المجاهد البطل رمز الشجاعة و الصمود ** بن نجوع الفازع **
المولد و النشأة :
المجاهد المرحوم البطل الفذ ، عاش الثورة في جبال بني صالح ، سوق أهراس ، جبال قالمة سدراتة ، جبال الطارف ، جبال الجرف ، أم الكماكم ، آرقو ، الجبل الأبيض و جبل أحمر خدو .
من رعيل الأوائل الذين التحقوا بالثورة سنة 1955 ، من مواليد 1916 بالمزرعة بلدية العقلة . نشأ يتيم الأبوين فكفلته زوجة أبيه المدعوة " حفصية " إلى أن صار صبيا ، تعلم الفروسية و الصيد و الفلاحة ، فكان المتميز بين أترابه دائما لبنيته القوية و شجاعته الفائقة التي أهلته لأن يكون دائما الأفضل بين الجميع .
نشاطاته قبل الثورة :
تم تجنيد المجاهد إجباريا في صفوف جنود فرنسا من سنة 1934 إلى 1946 من خلال تنقله بالثكنات العسكرية ، إستطاع التمرد و الفرار في مارس 1939 من بسكرة حاملا سلاح ثموني ألماني و 150 خرطوشة كذخيرة و خنجرا و قنبلة يدوية و منظار ، إلتحق بثلاثة من رفاقه مناعي محمد و دربال لمين المدعو " أغيـــول " لمحاربة مرتزقة فرنسا و مجرميها ، حيث صدرت في شأنه مذكرة توقيف و بحث من وزارة الدفاع الفرنسي ، حيث أن الدرك الفرنسي وجد حيلة للقبض عليه في جمع كل أفراد عائلته و أقاربه و التهديد بقتلهم في محتشد الشريعة و هذا كوسيلة للضغط عليه . فاضطر إلى تسليم نفسه إلى القايد " الحفصي " مقابل إخلاء سبيل العائلة و الأقارب كشرف لهم .
حكمت عليه المحكمة الفرنسية جناية بـ 04 سنوات سجنا نافذة ، و عندما إندلعت الحرب العالمية الثانية ، أرسل إجباريا من السجن إلى ساحة المعارك لمحاربة الألمان .
تكوّن في المجال العسكري و تدرب و عرف الحنكة العسكرية و خاض معارك حربية عديدة نذكر منها : معركة " الالزاس و اللورين " بالحدود البلجيكية الألمانية الفرنسية . و منها تنقل إلى الحرب الصينية . و المدة التي قضاها تقدر بحوالي 17 سنة حسب وثيقة الجنرال الفرنسي الموجودة في أرشيف فرنسا .
إنضمامه إلى الثورة :
إن تجربته التي خاضها ضد الألمان ساهمت في صقل شخصيته العسكرية ، و زادت في قدرته على التخطيط ، فالتحق برعيل الثورة في 05 جانفي 1955 ، كما روى في مذكرته تحت قيادة رموز الثورة و صانعيها مثل : بابانا ساعي ، شريط لزهر و عمر البوقصي .
المعارك و الكمائن التي شارك فيها :
شارك المجاهد الرمز في 21 معركة منها : الحميمة و معركة جبل آرقو الكبير سنة 1955 و 1956 ، كما عايش حصار الجرف الشهير و شهد كمين سطح قنتيس و كمين مسكيانة مع القائد " بخوش " .
لقد شهد المجاهد المرحوم " بن نجوع الفازع " معارك عديدة و كمائن كثيرة ، فعاش وقائعها و تأثر بأفراحها و مآسيها ، و أبلى فيها البلاء الحسن إلى أن منّ الله على الجزائر الحبيبة بالإستقلال و الكرامة .
حياته بعد الإستقلال :
واصل المجاهد نضاله و جهاده في صفوف الجيش الوطني الشعبي إلى غاية 1965 ثم إحالته على التقاعد من شركة وطنية . و بقي على عهده وفيا لمبادئه التي كان عليها دائما .
التحق بالرفيق الأعلى و هو يحمل في قلبه شعاع الرسالة النوفمبرية الخالدة بتاريخ 03 جويلية 2006 .
توفي المجاهد و ترك مذكرة عن الثورة و حياته العسكرية .
يوجد حي بمدينة تبسة يسمى بإسمه " حي 120 سكن سابقا " و هو اليوم يحمل إسم المجاهد الغني عن التعريف .
تعليق
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ****** و على قدر أهل الكرام تأتي المكارم
رحل المجاهد البطل " بن نجوع الفازع " تاركا وراءه كنزا كبيرا يستحق أن يكون نبراسا منيرا و رسالة أمل لتواصل الأجيال و اقتدائهم بالخلف الصالح و تخليدا للرسالة النوفمبرية التي أعطت للجزائر مكانة قوية في محافل الدول التي تكافح من اجل استقلالها و حرياتها و كرامتها .
عاشت الجزائر و المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .