الإنسان ولسانه
البشر فريقان فريقيقوده لسانه وفريق يقود لسانه فالحكيم هو من يقود لسانه ويتحكم به فمتى يلزم الصمتيصمت ومتى يجب الكلام يتكلم بينما المتسرع الذي يقوده لسانه نجده يتكلم دائما" وآخرمن يصمت في أي مجلس يكون ومن يتكلم كثيرا" يعتبر نفسه من الأذكياء فلكل مجال كلاموفي كل بيان له رأي , يتكلم بكل شيء ولا يصمت أبدا" وكم من الناس أدى بهم لسانهمإلى التهلكة والاختلاف مع الآخرين وكم منهم سبب العداوات بين الجماعات وهؤلاء تكثرلديهم زلات اللسان فاللسان له أبلغ الأثر في حياة كل إنسان واللذين يثرثرون ينطبقعليهم القول : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . ويقول الإمام الشافعي :
احـفظ لسانـك أيـها الإنسـان لايلدغنـك إنـه ثعبـان
كم في المقابرمن قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الأقران
فكم نسمع تحذير الناس من ألسنة البعض والحكمة الشعبيةدائما" تتردد بأن لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك ومن هنا تظهر عظمةمسؤولية اللسان فإذا تكلم أحدهم بحكمة وموعظة حسنة ورأي سديد يقال عن لسانه ماأعذبه وإذا ثرثر واغتاب الآخرين يقال لسانه ما أخبثه ويظهر ذلك جليا" في مجال العملوالتجمعات البشرية فكم من الناس يعتادون الثرثرة والنميمة فإذا حضر أحدهم إلى مكانمعين ويوجد ناس حاضرون فمجرد وصوله سرعان ما يصمتون وإذا أحد منهم تكلم فيتكلم بحذرشديد ويعتبرون حضور هذا الشخص غير مرغوب فيه ونجده دائما" يعطيك من طرف اللسانحلاوة ويروغ كما يروغ الثعلب ويلتصق بك ويكثر من الزيارات وبدون أن ينتظر دعوة أحدويشعرك بأنه ينقل حديث سمعه عنك من الآخرين ويوهمك بأنه يقول الحقيقة ومن غيرتهعليك وحرصه الشديد على سمعتك نقل هذا الحديث ولا يقدّر إنه في نقله أساء له وربمايسبب العداوة أو الحقد الشديد وعلينا التأكد من صحة النقل قبل اتخاذ أي موقف كانبشأن المنقول عنهلأن الواشي لا ينقل الحادثة كما هي بل ربما جزء منها أو مبهرّة منقبله وإذا قلنا لا تقربوا الصلاة ونكتفي بذلك كأننا نمنع الناس من الصلاة أما إذاكملنا القول وأنتم سكارى فيستقيم المعنى ويصبح إذا كنتم سكارى لا تقربوا الصلاة لأنالصلاة تحتاج إلى ذهن صاف وسيطرة على الذات والإنسان السكران لا يفهم شيئا" منالصلاة لا هو ولا غيره ولا يؤديها بخشوع وتقوى وصدق لأن السكران لابد له من الوقوعفي الخطأ أثناء حديثه العادي فكيف أثناء الصلاة وكم من العقلاء يتعلمون الصمت منالثرثارين والبلاغة والمنطق من الحكماء والمفكرين فعلينا أن نعي تأثير هذا اللغزالكبير الذي نسميه اللسان ونعرف مدى تأثيره البليغ علينا وعلى غيرنا وليكن حديثناالحديث العذب المستساغ المحبب من الجميع ولا نترك للساننا العنان بل نجعل له ضوابطوقيود لأنه قطعة من اللحم في الفم يمكن التحكم به ونديره في أي اتجاه نريد وأرجوالإضافات وبيان تأثيرات اللسان من خلال مواقف ونتائج وقصص واقعية لنعطي العبرةوالفائدة وشكرا