هدي النبي في الغضب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هدي النبي في الغضب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-08, 16:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رضاك ربي غايتي
عضو جديد
 
الصورة الرمزية رضاك ربي غايتي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي هدي النبي في الغضب






على الرغم من كون النبي – – نبياً من الأنبياء يتلقّى الوحي من السماء، غير أن المشاعر الإنسانية المختلفة تنتابه كغيره من البشر، فتمرّ به حالات من الفرح والسرور، والحزن والضيق، والرضا والسكينة، والغضب والغيظ .

وتبرز قيمة العنصر الأخلاقي في حياة النبي - – في وضع هذه الانفعالات المتباينة في إطارها الشرعي، حيث هذّبها وصانها عن الإفراط والمغالاة، والتفريط والمجافاة، بل أضاف لها بُعدا جديداً حينما ربطها بقضيّة الثواب والاحتساب، وكان شعاره – – في ذلك : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواه البيهقي .

فالغضب وإن ك حقيقته جمرة تشعل النيران في القلب فتدفع صاحبها إلى قول ما يندم عليه، أو فعل ما لا تُحمد عقباه، أو كان دافعه الصار للنفس أو العصبية والحميّة للآخرين، فهو عند النبي – – قولٌ بالحق، وغيرةٌ على محارم الله، لا اعتداء فيه ولا غلوّ، ودافعه دوماً إنكار لمنكر أو عتابٌ على ترك الأفضل .

ويؤكد المعنى السابق ما ذكرته عائشة رضي الله عنها من حال النبي – -، حين قالت : ( ما ضرب رسول الله - - شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل ) رواه مسلم .

ومواقف النبي – – مع الغضب تكشف لنا عن دقّة وصف عائشة رضي الله عنها ، فمن ذلك موقفه – – مع أسامة بن زيد رضي الله عنه حين بعثه في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطق بالشهادة وكان يظنّ أنه إنما قالها خوفاً من القتل، فبلغ ذلك النبي – – فغضب غضباً شديداً، وقال له : ( أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟ أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ) حتى قال أسامة رضي الله عنه : " فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ " رواه مسلم .

وفي موقفٍ آخر رأى النبي - – رجلاً يلبس خاتماً من الذهب، فغضب ونزع الخاتم من يد الرجل وطرحه في الأرض وقال : ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ) رواه مسلم .

وعندما حاول أسامة بن زيد رضي الله عنهما الشفاعة في المرأة المخزومية التي سرقت، غضب حتى عُرف ذلك في وجهه، وقال لأسامة : ( أتشفع في حد من حدود الله ) ثم قام فخطب في الناس قائلاً : ( إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) متفق عليه .

وفي أحد أسواق المدينة وقع خلافٌ بين صحابي وأحد تجّار اليهود، فقال اليهوديّ : " والذي اصطفى موسى على البشر "، فلطمه رجل من الأنصار وقال له : " تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي بين أظهرنا ؟ "، فذهب اليهودي إلى النبي – – يشتكي ما أصابه، فغضب وقال : ( لا تفضلوا بين أنبياء الله ) متفق عليه .

ونقلت لنا أمهات المؤمنين مواقف من غضبه لله، وغيرته على محارمه، ومن ذلك قول عائشة رضي الله عنها : " دخل عليّ النبي - - وفي البيت قرام - وهو الستر الرقيق - فيه صور، فتلوّن وجهه ، ثم تناول الستر فهتكه وقال : ( من أشد الناس عذابا يوم القيامة، الذين يصوّرون هذه الصور ) " رواه البخاري .

وخرج - – ذات يومٍ على بعض أصحابه وهم يتنازعون في القدر، فغضب حتى احمرّ وجهه كأنما فقئ في وجنتيه الرمان، فقال : ( أبهذا أمرتم ؟ أم بهذا أرسلت إليكم ؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر ) " .

وغضب من تكلّف الناس في السؤال عن الأمور الدقيقة فيكون سؤالهم سبباً في التشديد عليهم، وكذلك من سؤالهم عما لا يُفيد، فقد روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : " سئل النبي عن أشياء كرهها، فلما أُكثر عليه غضب، ثم قال للناس ( سلوني عما شئتم ) ، فقال رجل : من أبي ؟، قال ( أبوك حذافة ) ، فقام آخر فقال : من أبي يا رسول الله ؟، فقال : ( أبوك سالم مولى شيبة ) ، فلما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما في وجهه قال : يا رسول الله، إنا نتوب إلى الله عز وجل " .

وشكا إليه رجلٌ من إطالة الإمام في صلاته ومشقته على المصلّين، فغضب - – حتى قال أبو مسعود : " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ "، ثم قال : ( يا أيها الناس، إن منكم منفّرين، فمن أمّ الناس فليتجوّز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة ) متفق عليه .

وثمة مواقف أخرى تشير إلى أن غضبه لم يكن مقصوراً على ارتكاب المخالفات الشرعية، بل كان يغضب لمجرّد تقاعس الناس عن الخير أو تركهم لما هو أولى، ويشهد لذلك ما رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : " خطبنا رسول الله - - فحثنا على الصدقة، فأبطأ الناس، حتى رؤى في وجهه الغضب " .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي - - جالس، فجعل النبي - - يعجب ويتبسّم، فلما أكثر الرجل رد عليه أبو بكر ، فغضب النبي - - وقام من مجلسه، فلحقه أبو بكر فقال : " يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ؟ "، فقال له : ( إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان ) رواه أحمد .

وبذلك يظهر جليّاً أن غضب النبي – – كان لوجه الله تعالى، لا صار فيه للنفس، ولا مدخل فيه للهوى، وهذا هو المعيار الحقيقي للوصول إلى رضا الله عزوجل .
منقول للإفادة










 


قديم 2011-02-08, 16:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
chaima djalfa
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية chaima djalfa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2011-02-08, 20:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بوعلام النايلي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خير الدنيا والآخرة










قديم 2011-02-08, 23:34   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ilyes COS
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الف شكر
و بارك الله فيك










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الغضب, النبي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc