايـــات:
لا يمكن إسناد مهمة الأستاذ المرشد لأي أستاذ مهما كان ، إلاإذا توفرت فيه مجموعة من الشروط والكفايات والمؤهلات الضرورية مثل:
1- أن يكونحاصلا على شواهد علمية ومهنية عالية؛
2- أن يكون ذا ثقافة واسعة ومتعددة المناحيوالجوانب؛
3- أن يكون متمكنا من مادة الاختصاص؛
4- أن يكون عارفابالبيداغوجيا والديداكتيك؛
5- أن يكون متعدد اللغات ، وقادرا على التواصل كتابةوتعبيرا؛
6- أن يتوفر على خبرة مهنية في قطاع التعليم تتعدى خمس عشرة سنة علىالأقل؛
7- أن يكون مثقفا نشيطا ذا إشعاع علمي ومهني في الوسط الثقافي أوالمهني؛
8- أن يكون مطلعا على مستجدات التربية والتعليم؛
9- أن يكون عارفابأصول كتابة التقارير والبحوث والدراسات؛
10- أن يكون ملما بمبادئ الإشرافوالتأطير والإرشاد التربوي؛
11- أن تكون له القدرة على وضع برامج تدريبيةوإستراتيجية عامة وهادفة لإرشاد المدرسين على اختلاف أصنافهم؛
12- أن يكون ملفهالإداري والمهني إيجابيا؛
13- أن يكون هندامه أنيقا ومظهره محترما؛
14- أنيكون متمكنا من التكنولوجيات المعاصرة قصد توظيفها في مجال الإرشاد التربوي؛
15- أن يكون مزودا بمعرفة تامة بالتقنيات الإعلامية الرقمية الجديدة لتسخيرهافي أداء أدواره التأطيرية والإرشادية؛
16- أن يكون قادرا على التواصل والمواجهة،واثقا بنفسه، وبقدراته العلمية والمهنية.
وهناك بعض الشروط الأخلاقية كأن يكونإنسانا متواضعا يحب الجميع، ويحترم الآخرين، ويتقبل آراءهم، ويكون شخصا إنسانياومرشدا ديمقراطيا في مواقفه، فيتحلى بالأخلاق الحميدة ليكون قدوة للآخرين. علاوةعلى ذلك، فعليه، أن يواظب على عمله بشكل مستمر، فيحترم الوقت، ثم يتقن عمله إتقاناجيدا، ثم يوفر أجواء المحبة والمودة في وسط المدرسين. ويشجع الفاعلين التربويين علىالإبداع والتجديد والابتكار والحوار البناء، والاشتغال في فريق تربوي وبشكل جماعي.
وقد حدد محمد الدريج مجموعة من الكفايات التي ينبغي أن تتوفر في المشرف التربوي، وتتوفر كذلك في الأستاذ المرشد كامتلاك الكفايات العلمية والمعرفية والتكنولوجية،والكفايات التعليمية، وكفايات البحث، وكفايات التخطيط، وكفايات التنشيط التربويوالابتكار والتجديد، وكفايات التنظيم والتنسيق وتسيير الإدارة التربوية، وكفاياتالتواصل المهني والعلاقات الإنسانية، وكفايات التقويم والمتابعة.
qمناهـــج الإرشـــاد التربـــوي:
يمكن للأستاذ المرشد أن يعتمد على مجموعةمن المناهج في تكوين المدرسين إشرافا وتأطيرا وتقويما، وخاصة أثناء التعامل معهم،والأخذ بيدهم من أجل تحقيق النجاح ماديا ومعنويا. ومن هذه المناهج يحق لنا التحدثعن المقاربات التالية:
1- المقاربة التشاركية: تعتمد هذه المقاربة على إشراكجميع الفاعلين التربويين في الإيمان بفلسفة العمل والاجتهاد والإبداع والعطاء،والاشتغال في فريق تربوي متناسق.
