إلى متى هذا الاستخفاف ؟!.

[الأمير]

[align=center]إلى متى هذا الاستخفاف ؟!.[/align]

# بقلم الأستاذ : محمد بن زعبار .

كنت من المؤطرين لسير بكالوريا هذا العام الموافق لــ 2007 /2008 ، وصادف وأن كلفت بتأطير وحراسة الشعبة الأدبية للبكالوريا الجديدة ، فور إنهاء التلاميذ لإجاباتهم وخروجهم من الحجرات اتصل بي جملة من التلاميذ للاستفسار عن صحة إجاباتهم كوني أستاذ اللغة العربية ، وأنا أتصفح النص الثاني المتخير للشعبة الأدبية ــ النظام الجديد ــ ، المقتبس من عيون البصائر للإبراهيمي عن حال التعليم والمدارس إبان الفترة الاستعمارية ، كاد قلبي يتوقف من هذا الاستخفاف الذي وصلنا إليه ، فذات النص هو المقترح العام الماضي لتلاميذ السنة الرابعة في شهادة التعليم المتوسط ، والأدهى من ذلك أن أسئلة البناء اللغوي ، وهي المحور الأساس في صياغة هذه النماذج لم يجري تغييرها بل قدمت بالطريقة والكيفية ذاتها التي قدمت بها العام الماضي .

أسأل القائمين على بر مجة وإعداد الأسئلة ، إن كان الأمر قد فاتهم ، وكيف يفوتهم ؟! وكيف بهم يقبلون به ، وقد نصبتهم الوزارة وأوكلت إليهم هذه المهمة على جسامتها وعظمها ، وهم على ما هم عليه من الكفاءة والخبرة مالا يوقعهم في هذه المطبات ، وأيضا أسألهم لأقول : هل جف نبع النماذج المقترحة ، وأعيتنا الوسيلة ، فرحنا نستجدي بما أقترح سلفا ، ألا نشعر بالحرج عندما نمتحن تلاميذنا في المستوى الأعلى بأسئلة برمجت للمستوى الأدنى ؟.

لاشك أن التلاميذ في الطور المتوسط يدركون بأن ما يتلقونه من نماذج ومقترحات أسئلة ، هي من الكبر والضخامة والمستوى العالي مايؤهلها أن يكون وزنها وزن شهادة البكالوريا مثلا..

ولاشك أن التلاميذ في المرحلة النهائية من التعليم الثانوي ــ الأقسام الأدبية ــ يوقنون بأن مستواهم التعليمي لا يتعدى مستوى السنة الرابعة متوسط ، مادا م التعامل معهم يتم بهذه الكيفية ...

عدت أدراجي الليلة وأنا محتار في أمر هذا التلاعب المفضوح ، وهذه السقطات القاتلة التي تأتينا بين الفينة والأخرى من الموكلين بهَم إصلاح منظومتنا العتيدة والعريقة ، والذين قد شهد تاريخهم الحافل الكثير منها ، أاترك أمر هذه السقطة للنسيان وأخلي سبيلها ، فمالي أنا المغلوب على أمره وهذه القضايا الكبار ، أم أعري جانبها جميعا ، و أكشف موطن الداء وحقيقة المرض ؟ .

فالأمر جسيم ومن جسامته ، أن عادت بلادنا القهقرى لسنوات وسنوات ، فأضحى التلاعب أمرا مألوفا وصارت الفوضى ديدن التعاملات الرسمية ، ووجدت التمريرية مكانها الرئيس بين جنبتينا .

أملي وأنا أنقل لزملائي الأساتذة هذه المنغصات المنساقة إلى عالمنا الجميل ، المليء بالوضاءة والطهر ، أن يشار كوني هم البوح الجيد والنقد البناء والتعليق الخادم ...

ودمنا جميعا خُداما للتربية وأعوانا فاعلين في مسارها الجميل ،ولنتكاتف لنحيي فيه جذوة العطاء المحمود .