هل يُعقل أن اليد التي سلمت لأحلام الشباب كأس السّم هي التي تمنحه كأس الدواء. هل يُعقل أن الذي أفنى عمره المهني كله في نسف الآمال تحت أقدام أمته بإمكانه أن يبنيها؟
- أسئلة جوابها يزيدنا همّا على همّ، ونحن نتابع وزراء وولاة ومديرين ولائيين ورؤساء بلديات يفتحون* مكاتبهم* لاستقبال* عشرات* الآلاف* من* الشاكين* ليمنحوهم* مخدّرا* قد* يُبعد* الألم* بضع* ساعات* ولكنه* بالتأكيد* لن* يُشف* الجسد* العليل*.
- المثل الصيني ينصح بتعليم الناس الصيد وليس منحهم السمكة، والأثر العربي ينصح بطلب العلم ولو في الصين، والحدث الذي أمامنا يمنحنا صينا تتطور ببترولنا، فلا نحن علّمنا شبابنا الصيد، ولا منحناه السمكة، ولا طلبنا العلم في بوركينافاسو فما بالك بالصين. وعندما ينحصر حلم* المواطن* الجزائري* في* أي* عمل* وفي* أي* سكن* فإننا* بعد* نصف* قرن* من* الاستقلال* واسترجاع* واحدة* من* أغنى* وأكبر* بلاد* المعمورة* وجب* الاعتراف* أننا* لم* نضع* قدمنا* بعد* في* رحلة* آلاف* الأميال*.
- في تونس الرئيس المخلوع قال إنه فهم الشعب بعد أن غلّطوه، ثم هرب بعد ساعات قليلة لأنه أصلا لم يفهم الشعب، وكان هو الذي يغلّط نفسه، وفي مصر الدولة كانت تعلم قبل أيام عديدة أن الخامس والعشرين من جانفي هو موعد ثورة الشارع ولكنها لم تفهم الشعب وغلّطوها في اسم الثائر، فقمعت في السر من شكّت في أنهم الخطر، ونصحت يساريين وناصريين وإخوانيين حتى لا يخرجوا إلى الشارع، فخرج شباب آخر لم تكن تعلم بوجوده أصلا على أرضها فاتضح أنها لم تفهمهم وأنها في غلطها عائمة، وعندنا مازلنا نصرّ أن الناس تريد زيتا وسكرا وتريد تغيير أحمد بيحيى أو يحيى بأحمد مازلنا نعد بالعمل وبالسكن رغم أن المشكلة أعمق من حقول قصب السكر في البرازيل وعبّاد الشمس في الأرجنتين.. منذ بضعة أشهر كان المسؤول عندنا على طبيعته الإستكبارية يرفض استقبال المطحونين من الشعب والآن لبس قناعا مزيّفا ليضحك عليه بوعود لن تتحقق وإن تحققت فلن تكون إلا حقنة مُسكرة.. أو مداواته بالتي كانت هي الداء أو مجادلة بين الببغاء وصاحبه كل يضحك على الآخر والآخرون يضحكون على الاثنين في مشهد مازال قائما في تونس وفي مصر وفي كل الأقطار العربية كما قال أحمد مطر.
- قل* لنا* يا* ببغاء*... إن* يكن* فيك* ذكاء*
- لم* لا* تخجل* من* ترديد* ما* تسمعه*... صبح* مساء؟
- لستُ* إلا* طائرا* في* قفص*... لا* أرض* من* تحتي* ولا* فوقي* سماء؟
- أنا* محكوم* بقانون* التدلي* في* الهواء* ليس* لي* أي* عزاء
- غير* أن* أجعل* صوتي*... معبرا* لي* فوق* موتي
- أمنح* السجان* ما* شاء*... أنا* أعطيه* هراء* وهو* يعطيني* غذاء*
- وأنا* أهجوه* في* تقليده* أقسى* الهجاء* إذ* أنا* أفقه* ما* قال*
- ولا* يفقه* من* قولي* أنا*.. حرف* هجاء*!
- مالكم* مثلي* تعيدون* هراء* المستبدين* وأنتم* طلقاء؟