عرب الحضارة ضد عرب البداوة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > منتدى الثقافــة المحلية

منتدى الثقافــة المحلية يعتني بالثقافة المحلية...من تعريف بالعادات و التقاليد، ، و كذا التراث المحلي من حلي، و لباس، و مأكولات ......

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عرب الحضارة ضد عرب البداوة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-20, 15:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
omo mazen
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية omo mazen
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










Mh51 عرب الحضارة ضد عرب البداوة

عرب الحضارة ضد عرب البداوة ، صراع قديم قائم لم يسلم تاريخ العرب الداخلي يوما من الصراعات ، و أكثر تلك الصراعات تعد غير ذات قيمة على الإطلاق ، عندما ننظر لها بمنظور القيمة الحضارية ، فهي إما صراعات ذات أسباب إقتصادية بحتة ، كالتقاتل - في الزمن الغابر - على الكلأ و الماء ، أو إنها صراعات عنصرية ، كالصراع العربي الداخلي الشهير ، بين اليمانية و القيسية ، أو ما يعرف أيضا بالصراع بين العرب العاربة و العرب المستعربة ، ذلك الصراع الذي عُرف منذ ما قبل الإسلام ، و أستمر في مصر إلى بدايات النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي ، و أستمر يتسبب في إراقة الدماء في بلاد أخرى ، كما في بلاد الشام ، إلى القرن الثامن عشر للميلاد .

إذا كانت الأمثلة السابقة للصراعات العربية القديمة تثير الخجل الحضاري العربي اليوم ، فإن هناك صراع عربي أخر ، قديم أيضا ، لا يقل ربما قدما عن الصراع القيسي – اليماني ، و إن كان يختلف عنه بأنه أكثر قيمة ، و أرفع مرتبة ، في طبيعته ، و الأكثر أهمية في نتيجته ، و كذلك في كونه لازال يدور لليوم على الساحة العربية ، و أصبحت أدواته ليست السيف و الرمح ، بل الكتاب و وسائل الإعلام ، و منبر المسجد ، على أن ذلك لا يمنع أن أحد أطراف الصراع لازال لا يتورع عن إستخدام القوة لقمع الطرف الأخر في بعض الأحيان .

إنه الصراع بين عرب الحضر و عرب البداوة ، عرب الحضارة و الرقي من جانب ، و عرب البداوة و الجلافة من جانب أخر .

إنه الصراع بين الحضارة و التخلف .

الصراع قديم ، قدم تسرب إشعاعات الحضارة الإنسانية إلى الجزيرة العربية ، قادمة من بلاد الهلال الخصيب ، و فارس ، و الهند ، و المراكز الحضرية اليونانية و الرومانية ، و تعزز ذلك الوجود الحضاري بين العرب بإحتراف قبائل و مجتمعات عربية التجارة ، البرية و البحرية ، بعد أن رأت أن قيمة ما تدره التجارة يفوق بكثير ما يدره الرعي و ما يأتي به النهب ، كذلك بعد أن أدركت أن ثمرة الحضارة تحوي متعة الرفاهية المادية و كذلك متع عقلية .

أدلة وجود هذا الصراع متوافرة في المصادر العربية ، أول تلك المصادر ، و أعلاها قيمة ، القرآن الكريم ، و بخاصة في السور المدنية مثل الفتح و التوبة ، حين بدأ المجتمع الإسلامي في توسيع دائرته ، و بدأ الإحتكاك بين عرب الحضارة التجارية المكية ممثلين في المهاجرين و معهم عرب الحضارة الزراعية ممثلين في الأنصار ، من جانب ، و عرب البادية ، من جانب أخر ، و الذين لم ترتق عقولهم إلى درجة الإيمان الحقيقي بعقيدة .

على إننا لا نعدم إشارة قرآنية كريمة هامة في أحد السور المكية ، و أعني الآية مائة من سورة يوسف ، و فيها يعدد يوسف ، عليه السلام ، نعم الله عليه و على آل يعقوب ، فيذكر مع خروجه من السجن قدوم أسرته من البدو ، أي من حياة البادية و الترحال ، إلى حياة الإستقرار و الحضارة ، في مصر .

الإشارة اليوسفية القرآنية الكريمة السابقة ، و التي تدل على أن النظرة إلى البداوة ، هي نظرة دونية ، هناك ما يدعمها من السيرة النبوية المشرفة ، فأثناء غزوة حنين - و التي شارك فيها من الجانب الإسلامي الكثير من طلقاء قريش ، الذين أسلموا بعد فتح مكة مباشرة – و حين كانت الغلبة لقبائل هوازن في اللحظات الأولى للمعركة ، حدث أن هرع أحد هؤلاء الطلقاء ليبشر أخيه صفوان بن أمية ، أحد سادات المجتمع القرشي و أحد الطلقاء أيضا ، فكان رد صفوان على أخيه : فض الله فاك ، أتبشرني بغلبة الأعراب .

الإسلام - كما هو واضح من مجريات الحادثة - لم يكن قد تسرب بعد إلى قلب صفوان و أخيه ، و رغم أن هزيمة المسلمين كانت تسرهما ، إلا إنه كان هناك رفض من الأخ - الأكبر سنا و مقاما - أن يأتي النصر على يد من هم أقل منزلة حضارية منهم ، فالمهم لدى صفوان – في تلك اللحظة –هو ألا ينتصر عرب البداوة على عرب الحضارة ، ألا ينتصر التخلف على الرقي ، لقد كان على إستعداد أن يشهد نصر أخر لمحمد ، صلى الله عليه و سلم ، و لكن المهم ألا ينتصر هؤلاء الأجلاف .

في عُجالة أورد أمثلة أخرى ، فهناك أيضا حديث نبوي شريف ، ينهي أهل الحضارة عن العودة للبداوة ، كما أن التاريخ الأدبي العربي ، و بخاصة في العصر الأموي و كذلك في العصر العباسي الأول ، يذخر بهجو عرب الحضارة لأهل البداوة ، و يحضرني حادثة تعيير النوار ، زوجة الشاعر الشهير الفرزدق ، لزوجها الفرزدق ، حين تزوج بأخرى بدوية ، و لا داعي في هذا المقام لذكر التعبير الذي إستخدمته ، رغم أنه يعبر عن الفارق الحضاري بجلاء ، مثلما يؤكد على إستمرارية النظرة الدونية للبداوة في نظر عرب الحضارة ، و التي كان من البديهي أن تتعمق بمزيد من إحتكاك العرب بأهل الحضارات الأخرى في ذلك العصر ، و ما نتج عن ذلك الإحتكاك من تعمق الإحساس بتفوق الحضارة .

إحساس العرب المزدوج بقيمة الحضارة و كذلك التفوق الحضاري للأمم المحيطة بهم ، في العصرين الأموي و العباسي الأول ، كان نتيجته حركة واسعة للترجمة ، كانت جلية في العصر العباسي الأول و كذلك في الأندلس ، نقلت الكثير من تراث اليونان و اللاتين و الفرس و السريان و الهنود ، و تبع ذلك تبني تلك الذخيرة الحضارية ، لتصبح جزء من التراث الحضاري العربي ، و و ليتم بعد ذلك الإضافة إليها بجهود علماء و مفكرين عرب و متحدثين بالعربية .

اليوم ، وفي العصر الحاضر ، و في وقت فقد العرب و المتحدثين بالعربية فيه تفوقهم الحضاري ، نلحظ - و بما يثير الإستغراب و الحسرة و روح التحدي معاً - صحوة للبداوة ، و تمجيد لها ، فمن مهرجانات تقام بشكل سنوي ، و بشكل لافت في أنحاء الجزيرة العربية ، لتجسيد حياة البداوة البائدة تقريبا ، و مسابقات لشعر بدوي يدعي بالنبطي ، إلى صحوة – و ما أشأمها من صحوة - لما يدعى بعلم الأنساب ، وما يجره من عنصرية و تمييز .

الصحوة البدوية هذه لا تمثل خطورة علينا ، لو إنها إنحصرت في من بقى على بداوته ، و لكن الكارثة إنها تلقى دعم الأنظمة الحاكمة و رعايتها الإعلامية ، و ما يتبع ذلك من تصوير النمط العربي البدوي ، على أنه النمط العربي التراثي الوحيد ، في عقول النشء ، ماحيا النمط الأخر من الذهن ، و يصبح التخلف البدوي هو التراث العربي الواجب الحفاظ عليه ، و الذود عنه .

من المفهوم لماذا تدعم بعض الأنظمة الخليجية هذا الإتجاه ، فهي أنظمة تستمد شرعيتها من تراث بدوي قبلي ، و إستمرارية الروح البدوية في العقل الخليجي مهم لإستمراريتها ، حتى لو كان الإنسان الخليجي اليوم يركب سيارة و طائرة بدلاً من الناقة و الحمار ، و لكن من غير المقبول أن تتحول أنظمة في منطقتنا تحكم بلاد عريقة في حضارتها ، كالنظام المصري و غيره ، إلى داعمين لموجة البداوة المتخلفة هذه ، و التي – للأسف – لو لم نتصد لها ، كحضاريين ، فإنها لن تقف عند مهرجانات لسباق الهجن ، و تباري في دعم مسابقات الشعر النبطي ، في منطقة سيناء ، بل ستستفحل لتصل إلى درجة إقتلاع التراث الحضاري الأكثر قيمة ، مثل الأدب المصري الراقي لصالح أدب بدوي ، مثلما ستقود إلى رفض التحديث الفكري و المادي في المجتمع ، و إلى إنغلاق فكري يقود إلى قمع روح النقد و التطور ، فالأجيال التي ستنشء في مصر في ظل موجة البداوة ، ستتصور أن التراث العربي هو التراث البدوي فقط ، و عندها سيكون بالإمكان القول بأن الغلبة أصبحت للأعراب ، أو لهوازن على قريش .

المعركة هي معركة كل حضاري ، حتى لو كانت أصوله بدوية ، فيما مضى ، لأنه لو كان بدوي الأصل ، فعليه أن يحمد الله أن أتى به و بأسلافه من البدو ليستقر في أحضان الحضارة ، كما حمد يوسف ، عليه السلام ، ربه .

الصراع بين الحضارة و البداوة لا يجب أن ينتهي بإنتصار البدوي على الحضري ، بإنتصار النموذج السعودي النجدي البدوي ، على النموذج الحضاري في وادي النيل و المشرق العربي و البلدان المغاربية ، و مدن الحجاز التي عرفت من قديم قيمة الحضارة فتبنتها ، و سواحل الجزيرة العربية العريقة في ميدان التجارة الدولية .

إنه أحد أقدم الصراعات العربية الداخلية ، و أكثرها أهمية ، و هو لازال قائم ، فالمعركة تجري وقائعها لليوم و أمام أنظارنا و بمشاركتنا ، سواء بالصمت ، أو بالمشاركة الفعالة .









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-01-23, 21:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
omo mazen
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية omo mazen
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

wache ma3jabkoumche almawthou3e










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-24, 16:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المعتصمة بدين الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية المعتصمة بدين الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة الى حد الان الصراع و التباين بين اهل المدينة و البدو قائم رغم انهم اهل و لا فرق بينهم فلكل ثقافاته و فرق بينهم .نتمنى ان تختفي قذه الحساسيات و يعيشوا في اخوة كاملة......
مشكورة على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-24, 16:50   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
omo mazen
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية omo mazen
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-27, 12:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
abidou noro
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا فرق بين عربي و اعجمي الا بالتقوى ................و لا اظن ان المهرجانات و ما اشبه دلك تأثر على الحضارة ، بالعكس هي مجرد تظاهرات تعطي لمحة للمجتمع البدوي هدا لا يعني ان نستغني على الحضارة او يبغي علينا الجانب البدوي .....و هده المهرجانات يشهدها العديد من اناس الحضر لمجرد الفرجة و الاستمتاع بها و تغيير الجو و هدا الصراع يبدو في نظري انه مجرد حساسية يجب الاستغناء عنها ..........شكرا على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-28, 23:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
mazouzrachid
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية mazouzrachid
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

m'lih



شكراا لك ع المجهود اخي الكريم
ربي يوفقكم في باقي المشوار










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-31, 00:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
saad_17
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اااااااااااااا لك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البدانة, الحضارة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc