وحيد حامد الدهشان
نَادَيْتُهُ: قُمْ لَنَا نَحْتَاجُكَ الآنَا **** فَفِي غِيَابِكَ فَاضَ النَّهْرُ أَحْزَانَا
رُبُوعُنَا أَجْدَبَتْ وَاصْفَرَّ بُرْعُمُنَا **** وَفِي رُبَانَا تَنَامَى الشَّوْكُ أَلْوَانَا
وَأَقْفَرَ الرَّوْضُ وَارْتَاعَتْ بَلابِلُهُ **** أَنَّى نَظَرْنَا نَجِدْ بُومًا وَغِرْبَانَا
مَرَارَةُ الذُّلِّ مَلَّتْ مِنْ بَلادَتِنَا **** وَهَلْ يُحِسُّ بِطَعْمِ الذُّلِّ مَنْ هَانَا؟!
عَافَ الحَيَاءُ وُجُوهًا لا تُفَارِقُنَا **** إِلاَّ عَلَى ظَهْرِهَا إِنْ شَاءَ مَوْلانَا
عَافَ الحَيَاءُ وُجُوهًا لا تُفَارِقُنَا **** هِيَ العِقَابُ عَلَى شَتَّى خَطَايَانَا
أَثْوَابُ عِزَّتِنَا فِي الوَحْلِ نَغْسِلُهَا **** يَزْدَادُ مِنْ عَجْزِنَا المَخْذُولُ خِذْلانَا
• • •
نَادَيْتُهُ: قُمْ لَنَا نَحْتَاجُكَ الآنَا ***** نَحْتَاجُ خَالِدَ، وَالقَعْقَاعَ فُرْسَانَا
فَقَالَ: هَبْ أَنَّنِي لَبَّيْتُ صَائِحَكُمْ ***** وَجِئْتُ أَقْطَعُ تَارِيخًا وَأَزْمَانَا
وَقُمْتُ مِنْ مَرْقَدِي حَتَّى أُعَاوِنَكُمْ ***** لِكَيْ نُعِيدَ مِنَ الأَمْجَادِ مَا كَانَا
هَلْ تَقْبَلُونَ مَجِيئِي فِي بِلادِكُمُ؟ ***** وَهَلْ أَعُودُ كَمَا قَدْ كُنْتُ سُلْطَانَا؟!
أُجَهِّزُ الجُنْدَ بَدْءًا مِنْ عَقِيدَتِهِمْ ***** وَأَشْحَذُ العَزْمَ إِخْلاصًا وَإِيمَانَا
أُثِيرُ فِي النَّاسِ طَاقَاتٍ مُعَطَّلَةً ***** وَأَنْصِبُ العَدْلَ بَيْنَ الشَّعْبِ مِيزَانَا
حُبَّ الشَّهَادَةِ فِي الأَعْمَاقِ أَغْرِسُهُ ***** كَيْ يُصْبِحَ الفَرْدُ فِي المَيْدَانِ بُرْكَانَا
أُوَسِّدُ الأَمْرَ لِلأَطْهَارِ مُقْتَدِيًا ***** وَلا أُقِيمُ عَلَى الأَغْنَامِ ذُؤْبَانَا
أَخْتَارُ حَاشِيَةً بِاللَّهِ مُؤْمِنَةً ***** فَلَسْتُ فِرْعَوْنَ كَيْ أَحْتَاجَ هَامَانَا
• • •
وَقَالَ لِي وَالأَسَى يَكْسُو مَلامِحَهُ ***** وَلا يُطِيقُ لِهَوْلِ الخَطْبِ كِتْمَانَا
قُلْ لِي بِرَبِّكَ إِنْ أَصْبَحْتُ بَيْنَكُمُ ***** أَذَاعَ عَنْ عَوْدَتِي التِّلْفَازُ إِعْلانَا
مَنْ فِي المُلُوكِ سَيُعْطِينِي دُوَيْلَتَهُ ***** وَمَنْ سَيَسْعَى لِلَمِّ الشَّمْلِ مِعْوَانَا
وَإِنْ أَبَوْا وَامْتَطَى كُلٌّ حَمَاقَتَهُ ***** قَالُوا: مَلَكْنَا وَقَالُوا: الشَّعْبُ زَكَّانَا
هَلْ يَمْلِكُ الشَّعْبُ أَنْ يَخْتَارَ حَاكِمَهُ ***** أَمْ أَصْبَحَ الأَمْرُ مِيرَاثًا وَطُغْيَانَا؟!
وَلَوْ تَمَسَّكَ بِي مِنْ بَيْنِكُمْ نَفَرٌ ***** وَجَمَّعُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَقْرَانَا
هَلْ يَسْمَحُونَ بِحِزْبٍ لَوْ عَلَى مَضَضٍ ***** إِذَا اتَّخَذْتُمْ صَلاحَ الدِّينِ عُنْوَانَا
• • •
وَقَالَ لِي: إِنَّكُمْ بِعْتُمْ قَضِيَّتَكُمْ ***** بِاسْمِ السَّلامِ اسْتَحَالَ القَوْمُ فِئْرَانَا
سَيْفِي سَيُؤْخَذُ مِنِّي إِنْ أَتَيْتُكُمُ ***** أَمَّا حِصَانِي فَلَنْ يَرْتَادَ مَيْدَانَا
قَدْ يَشْتَرِيهِ ثَرِيٌّ رُبَّمَا دَفَعُوا ***** إِلَى السِّبَاقِ بِهِ لا نَحْوَ أَقْصَانَا
وَقَدْ يَمُوتُ اكْتِئَابًا فِي مَزَارِعِكُمْ ***** وَالعَجْزُ يَفْتِكُ بِالأَحْرَارِ أَحْيَانَا
وَرُبَّمَا خِسَّةً قَامَتْ صَحَافَتُكُمْ ***** بِحَمْلَةٍ تَزْدَرِي عَهْدِي الَّذِي كَانَا
وَرُبَّمَا أَلْصَقُوا بِي أَيَّ مَنْقَصَةٍ ***** وَصِرْتُ بَعْدَ الَّذِي قَدْ كُنْتُ - خَوَّانَا
وَرُبَّمَا الأَمْنُ بَعْدَ البَحْثِ صَنَّفَنِي ***** وَأَثْبَتُوا أَنَّنِي كَمْ زُرْتُ إِيرَانَا
وَسَجَّلُوا لِي اعْتِرَافًا حَسْبَمَا رَغِبُوا ***** وَصَدَّقَ النَّاسُ بِالإِلْحَاحِ بُهْتَانَا
وَرُبَّمَا قَالَ أَهْلُ الحُكْمِ فِي ثِقَةٍ ***** إِنِّي انْتَمَيْتُ لِمَنْ يُدْعَوْنَ إِخْوَانَا
وَغَايَةُ الأَمْرِ بِالقَانُونِ تُنْصَبُ لِي ***** مُحَاكَمَاتٌ بِهَا نَزْدَادُ نُقْصَانَا
وَرُبَّمَا الغَرْبُ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا صَنَعُوا ***** وَمَجْلِسُ الأَمْنِ إِرْضَاءً وَعِرْفَانَا
لَنْ تَسْتَرِيحَ جُفُونٌ فِي مَطَابِخِهِ ***** إِلاَّ إِذَا نَفَّذُوا المَطْلُوبَ إِذْعَانَا
"جُوَانْتَنَامُو" مَصِيرٌ فِي بَرَاثِنِهِ ***** أَلْقَى الهَوَانَ وَمَا هَذِي سَجَايَانَا
فَهَلْ تُرِيدُ صَلاحَ الدِّينِ يَا وَلَدِي ***** حَتَّى يُقَدَّمَ لِلأَعْدَاءِ قُرْبَانَا؟!
كُلُّ الفَوَارِسِ فِي التَّارِيخِ تُعْلِنُهَا: ***** تَبًّا لِدُنْيَاكُمُ دَعْنَا بِمَثْوَانَا