" يا أبتاه ... ضيعت الأمانة " ( الرجاء من أخواتنا الفتيات قرائته )

[Khaled 2]

يذكر أن صحابيا اسمه عبد الله بن مغفل – رضي الله عنه – كان إذا جلس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر على وجهه حزن وكآبة عظيمين فسأله النبي عن سبب حزنه ذلك الذي لا ينقطع أبدا .. فقال : كنت في الجاهلية وخرجت في سفر طويل .. لم أعد بعد سنوات وجئت فإذا بزوجتي كنت تركتها حاملا .. وإذا بها قد أنجبت لي طفلة تلعب بين الصبيان كأجمل ما يكون الأطفال .. قال : فأخذتها وقلت لأمها زينيها .. زينيها .. وهي تعلم أني سأوأدها وأقتلها .. فقامت أمها تزينها وبها من الهم ما بها .. زينتها وتقول لأبيها .. يا رجل لا تضيع الأمانة .. يا رجل لا تضيع الأمانة .. قال : ثم أخذتها كأجمل ما يكون الأطفال .. براءة وجمالا .. فخرجت بها إلى شعب من الشعاب .. قال .. وبقيت في ذلك الشعب الجث عند بئر أعرفها هناك .. وكانت عميقة وليس بها قطرة ماء .. قال : فوقفت على تلك البئر .. أنظر إلى تلك الصغيرة فيرق قلبي لما بها من براءة .. ليس لها أي ذنب .. ثم أتذكر نكاحها وزفافها فيقسوا قلبي عليها .. بين هاتين العاطفتين أعيش .. قال: ثم استجمعت قواي .. فأخذتها وألقيت بها في تلك البئر .. وبقيت أنتظرها .. هل ماتت ؟؟!!!
وإذا بها تقول : يا أبتاه .. ضيعت الأمانة .. يا أبتاه ضيعت الأمانة .. ترددها .. وترددها .. حتى انقطع صوتها ..
فوالله يا رسول الله .. ما ذكرت تلك الحادثة .. إلا وعلاني الهم والحزن .. وتمنيت لو كنت نسيا منسيا لو كان ذلك في الإسلام ..
ثم نظر إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم فإذا دموعه قد بللت لحيته (ص) .. واذا به يقول .. يا عبد الله والله لو كنت مقيما الحد على رجل فعل فعلا في الجاهلية .. لأقمته عليك .. لكن الإسلام يجب ما قبله ..

أختاه لم و لن تنالي العزة إلا في وسط هذا الدين .. ألا تحمدي الله يا أخت الإسلام الذي هداك لهذا الدين وشرفك به وأكرمك به .. ورفع قدرك به .. يوم ظل غيرك من نساء العالمين