![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد هذا والحياء أنواع شتى وصنوف متعددة إلا أن أرقى أنواع الحياء من النفس. قال بعض السلف: (من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده وقار). ومن الحياء الحياء من سؤال غير الله: كان لبعضهم فرس خرج به في سفرة له فمات الفرس فقال الرجل: (اللهم لا تجعل لأحد علي منة, فإني استحي من سؤال غيرك), وعلم الله صدقه فأحيا له فرسه حتى إذا ركبه ورجع به إلى أهله وأراد غلامه أن يأخذ بلجامه قال صاحبنا: (دعه يا بني فإنه عارية) فخر الفرس ميتاً بعد أن أدى مهمته. ومن الحياء حياء الجناية: وهو أن تستشعر حالك وأنت ماثل أمام الله -تعالى- ملطخاً بالأوزار, ويا له من موقف تزلزلت له قلوب العارفين. فهذا الفضيل بن عياض يرى جموع الحجيج في عرفات فيتذكر بجمعهم يوم الجمع فيقبض على لحيته قائلاً: (واسوأتاه منك وإن عفوت), وصدق ونصح -رحمه الله- وإلا فأخبرني بربك بأي قدم سنقف بين يدي الله؟! وبأي وجه سنلقاه إذا وافيناه مذنبين عراة من التوبة. إذا ما قال لي ربي أما استحييت أن تعصيني وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني فما قولي له لما يعاتبني ويقصيني وإذا كان المذكور سلفاً هو الحياء المحمود فهناك حياء مذموم، بل ليس بحياء ولكنه عجز وخور. فمن ذلك أن يستحي الرجل لوجاهة أو لكبر سن أو لغير ذلك أن يسأل من دونه ويؤثر أن يبقى في ظلمات الجهل, وصدق مجاهد -رحمه الله- حيث يقول: (لا يتعلم العلم مستح أو متكبر). ومن الحياء المكذوب: أن يقرض رجل غيره مالاً ثم يستحي بزعمه أن يُوثق هذا الدين أو يشهد عليه, وقد قال- الله تعالى-: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ)(البقرة: من الآية282), وهذا مهما دعا على ظالم أكل حقه فقد لا يستجاب له لأنه الذي فرط في حقه. وإذا كانت إيصالات الأمانة والشيكات لا تغني عن أهلها شيئاً في كثير من الأحيان فكيف إذا عُدِمَت؟! ومن الحياء المكذوب: أن ترى حرمات الله تنتهك فتؤثر السكوت حياءً من الناس وهيبة لهم, وهذا وباء وسم قاتل حذرنا منه -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق علمه أو شهده أو سمعه). وقال عبيد بن عمير: (آثروا الحياء من الله علي الحياء من الناس ). اللهم اهدنا إلى أحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت, واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت. وصلي الله على النبي, والحمد لله رب العالمين.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الجدال, الإسلام |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc