باسم الله الرحمن الرحيم
حماية التراث تكمن في إعادة إنتاجه
نظرا للحاجة الماسة في توثيق الحكاية الشعبية في التراث الثقافي الجزائري الغير مادي كونها تحمل استمرارية قيم المجتمع عبر الزمن و تظل مكونا رئيسيا في الثقافة العامة, فان ظهور الوسائط الجماهيرية سواء, كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية, تعتبر هي الأخرى مجالات أساسية لتثمين عمليات الاتصال و محفزا قويا في جمع و حفظ و إعادة إنتاج التراث الثقافي الغير مادي.
إن الدور الايجابي الذي تلعبه الوسائط الاجتماعية في إعادة إنتاج مختلف مواد التراث و ترويجها في شكل أعمال إبداعية منها : الحكاية الشعبية , كنص تراثي , يعتمد على السرد الحكائي, و يتضمن " النصوص الخرافية و الفكر الاجتماعي الشفهي.. الذي يتكون من مجموعة أفكار * انثولوجية تكشف عن العديد من العلاقات الانثروبولوجية تسمح بفهم الفكر الثقافي لحياة الإنسان الجزائري قديما, و الذي يتجاوز إطار الزمان و المكان إلى رحابة الثقافة كفكر للأمة يحمل فلسفتها للحياة و آفاقها فيه. فاللامادية التراث في كل هذه المواد, خاصية متأصلة فيها و دالة على الإبداع الثقافي المتداول شفهيا" ليأتي دور السينما و السمعي البصري ( رسوم متحركة) كوسيلة لتوثيق و تزويد الجمهور بمادة التراث (حكايات شعبية, أساطير, , أمثال, ألغاز, رقصات شعبية, قصائد ملحمية, سير ...) على شكل أعمال إبداعية أصيلة كمشروع * سنمأة الحكايات الشعبية الجزائرية (scénarisation du conte algérien) الذي نقترحه من خلال حكاية : *ثيليلي الشابة و الجن من التراث الترقي الجزائري كنموذج يفتح إمكانية تجسيد كل روائع التراث الثقافي الجزائري, و ما أكثرها, في شكل أفلام رسوم متحركة تعتبر عينة * لكيفية حفظ تراث و ذاكرة الشعب الجزائري و تقدم لأطفال و شباب الجزائر كبديل ترفيهي وظيفي يحقق المتعة و التفاعل النفسي .
تنبيه: هذا المشروع تم اقتراحه على لجنة قراءة و انتقاء مشاريع السمعي البصري بوزارة الثقافة الجزائرية و تم قبوله و سيتم انجازه بدعم من صندوق تنمية الفن السينمائي التابع لوزارة الثقافة.. فشكرا للسيدة معالي وزيرة الثقافة على هذه الثقة التي تضعها فينا...
محمد داود
محافظ رئيسي للتراث الثقافي.