تبديل النظام وليس الطربوش
[ 16/01/2011 - 10:30 ص ]
د. عصام شاور
دول متخلفة، تحكمها أنظمة دكتاتورية تبيع البلاد والعباد لمن يمكنها من رقاب شعوبها وثرواتها ويضمن لها البقاء في الحكم أطول فترة ممكنة، فإن تبدلت الظروف وتغيرت الأحوال يغادرون وكأنه لا صلة لهم بتلك البلاد ولا بأهلها، ولكن تظل احزابهم و زبانيتهم وأدواتهم من الذين لا يملكون الفرصة للفرار، فإما تتم محاكمتهم ومحاسبتهم وإما ينجحون في البقاء بانتظار الفرصة للاستيلاء على الحكم مرة أخرى لاستئناف عملية استعباد شعوبهم لصالح أسيادهم سواء في الشرق أو الغرب.
ليس الرئيس وحده هو من يحكم ولا عائلته، وإنما الحزب وحراس النظام وربما يكون الرئيس مجرد بيدق على رقعة الشطرنج، والشعوب إذا أرادت التغيير فإنه يتوجب عليها القيام بعملية " اجتثاث" و" استئصال" حتى لا تنبت رؤوسا خبيثة لتنقلب على الشعب وخياراته فتذهب التضحيات والدماء هدرا، فتغيير الرئيس والإبقاء على النظام أو أدواته هو أشبه بتبديل " الطربوش " مع الإبقاء على الرأس المستحق للتغيير أو التغييب، فيستمر امتصاص دم الشعب وتعذيبه وإهدار كرامته، ويستمر الفاسدون في السيطرة على مقدرات البلاد وخيراتها.
التاريخ يزخر بالأمثلة التي حدث فيها خداع الشعوب، فهي تثور وتقدم التضحيات الجسام ولكنها لا تحسن القطاف، فتستبدل ظالماً بظالم وطاغية بطاغية، والمشهد في تونس هو قريب مما نتحدث عنه.
فمن تولى نيابة عن الرئيس الهارب زين العابدين بن علي هو اشد ظلما وبطشا منه، فالوزير الأول أو رئيس الحكومة هو رأس الحربة وحد السيف الذي يذبح به الشعب، والشعب التونسي يدرك ذلك وأصوات كثيرة تحذر من الانخداع لمثل تلك اللعبة التي ما عادت تنطلي عليه.
ونتمنى أن لا يهدأ الشعب التونسي إلا إذا نجح في استئصال كامل للحزب الحاكم مع تولي حكومة إنقاذ وطني أو لجان يختارها الشعب لتصل به بر الأمان، دون استثناء أي حزب من أحزاب المعارضة وان لم ترض عنه فرنسا والغرب مثل حزب النهضة الإسلامي والذي استثناه محمد الغنوشي من مشاوراته مع المعارضة وكأنهم يريدون التحريض ضده ومحاربته لأنه الضمانة الوحيدة لعدم عودة الفساد والفاسدين ووكلاء الغرب الكافر.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-01-16, 18:12
تبديل النظام وليس الطربوش
العرض العادي
