مصر الأمّ المريضة و رياح التغيير

[منير العاصمي]

قرأت مؤخّرا مقالا عن التغيير في الوطن العربي، و المؤشّرات الواقعيّة التي تنبئ عن إمكانيّة ردّ الاعتبار للعرب، و صاحب المقال انتقد النّظام المصري لأنّه هرم و عاجز عن إحداث أي تغيير في المعادلة العربيّة، إلا أنّه ما زال يعلّق الآمال الكبيرة على المفكّرين و النّاشطين المصريين، ليس لإحداث التغيير في مصر فقط بل و في الوطن العربي ككل، فهو بذلك يرى أن مصر هي البوصلة، و أن باقي العرب عليهم لأن يأكلوا من الغلّة الفكريّة التي تنتجها مصر، لعلّه يكون فيها وصفة سحريّة تنقذنا ممّا نحن فيه
طبعا أختلف مع الأخ في كون المثقف المصري قادرا على أيّ شيء، ما دام النّظام الفرعوني قائما يسوس الناس بسياسة ما أريكم إلا ما أرى، إنّ مصر اليوم تعاني من أمراض كثيرة، إذا كانت الدولة العثمانيّة قد اطلق عليها الرّجل المريض، فاسمحوا لي أن أطلق على مصر الأمّ المريضة
و السّؤال هنا هو هل يوجد أمل بالتغيير في الوطن العربي ؟
و إذا كان موجودا فهل اللاعب الساسي فيه هم العرب ؟
لا أريد أن أكتب مقالا كاملا لكي أجيب عن هذه الأسئلة و لكن سأدعكم أنتم تطرحون أفكاركم في هذا الموضوع، و سأكتفي أنا بنقل تعليقي الذي أوردته على كاتب الموضوع

يا حبيبي دعك من الكلام الذي مضى عليه زمن و نحن نلوكه كقطعة العلكة التي لم يعد لها طعم في أفواهنا
أنت تقول إن مصر تحتاج إلى ضخّ دماء ( أي تجديد الطّاقات الفكريّة )، و غيرك يقول إن مصر بحاجة إلى إراقة دماء، و آخر يقول إن مصر ما زالت تعاني أزمة دمويّة
إلى متى نبني أفكارنا على الوهم ، إن كلام الجرائد يستطيع أن يبني قصورا كاملة من الرّمال
أمّا قولك بأن الشعوب العربية تعوّل على مصر لإحداث النّهضة فهذا مجرّد بيت شعري من الأشعار التي اعتدنا قراءتها في دواوين المتملّقين
يا أخي إذا أردت التّغيير فانتظر ذلك من الدّول القويّة التي تحترم نفسها، و تظلّ وفيّة لمبادئها
و أشهد الله و أشهدكم أن التغيير لا محالة سيأتي قريبا، و لكن لن يأتي التغيير من صعاليك مصر أو أذيال السعوديّة ، و إنما سيأتي من إيران و تركيا و من الدّول ذات السيادة الحقيقية
و هذا ليس بغريب فقد سبق و أن أشرعت المفاتيح الإيرانيّة الباب على مصراعيه لتهبّ رياح التغيير العربيّة، و ذلك في فترة الإمام الخميني
و لكن التغيير هذه المرّة سيكون جذريا
المستقبل للأقوى
تعليقاتكم