عندما قرأت الإعلان في الصفحة الرئيسية أن الأميرة فلانة تهنأ أبناء بلادها بالعام الهجري الجديد تساءلت : هل عندنا أمراء في الجزائر ؟؟؟ و سرعان ما ذهب تفكيري للأمير عبد القادر و قلت في نفسي إذا كان الأمير عبد القادر قد بايعته مجموعة من القبائل الجزائرية للجهاد ضد فرنسا فهل هذا يعني أن أبناءه صاروا سلالة و أمراء بالوراثة ؟؟ ألا يشبه هذا الأرستقراطية الإقطاعية الأوروبية و طبقة النبلاء ؟؟ فقررت أن انقر على الإعلان لمعرفة ما الأمر . و بالفعل تبين أن الأميرة هي من أحفاد الامير عبد القادر . و تفاجئت بالبعض يخاطبها بسمو الاميرة مما اثار حفيظتي و جعلني اكتب هذا الموضوع .
الحاكم هو شخص يختاره الناس منهم لصفات تؤهله للحكم و يخلعونه متى رأوا ذلك و ليس له حق إلهي في الحكم ينتقل من الاب للإبن. و ليست الإمارة لقبا يتاورثه البشر بل وظيفة و مهمة تنتهي بانتهاء عهدة أو ولاية الشخص المبايع/المنتخب . إذا قبلنا أن الإمارة تكليف ينتهي بإنتهاء دواعيه فليس هناك أي مبرر لان تنتقل من الأب لابناءه أما إذا قبلنا ان الإمارة لقب وراثي كما هو في أوروبا فمعناه قبولنا بالطبقية .
الجزائر التي يرفض فيها القهواجي ان تناديه قهواجي . الجزائر التي لا تجد فيها شخصا واحدا يمسح الاحذية في الشارع . الجزائر التي لا تجد فيها تعابير التزلف و التذلل مثل "حاضر اوامرك يا باشا . يا بيه . انا في عرضك . أنا مسمار في جزمة سعادتك . خدامك ......" الجزائري الذي لا يخاف من رجل الشرطة و الجزائر التي يندر فيها أن يتجرا مسؤول أن يطلب من مرؤوسه ان يحضر له القهوة او يصرخ في وجهه . الجزائر التي تسودها رغم كل شيء ثقافة " كلنا اولاد تسع أشهر" لا نركع لشخص و لا نقبل يد شخص (كما يحدث للاسف عند الجار الشقيق) . هذه خصوصيتنا الثقافية . نسائنا لا يقبلن بالضرة ( نحن من اقل الشعوب العربية من حيث التعدد) و رجالنا لا يقبلون من يتسيد عليهم . فهل نقبل ان يكون بيننا من نناديه سمو الأمير/ الاميرة ؟؟؟؟
مع احترامي لشخص السيدة فأنا لا اعترف لا بأمير و لا بسلطان او ملك . البشر سواسية و مثل هذه الالقاب دلالة على الاستعلاء . الا يكفي أن يكون الشخص فلان بن فلان ؟؟ هذه ليس ثقافتنا في الجزائر و ربما يتناسب هذا اكثر مع ثقافة المشرق . ماكانش القاب بيناتنا في الجزائر
بانتظار أرائكم .