السلام عليكم...
لقد اخترت لكم مجموعة من الابيات الشعرية البليغة في صفة الدنيا مقتبسة من كتاب الزمردة في المواعظ والزهد من سلسلة العقد الفريد. وأتمنى أن تنال اعجابكم.
قال أبو العتاهية:
رضيت بذي الدنيا ككل مكاثر***********ملح على الدنيا وكل مفاخر
ألم ترها تسقيه حتى إذا صبا**********فرت حلقه منها بشفرة جازر
ولا تعدل الدنيا جناح بعوضة**********لدى الله أو مقدار نغبة طائر
فلم برض بالدنيا ثوابا لمؤمن**********ولم يرض بالدنيا عقابا لكافر
وقال أيضا:
هـي الـدنيا إذا كمــلت *********وتم سـرورها خـذلـت
وتفعل في الذين بقوا*********كما فيمن مضى فعلت
قال الشاعر:
ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها********فحيثما انقلبت يوما به انقلبوا
يعظمون أخا الـدنيا وإن وثبت********يوما عليه بما لا يشتهي وثبوا
وقال آخر:
يا خاطب الدنيا إلى نفسه******** تنح عن خطبتها تسلم
إن الـتي تخـطـب غـرارة*********قريبة العرس من المأتم
وقال بعض الشعراء يصف الدنيا:
لقد غرت الدنيا رجالا فأصيحوا********بمنزلـة مـا بعدهـا متحـول
فسـاخـط أمـر لا يبـدل غيـره ********وراض بأمـر غيـره سيبــدل
وبالغ أمر كـان يأمـل دونـه ********ومخترم من دون ما كان يأمل
وقال هارون الرشيد:لوقيل للدنيا صفي لنا نفسك، وكانت ممن ينطق ما وصفت نفسها بأكثر من قول أبي نواس:
إذا امتحن الدنيا لبيب تكـشفت*********لـه عن عـدو في ثياب صديـق
وما الناس إلا هالك وابن هالك*********وذو نسب في الهالكين عريق
وقال آخر في صفة الدنيا:
فرحنا وراح الشامتـون عشيـة********كأن على أكتافنا فلق الصخر
لحا الله دنيا يدخل النار أهلها********وتهتك ما بين الأقارب من سنـر
ولأبي العتاهية:
كلـنا يكـثر الملامــة للـدنيا*********وكـل بحـبـها مـفـتـــــون
والــمقاديـر لا تناولـها الأو*******هام،لطفا ولا تراها العيون
ولركب الفناء في كل يوم*******حـركــات كأنهـن سـكــون
وقال أيضا:
أصبحت الـدنـيا لـنـا فتنـة********والحمد للـه علـى ذلكـا
قد أجمع الناس على ذمها*******ولا أرى منهم لها تاركا
ومن قولنا في صفة الدنيا:
ألا إنـمـا الدنيا نضــارة أيكــة*******إذا اخضر منها جانب جف جانب
هي الدار ،ما الآمال إلا فجائع*******علـيــهـا ولا اللـذات إلا مصائـب
فكم سخنت بالأمس عين قريرة*******وقرت عيون دمعها اليوم ساكب
فلا تكتحل عيناك فيها بعبرة *******علـى ذاهـب منها فإنـك ذاهـب
وقال ابراهيم بن أدهم:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ******** فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
وما سمعت في صفة الدنيا والسبب الذي يحبها الناس لأجله بأبلغ من قول القائل:
نراع بذكر الموت في حين ذكره*******وتعترض الدنيـا فنلهـو ونلعـب
ونحن بنو الدنيـا خلقـنا لغيرهــا*******وما كنت منه،فهو شيء محبب
وأحكم بيت قيل في تمثيل الدنيا قول الشاعر:
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض *******على الماء، خانته فروج الأصابع.