خدوا العبرة من اخونكم ايها الشباب وابتعدوا عن هذا القطاع الحقير لموظفيه. انظروا ماذا يجرى فى الساحة هذه الايام الاضرابات ولا احد يستجيب لهم. ادهبوا وفتشوا عن مهن اشرف من مهنة التعليم فى هذا البلد لان القطاعات الاخرى فيها الراحة التامة والقيمة والامتيازات و... التى لا توجد فى قطاع التربية ولا يسمع بها. " الم تكن ارض الله واسعة فتهاجرون ؟ " والله ستندمون كما ندمنا نحن ولكن بعد ان امضينا كل عمرنا وافنينا شبابنا فى هذا القطاع الحقار الذى لا يقيم ابنائه. والله لا اتمنى ان يدخل ابنائى للتعليم ولا اسمح لهم بذلك ما دمت فوق الارض واقبلهم بطالين وحيطيست واخدم عليهم على ان يكونوا معلمين واساتذة فى هذا المجتمع الذى لا يعرف قيمة المعلم والتعليم. انى على ابواب التقاعد ولا يفصلنى عنه سوى شهور معدودة وانتظر بشغف خروجى من التعليم كانى فى السجن. ولن اندم عليه بتاتا ولا التفت حتى للجهة التى توجد بها المدرسة عند مرورى فى الشارع. كل ذكرياتى مع التعليم قانطة ولا يوجد فيها ما يسرالا المرارة. فحذارى ثم حذارى من الوقوع فى الغلطة التى وقعنا فيها عندما كنا شباب ولم نجد من ينقذنا. الله غالب اخوانى وابنائى هذه حقيقة التعليم فى بلادنا ولا اريدكم ان تتعذبوا مثلنا. اعملوا كل شىء وادخلوا فى كل القطاعات الا التعليم رغم ان شان المعلم عند الله عظيم ولكن التعب والمرض والجنون والملل والفقر والحقرة والتهميش وفراغ الجيب و... لا يفارقكم طول حياتكم. انظروا الى المعلمين والاساتدة حولكم. انهم فى المراتب الاخيرة فى المجتمع لا قيمة ولا مكانة ولا مال ولا جاه ولا احد ينظر اليهم ولا معين والكل يضحك عليهم.
اخيرا قبل ان تقرروا مصيركم فكروا جيدا بعقولكم ولا تغالطكم العطل التى يقال عن المعلم بانه دائما فى عطلة. ان الموظف فى القطاعات الاخرى لا يعمل اكثر من ساعة او اثنان فى اليوم وبكل راحة وهو فى عطلة دائمة مدفوعة التكاليف اما المعلم والاستاد فيعمل فى النهار من الصباح الى المساء ويسهر ايضا مع التحضير وقد يصل به الوقت الى الساعات الاولى من الفجر. هذا هو التعليم يا من لا تعرف هذا العمل. والله لقد ندمت كثيرا كثيرا رغم ان الندم لا ينفع على ضياع وقتى فى التعليم لان كل اصدقائى فى مناصب عليا وبقيمتهم ولهم المال والسيارة والسكن ويعيشون فى رخاء وقد دهبوا الى الحج واعتمروا عدة مرات وهم يتنعمون فى الخيرات التى لا احلم بها حتى ولو اصبحت فى مكان بن بوزيد. والله اشتاق لتادية العمرة ولكن حالتى المالية لا تسمح حتى ولو بلغت من الكبر عتيا
اللهم اشهد قد بلغنا الرسالة الى شباب اليوم. يقول المثل الشعبى " سال المجرب ولا تسال طبيب ". هذه نصيحتى لكل المقبلين على امتهان وظيفة التعليم مستقبلا. اذا اخدتم بنصائحى وفزتم فى المستقبل فترحموا على وعلى والدى واما اذا ولجتم هذا القطاع وندمتم فتذكرونى بالخير وادعوا لى ايضا بالخير على هذه النصائح.
اخيرا اتمنى الخير للجميع وخاصة اولئك المقتنعين بالدخول الى التعليم برغبتهم. شكرا والسلام عليكم.