قيود الزمن

[رَزَانْ]

قيود الزمن
وبقايا الأمل
في رحلة العمر
/
/

كم يصعب عليَّ التحمّـل
كم يصعب عليَّ الانتظــار
سفـري بعيد ... محتــّم
مــا من خيــار
أُرغِمتُ أن أستقِلَّ حافلةَ الحياة
قبل أن تنطلق بلحظات
/
/
ولأن حظّي في الحياة قليل
قيل لي ذاك هو مكانكِ في المقعد الخلفي هناك
جلست بهدوء بصمت بوهم الرضا دون إزعاج
ما من خيــار
سفري بعيد ... محتـّـم
وزادي واحدٌ ووحيد
اكتفيت به وبتُّ على يقين
أن كلَّ زادٍ دونَه سينفد
مع كلِّ موجة إعصـار
لم أضعه خلفي ولا أسفل مني
بل جعلته بين ناظري بيميني
أمسكه بكل ما أوتيت من قوة
خوفاً من الذلِّ والانكسـار
زادي إخلاصي وكفى
كدتٌ أغفو وأوشكت أن أفلته
لكن سرعان ما استفاق ضميري
وأعدت إحكام الوثاق
وهيأتُ لضميري – في حالِ غَفَا -
رنّاتِ تنبيهٍ ورسائلَ استذكـار
ظللتُ أتفقّدُ إخلاصي
أوثقه بأصدقِ أحساسي
إلى أين يا تُرَى سيقلّني هذه المرة .. ؟؟
إلى أين ؟؟
آآآه تذكرت
قيل لي أن الإخلاص أحدُ أمرين
إما أن تهرب من ...
أو تركض إلى ...
أما أنا فممن أهرب ؟؟
وإلى من أركض ؟؟
ما زلت لا أعرف
!!
يصعب عليّ أن أقرر
حين تقف في وجهي أعاصير الظلام
سواد في سواد وتيه وضياع
فكرت وفكرت وفكرت ...
ثم
فتحت النافذة وأزلت الستار
وظللت ألاَحِقُ بقَايَا الأمل في ذاك الطريق المحتّم
جعلت انظر وانظر وأدقق النظر
ولوهلة خيّل لي أن كل أشجار الأمل على حافة الطريق تسير بمعيّتي
تسير برفقتي مصاحبةً أيّايَا في رحلة العمر وسفري البعيد بحثاً عن ... هروباً مِن ...
ثم يفاجئني القدر بحقيقة لا تنكر : أن كل شجر لازم مكانه خلئ به لا يبرحه
واني وحدي من كنت أسير برفقة وهم النظر وهاجس الأمل وسراب الشجر
كم يصعب علي تصديق ذلك
ثم أيقنت انه مهما استطال نظري وتدفقت مخيلتي
سأبقى رهينة مقعدي الخلفي
أسيرة إخلاصي
آآآهٍ
سئمت الركض خلف الأوهام
سأغلق تلك النافذة وانزل الستار
واسترخي بهدوء لأنام
علني استبصر ما كنت باحثة عنه في جديد الأحلام
ليل يطوووول وأحلاآآآآم تنهمر ...
وبين الحلم والآخر .. يرنّ المنبه
و يستفيق الضمير ليتفقد إخلاصي ..
ويا خوفي مما سيكون الغد
و كم سيصعب علي التحمّل لو استحال المرام
/
/
وهكذا تستمر رحلةُ العمر وتطول
وتستأنف الدروبُ لحظاتِ الضياع
ويُوثِقُ القدرُ قيودَ الزمن
وكم يسعني التحمّل ؟؟
وإلى متى ؟؟
/
/
/
/
خالص تحياتي / نجاة
13 / 03/ 2011