2- المقاربة الإبداعية: ترتكن هذه المقاربة علىدفع المدرسين الأساتذة إلى التخييل والإبداع والابتكار والتجديد والتحديثوالعصرنة.
3- المقاربة الديمقراطية: لابد من اتباع الطريقة الديمقراطية أثناءالحوار والمناقشة وطرح القضايا التربوية والمعرفية، والسماح للآخرين بإبداء وجهاتنظرهم بكل حرية، والابتعاد عن التعصب والتشنج والتفرد بالآراء الشخصية على حسابالحقيقة الموضوعية.
4- المقاربة النمائية: تهدف هذه المقاربة إلى إنماء القدراتوالكفايات والمهارات لدى المدرسين، ومساعدتهم على أجرأتها ميدانيا، والأخذ بيدهم منأجل تجاوز العراقيل وتفادي الصعوبات، مع تشجيع مواهبهم وابتكاراتهم، والإنصات إلىحاجياتهم وميولاتهم.
5- المقاربة الوقائية: مساعدة المدرسين على تفادي المشاكلالذاتية والموضوعية، وتجاوز الوضعيات الصعبة أثناء أداء مهمة التدريس، وإسعافهم علىتخطي كل الصعوبات والعراقيل العويصة؛ لأن الوقاية - كما يقال - خير منالعلاج.
6- المقاربة العلاجية: ينبغي للأستاذ المرشد أن يساعد المدرسين مساعدةشاملة لمواجهة الوضعيات المعقدة والمشاكل التي تواجههم، وذلك عن طريق تقديم حلولعلاجية مرنة وهادفة من أجل تجاوز الصعوبات النفسية و الاجتماعية ، وإيجاد الحلوللكل العوائق المستعصية في المجال التعليمي والتربوي ، والاشتغال على دراسة كل حالةتربوية على حدة.
أنواع الإرشـــاد التـــربوي:q
يمكن الحديث عنأصناف عدة من الإرشاد التربوي، ويمكن حصرها في هذه الأنواع:
1- الإرشادالتصحيحي: يتمثل هذا الإرشاد في تصحيح الأغلاط التي يقع فيها المدرس والتلميذ علىحد سواء، وذلك بإتباع السبل اللائقة والأخلاقيات الحميدة في النصح والإرشاد والدعم، مع اللجوء إلى التغذية الراجعة، والعمل على أجرأة الأهداف المسطرة.
2- الإرشادالتوجيهي: لا يقتصر الإرشاد على تصحيح الأغلاط وإظهار مواطن الضعف فقط، بل لابد منتقديم مجموعة من التوجيهات السديدة والنصائح البناءة من أجل تمثلها، والاستفادةمنها عمليا ومهنيا.
3- الإرشاد البنائي: يجب أن يكون الإرشاد وظيفيا يساعد علىبناء المعارف النظرية والتطبيقية من جديد عن طريق التغيير ، وتجاوز ما هو قديم منالمناهج والطرائق، واستبدالها بأحدث التقنيات وأنجع النظريات التي تحقق النجاعةوالبساطة والكفاءة على المستوى العملي والميداني.
4- الإرشاد الوقائي: هو مساعدةالمدرس على تجنب الوقوع في المشاكل التي يمكن حدوثها، وذلك عن طريق التنبؤبمخاطرها، ومحاولة توجيهه إلى السبل الناجعة لتفاديها وتجنبها بشكل تدريجي أونهائي.
5- الإرشاد العلاجي: يتمثل في مساعدة المدرس على كيفية علاج مشاكله،ومواجهة الصعاب عبر البحث الأنجع عن حلول مناسبة وقانونية ومرضية.
