أيّها الشباب.. الجزائر أوّلا وأخيرا

[tarek22]

أمن الوطن واستقراره لا يمكن أن يكون أو ينحصر في سلعة ارتفعت أو فقدت من السوق أو احتكرها فلان أو علاّن، كلّ ذلك لا يساوي شيئا أمام قدسية الوطن وجلاله وإلاّ تساوى كلّ شيء ولم يعد للأوطان قيمة ولا هبة ولا واجبات نحوها، وبالتالي أصبح همّ كلّ من هبّ ودبّ على أرضها هدفه يلبّي رغباته ويشبع نزواته وكأنه عابر سبيل.
من حقّ المواطن أن يعيش في وطنه مكرّما معزّزا، لكن من واجبه أيضا أن يؤدّي ما عليه من حقوق نحو وطنه فلا ينهب ولا يحطّم ولا يغشّ ولا يحتكر، لكن يجتهد في أن يقدّم خدماته لبني وطنه دون أن ينتظر جزاء أو شكورا من أحد كائن من كان. أمّا أن يخرج الشباب من النّاس يلوّح بالخراب ذات اليمين وذات الشمال في الممتلكات العامّة والخاصّة دون حساب للعاقبة ودون التفكير في النتيجة وبدون هدف مرسوم فهذا يعتبر ضربا من الجنون وتهوّرا لا يخدم الوطن ولا المواطن الذي خرج محتجّا على سياسة ارتفاع أسعار المواد الواسعة الاستهلاك شعبيا، والتي يتحكّم فيها من حيث الاستيراد والتوزيع القطاع الخاصّ، والذي يبدو أن تجاوز بعض الحدود. حيث وبدعوى ارتفاع هذه المواد المتمثّلة في الزيت والسكر والحبوب وحتى >الدقيق< ومشتقّاته لم تسلم من العملية، عالميا، وإن كان هذا صحيحا إلاّ أن الذي أثّر أكثر في القدرة الاستهلاكية وجعل أصحاب الدّخل المحدود في وضع لا يحسد عليه هو الارتفاع المفاجئ وغير المبرر والمتكرّر دون سابق إنذار.
رغم ما حدث ويحدث الآن لا يمكن تبرير ما وقع من طرف شبابنا الذي يبدو أنهم تسرّعوا وانجروا إلى مالا يحمد عقباه، فالتخريب أوتحطيم أملاك الغير لا يأتي بالخير على الوطن، فهذه الممتلكات ملك للشعب الجزائري، وهي في خدمة الجميع كأن يمكن أن يكون الاحتجاج بطريقة هادئة وسلمية ذلك أن السلطات العمومية هدفها هو خدمة المواطن والحفاظ على الوطن، وهذا ما يجب أن نتعاون لأجله ونعمل لصالحه.
الشيخ بن خليفة