لقد كانت المرأة تدفن حية في التراب ، والبعض يغرقها ، وآخرون يذبحونها أو يبيعونها .
وقد كانت العرب تقول لمن رزق بنتا :
( آمنكم الله عارها ، وكفاكم مؤنتها ، وصاهرتم القبر )
ويقول شاعرهم :
لكل أب بنت يراعي شؤونها ...... ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر
فبعل يراعيها وخدر يكنهـــا....... وقبر يواريها وخيرهم القبــر
فجاء الاسلام بنوره وحرم هذه الأفعال فقال الله – سبحانه وتعالى : «وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون » سورة النحل الآية 58-59
وقال جل شأنه وعلا : « وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت »سورة التكويرالآية 8-9
ونادى الاسلام بفضل تربية البنات :
فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها ، فأطعمتها ثلاث تمرات ، فأعطت كل واحدة منهما تمرة ، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها ، فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال :«إن الله قد أوجب لها الجنة أو أعتقها بها من النار » أخرجه مسلم .
وقال كذلك عليه الصلاة والسلام : « من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ، وضم أصابعه » أخرجه مسلم والترمذي .
دخل عبد الله بن الزبير على معاوية بن أبي سفيان وبنية تتمرغ على صدره فقال ابن الزبير : أمطها عنك يا أمير المؤمنين . فقال معاوية : مهلا يا ابن الزبير ، فما مرض المرضى ، ولابكى الموتى ، ولابر الأحياء كهن .
فقال ابن الزبير : قد تركتهن آثر عندي من الأبناء .
وقال ابن المقفع لرجل ولدت له بنت : ( بارك الله لك في الابنة المستفادة ، وجعلها لكم زينا ، وأجرى لكم عليها خيرا ، فلا تكرهونهن فإنهن الأمهات والأخوات والعمات والخالات ومنهن الباقيات الصالحات ورب غلام ساء أهله بعد مسرتهم ورب جارية فرحت أهلها بعد مساءتهم ).
ورزقت امرأة ببنت ، فقيل لها إنها بنت ، فأنشدت تفخر قائلة :
وماعلي أن تكون جاريـــــه ....... تحفظ بيتي وترد العاريــــه
تمشط رأسي وتكون الغاليه ....... وتحمل الفاضل من خماريه
حتى إذا بلغت ثمانيـــــــــه ....... وزينت بنقبة يمانيـــــــــــــه
زوجتها مروان أو معاويه ....... أزواج صدق بمهور غاليـــه
إن الاسلام أراد أن يجعل البنات في مرتبة عليا ومنزلة سامية وفي هذا يقول الصاحب بن عباد :
( أهلا وسهلا بعقيلة النساء ، وأم الأبناء ، وجالبة الأصهار والأولاد الأطهار .
فلو كان النساء كمن ذكرنــــــا ...... لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ....... وما التذكير فخر للهـــــلال)
ثم يكمل الصاحب بن عباد حديثة عن البنت وفضلها :
( الدنيا مؤنثة ، والرجال يخدمونها ، والأرض مؤنثة ، ومنها خلقت البرية ، وفيها كثرت الذرية ، والسماء مؤنثة ، وقد زينت بالكواكب وحليت بالنجم الثاقب ، والنفس مؤنثة ، وهي قوام الأبدان ، وملاك الحيوان ، والحياة مؤنثة ولولاها لم تتصرف الأجسام ولا عرف الأنام ، والجنة مؤنثة وبها وعد المتقون وفيها ينعم المرسلون ).
لكن
بعد مرور قرون لا زال الأولياء يقومون بوأد بناتهم لكن بصور مختلفة :
- عدم تعليمهن خاصة في القرى والأرياف .
- عدم قيدهن في الدفتر العائلي لمنعهن من الدراسة والميراث
- معاملة الذكور معاملة خاصة مبنية على تسلط الأخ على أخته والكل يشجع ولا أحد يردع .
- سوء معاملة البنات شفويا أو جسديا من قبل الوالدين والإخوة كذلك .
- عدم تمكين البنات من الميراث لأنه حسب العرف لا يحق لهن ذلك .
- منع البنات من الزواج لاستغلالهن في الأعمال المنزلية إن كن أميات أما إن كن عاملات فلتحميلهن الأعباء المادية وذلك من باب رد الجميل للأولياء .
- متى سينتهي وأد البنات ياترى ؟
اتقوا الله في بناتكم وأخواتكم .