6- الإرشادالإبداعي: لا يمكن أن يتحقق النجاح والازدهار والجودة الحقيقية كما وكيفا إلابتطبيق البيداغوجيا الإبداعية، والبحث عن الجديد ، والإيمان بالابتكار والإبداعوالتجديد والتجريب والتحديث والعصرنة. ويعني هذا أن الإرشاد الإبداعي يقوم على " تحرير العقل، والإرادة، وإطلاق الطاقة عند المدرسين، للاستفادة من قدراتهمومواهبهم، إلى أقصى حد ممكن في تحقيق الأهداف التربوية. ووفق هذا المنحى ينبغي أنيعمل المشرف على تنمية روح الابتكار لدى المدرسين، وجعلهم قادرين على قيادة أنفسهمبأنفسهم".
أنشطــــة الأستاذ المرشـــد:q
تتمثل أنشطة الأستاذالمرشد في القيام بمجموعة من المهام والأدوار والأعمال البيداغوجية والديداكتيكيةتحت إشراف مفتش المقاطعة، وبموافقة منه، ونستحضر في هذا الصدد القيام بمايلي:
1- التوجيه والإرشاد التربوي : ويكون ذلك عن طريق عقد لقاءات مع المدرسين في بدايةالأمر، والتعرف على الأساتذة الجدد والقدامى لتدارس مشاكلهم ، وتحديد حاجياتهم ،واقتراح خطة عمل تشاركية ، ووضع مجموعة من برامج التكوين والتدريب والدعم من أجلمساعدة المدرسين على تحقيق الجودة والنجاح في عملهم التعليمي والتربوي.
2- الزيارات الصفية: ويكون الغرض منها التعرف على مواطن الضعف في العملية التعليمية- التعلمية قصد تشخيص نقط الضعف، وإبراز السلبيات، وتحديد الثغرات من أجل تصحيحها، معالإشادة بالإيجابيات للاستمرار فيها. ومن ثم، فالزيارات الصفية المتكررة للصفالدراسي تعطينا تصورا عاما عن أداء المدرس، كما تزودنا بمعرفة شاملة وحقيقية عنمستوى التعليم داخل مؤسساتنا التعليمية.
3- الندوات العلمية والتربوية: ويكونالغرض منها شرح المذكرات الوزارية ، وتوضيح المستجدات التربوية، وإيجاد الحلولالناجعة لمجموعة من المشاكل التربوية والحالات البيداغوجية المستعصية ، وذلك من أجلالبحث عن حلول ناجعة علمية وتربوية قصد الرفع من مستوى الأساتذة ، وتعزيز قدراتهمالعلمية النظرية ، والسمو بممارساتهم المهنية والتطبيقية.
4- الدروس التجريبية: تكون الدروس التجريبية المحك العملي الأساس للمدرس لتجريب ما تم ملاحظته حسيا ،وإدراكه نظريا وذهنيا، وتطبيق ما تم استيعابه عبر الندوات واللقاءات التربوية . ومنثم، فالدروس التجريبية مفيدة ومثمرة للمدرس المبتدئ للتزود بالمعارف النظريةوالتطبيقية.
5- التفتيش: يمكن أن يزاول الأستاذ المرشد مهمة التفتيش والمراقبةوالتفقد تحت إشراف المفتش وبموافقة منه، ولكن لا يمكن اللجوء إلى هذه العملية إلابعد مجموعات من الزيارات التربوية والتداريب التكوينية واللقاءات التأطيريةوالإشرافية. وبالتالي، يكون الهدف من التفتيش هو تقويم أداء المدرس ومدى استيعابهللمعارف النظرية والتطبيقية، والتأكد من مدى تحصيله لمجمل ما تم طرحه نظرياوتطبيقيا. ويكون الغرض من ذلك أيضا هو مراقبة المدرس على مستوى احترامه للقوانينوالمبادئ التشريعية، و كيفية تعامله مع الوثائق المدرسية.
6- إعـــداد تقريرالإرشاد أو التفتيش: ينبغي للأستاذ المرشد أن يكون عارفا بتقنيات كتابة التقاريرالتفتيشية، كأن يبدأ بتسجيل معلومات شخصية عن المدرس، فيعين طبيعة التقرير: زيارةصفية أم تقرير تفتيشي؟! وبعد ذلك، يحدد موضوع الدرس الذي تم مراقبته ورصده صفيا، معتحديد تاريخه، وتعيين مرجعه ومصدره.
وتعقب هذه المرحلة عملية الوصف لمراحلالدرس وخطوات الإنجاز وطريقة الأداء، وذكر مجمل الدرس. وبعد مرحلة الوصف والتوثيق،تأتي مرحلة التقويم إيجابا وسلبا عن طريق تقديم الملاحظات، وإبرازها للمدرسلمناقشتها علميا وموضوعيا. ثم تتبعها مرحلة التوجيه والإرشاد، وينبغي أن تنصب علىالمعارف النظرية، والوثائق التربوية، والأداء التربوي، لتنتهي عملية المراقبةبالتقدير العام عن طريق إعطاء نقطة عددية مشفوعة بتعليل معنوي. ويوقع التقرير منقبل المفتش والنائب الإقليمي ومن قبل المعني بالأمر.
7- إعداد تقارير إرشاديةتربوية عامة: لابد للأستاذ المرشد الذي يقوم بمهمة التأطير والتكوين من كتابةتقارير قبلية وتكوينية ونهائية من أجل وصف عمليات التكوين والإرشاد والتأطير والدعموالتوجيه، وتحديد السلبيات والإيجابيات، واقتراح الحلول المناسبة لتفادي المشاكلوالعراقيل والمثبطات. وبعد ذلك، تتم كتابة تقارير تركيبية شهرية أو دورية أو أسدسيةيتم رفعها إلى السيد مفتش المقاطعة، ليرفعها بدوره إلى جهات إقليمية وجهوية ومركزيةلمدارستها ومناقشتها.
8- إنجاز البحوث العلمية والتربوية: ينبغي للأستاذ المرشدأن ينجز مجموعة من البحوث النظرية والتطبيقية في مجال المعرفة العامة أو في مجالالتخصص أو في مجال الديداكتيك والبيداغوجيا. لكن لابد من احترام قواعد البحث العلميالأكاديمي، والاستعانة بمقاييس الإحصاء الوصفي والتجريبي لإنجاز البحوثالتربوية.
9- التكوين والتأطيـــر: يمكن للأستاذ المرشد، وذلك بموافقة من مفتشالمقاطعة، أن يقوم بتكوين المدرسين نظريا وتطبيقيا لشرح مستجدات التربية المعاصرة ،وتوضيح المذكرات الوزارية.
9- دراسات الحالات التربوية: يمكن للأستاذ المرشد أنيدرس مجموعة من الحالات التربوية والإدارية والنفسية والاجتماعية تحت إشراف السيدالمفتش ، وذلك من أجل إيجاد الحول للمشاكل المستعصية ، ولابد من اتباع المناهجالعلمية في ذلك للوصول إلى نتائج علمية ملموسة وإجرائية.
10- المشاركة فيالامتحانات: يمكن للأستاذ المرشد أن يشارك في الامتحانات المهنية تحت إشراف المفتشوبموافقة منه، فيحضر امتحانات الكفاءة قصد التعرف على الوضعيات التقويمية، ليقومبعد ذلك بتحليلها وتشخيصها قصد إيجاد الحلول المناسبة.
خطـــة العمـــلqوطرائــق التنفيـــذ:
حينما يتسلم الأستاذ المرشد شهادة الموافقة بمزاولةمهام التكليف بالإرشاد التربوي، فلابد من اتخاذ مجموعة من الخطوات الإجرائية لكييكون عمله منضبطا ومحترما. وبالتالي، يكون عمله إيجابيا بهذا الشكل الفوريوالتطبيقي:
1- عقد لقاء مباشر مع مفتش المقاطعة للاطلاع على عمليات وخطواتالإرشاد والتوجيه والتأطير والإشراف؛
2- تسلم الأوراق الشخصية الخاصة بالأساتذةالقدامى والجدد ، مع دراسة ملفاتهم بطريقة جيدة من أجل استثمارها بيداغوجياوديداكتيكيا؛
3- التعرف الفوري على الأساتذة الجدد ، وعقد لقاء استعجالي للتعرفعلى حاجياتهم وميولاتهم ومشاكلهم؛
4- الإكثار من الزيارات الصفية للأساتذةالمتدربين، ومساعدة الذين يعانون من المشاكل على مستوى التدريس والتعليم؛
5- الإكثار من الدروس التجريبية للأساتذة المتدربين من أجل الاستفادة منها عملياوتربويا؛
6- تنظيم لقاءات تربوية حول المواضيع التي تهم الأساتذة الجدد؛
7- عقد ندوة علمية أو تربوية كل ثلاثة أشهر تهدف إلى تطوير عملية التدريس، وتساهم فيإنماء قدرات التعليم لدى المدرسين؛
8- المشاركة مع مفتش المقاطعة في إجراءامتحانات الكفاءة التربوية، والمشاركة في تتبع الامتحانات المهنية، ومراقبةالامتحانات الدورية للتلاميذ؛
9- المشاركة في عمليات تكوين المدرسين كلما سمحتالظروف القانونية والتشريعية بذلك؛
10- المشاركة في حلقات التكوين الذاتي مركزياوجهويا وإقليميا؛
11- الالتزام بكتابة بحثين تربويين في السنة، بحث واحد في كلأسدس ؛
12- إنجاز تقارير تربوية قبلية وتكوينية ونهائية ، وجمعها في ملف أوكراسة أنيقة، وتوجيهها لمفتش المقاطعة للاطلاع عليها ومراقبتهاوتقويمها.
خاتمــــة:
وهكذا، يتبين لنا بأن ما قامت به وزارة التربيةالوطنية المغربية ، وذلك حينما أصدرت المذكرة رقم 155بتاريخ 10نوفمبر من سنة 2009ملخلق إطار الأستاذ المرشد لدعم آليات التـأطير التربوي تنفيذا لمبادئ المخططالاستعجالي، لهو عمل إيجابي حقيقي ، وتصرف إداري حكيم ، وتوجيه عقلاني سديد. والهدفمن كل ذلك هو تحقيق مدرسة النجاح ، والرفع من مستوى المدرسة المغربية، وتأهيلالمدرسين معرفيا وتربويا، وخاصة الجدد منهم لكي يصبحوا أساتذة أكفاء ، يمتلكون عنجدارة واستحقاق المهارات والقدرات الكافية للتحكم في مسار العملية الديداكتيكيةوالبيداغوجية.
ولكن لابد من التنبيه بأن الأستاذ المرشد لا يمكن أن يحقق النجاحفي عمله اليومي، إلا إذا تم تحفيزه وتشجيعه ماديا ومعنويا، وتوفرت له الظروفالمناسبة وأجواء العمل اللائقة به، وتم اختياره من ذوي الكفاءات الجادة الذين لهمالشواهد العليا، فلا يعقل منطقيا ولا عمليا أن يؤطر أستاذ مرشد مجاز زميلا له حاصلاعلى درجة الماجستير أو دكتوراه الدولة أو الدكتوراه الوطنية؛ لأن ذلك – بلا ريب- سيسبب مشاكل كثيرة للأساتذة المدرسين. وبالتالي، سيولد الأحقاد والعداوة بينهم. وتفاديا لكل هذه المشاكل العويصة ، ودرءا لها، فلابد من اختيار من تتوفر فيهالكفاءة العلمية والمهنية، حيث يكون قادرا على التواصل والتنسيق بين المدرسين،واثقا من نفسه، وواثقا أيضا من قدراته العلمية والعملية ، ومتأكدا من قدراتهالمعرفية والبيداغوجية، ومتمكنا كذلك أيما تمكن من آليات التأطير والتكوينوالمراقبة وإعداد العدد الديداكتيكية والبيداغوجية.